
البرلمان التايلاندي ينتخب تشارنفيراكول رئيسا جديدا للوزراءكوالالمبور – 5 – 9 (كونا) — انتخب البرلمان التايلاندي اليوم الجمعة أنوتين تشارنفيراكول رئيسا جديدا للوزراء ليصبح الرئيس ال32 للحكومة والرابع خلال عامين بعد حصوله على تأييد الأغلبية في مجلس النواب.وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن تشارنفيراكول زعيم حزب (بومجاثاي) نال 311 صوتا مقابل 152 صوتا لمرشح حزب (فيو تاي) تشايكاسم نيتيسيري بينما امتنع 27 نائبا عن التصويت وذلك من أصل 500 مقعد في البرلمان خلال جلسة استمرت مناقشاتها ساعتين.وسيقوم رئيس مجلس النواب وان محمد نور ماثا برفع النتيجة إلى ملك تايلاند ماها فاجيرالونغكورن للتصديق عليها تمهيدا لاختيار أعضاء الحكومة الجديدة.وأكد تشارنفيراكول (58 عاما) في تصريحات للصحفيين بعد إعلان النتيجة أنه سيعمل بكل جهده يوميا من دون عطلات لمعالجة مشكلات البلاد قائلا إنه ليس هناك وقت كثير ويجب تخفيف معاناة المواطنين بسرعة.من جانبه انتقد نائب حزب (فيو تاي) تشولنان سريكياو الاتفاق بين حزب (بومجاثاي) وحزب (الشعب) معتبرا أنه يمثل “تسوية خطرة” تسمح بتداول 14 مليون صوت لمصلحة حزب لم يحصل إلا على مليون صوت في انتخابات 2023 الأمر الذي “قد يفتح الباب لتأثير خارجي على المؤسسات الديمقراطية”.وحصل تشارنفيراكول قبل انتخابات اليوم على تأييد 146 صوتا من حزبه وحلفائه إضافة إلى دعم حزب (الشعب) الذي يضم 143 نائبا مقابل التزامه بحل البرلمان خلال أربعة أشهر لإجراء انتخابات عامة جديدة في فبراير أو مارس المقبلين.يذكر أن تشارنفيراكول هو وريث ثروة عائلية في مجال الهندسة الإنشائية وشغل سابقا مناصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الصحة وهو معروف بدوره في تشريع القنب عام 2022 الذي جرى لاحقا تقييد استخدامه للأغراض الطبية فقط.وخلال جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) قاد تشارنفيراكول إدارة الأزمة في البلاد التي تعتمد على السياحة لكنه أثار جدلا بتصريحاته ضد الأجانب قبل أن يعتذر لاحقا.ويشكل تولي تشارنفيراكول رئاسة الوزراء انتكاسة جديدة لعائلة شيناواترا إذ أطيحت مؤخرا رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا المنتمية إلى حزب (فيو تاي) من منصبها بعدما سيطرت العائلة على الساحة السياسية التايلاندية على أمد عقدين قبل أن تتعرض في الأعوام الأخيرة لسلسلة من الضربات القانونية والسياسية.وكان حزب (بومجاثاي) قد انسحب من دعم حكومة شيناواترا في يوليو الماضي احتجاجا على إدارتها للنزاع الحدودي مع كمبوديا قبل أن تقضي المحكمة الدستورية في 29 أغسطس الماضي بعزلها بسبب إدانتها بخرق “القواعد الأخلاقية” للوزراء.وشهدت تايلاند منذ عام 2019 سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة تخللتها انتخابات غير حاسمة وتحالفات هشة بين الأحزاب المتنافسة ما أدى إلى تغيير أربعة رؤساء وزراء في أقل من ثلاث سنوات.ويصف مراقبون هذه التطورات بأنها تعد انعكاسا للانقسام العميق بين التيار الشعبوي الموالي لعائلة شيناواترا والمؤسسة السياسية المرتبطة بالجيش والملكية. (النهاية)ع ا ب / م ع ع