عمّان في 18 أغسطس /العُمانية/ يشكّل
المعرض الاستعادي المقام حاليًا في “جاليري الأورفلي” بالعاصمة الأردنية
عمّان، وقفة فنية وثقافية تستعرض الإرث التشكيلي للفنان العراقي الراحل محمد مهر
الدين، الذي يُعد من أبرز رواد الحداثة الفنية في العراق.

ويُبرز المعرض مجموعة مختارة من أعمال
الفنان، تتنوع بين الرسومات الجرافيكية والتجريدية والتعبيرية، مقدّمة بانوراما
بصرية لمسيرته الفنية الممتدة، والتي اتسمت بالتجديد والتمرد الجمالي والتفاعل مع
قضايا المجتمع والإنسان.

ويعود المعرض بالزوار إلى محطات رئيسة
في حياة الفنان الذي وُلد عام 1938، ودرس الفنون في بغداد، قبل أن يواصل دراسته
العليا في العاصمة البولندية وارسو، حيث تأثر باتجاهات الفن الحديث في أوروبا،
وطوّر أسلوبه الخاص الذي تميّز بحس تأملي عميق، ولغة تشكيلية مستقلة.

ويستحضر المعرض تجربة الفنان مع جماعة
“نحو رؤية جديدة”، التي شارك في تأسيسها عام 1969، وأسهمت في تجديد الخطاب
البصري داخل الحركة التشكيلية العراقية، من خلال اعتماد مفاهيم الحداثة والتجريب،
والابتعاد عن التقاليد المدرسية الصارمة.

وتُظهر الأعمال المعروضة التزام مهر
الدين الفني والإنساني، من خلال تناوله البصري لموضوعات مرتبطة بالحروب والأزمات
الاجتماعية والإنسانية، بأسلوب تعبيري يدمج بين الإيحاء والتجريد، ويعكس اهتمامه
بالقيم الجمالية والمعرفية للفن.

ويُقدّم المعرض رؤية متكاملة لفهم
التحولات التي شهدها الفن العراقي المعاصر، حيث توثّق أعمال مهر الدين مرحلة
مفصلية في تاريخ الفن العربي الحديث، وتمثل صلة وصل بين الماضي والحاضر في سياق
فني متجدد.

وتزامنًا مع افتتاح المعرض، جرى توقيع
كتاب بعنوان “الإبداع المتجدد”، يتناول الحركة التشكيلية العراقية من
خلال قراءة نقدية لتجربة محمد مهر الدين، ويتضمن صورًا مختارة من لوحاته الفنية
المحفوظة ضمن مجموعة عبد الواحد سكران.

/العُمانية /النشرة الثقافية/

أمل السعدية