أمين (مجلس التعاون): اجتماع (الحوار الاستراتيجي) مع روسيا يعزز العلاقات وفرصة لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية

أمين (مجلس التعاون): اجتماع (الحوار الاستراتيجي) مع روسيا يعزز العلاقات وفرصة لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدوليةموسكو – 11 – 9 (كونا) — أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الخميس أن الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية يمثل منصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الجانبين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما فيها مهددات الأمن الإقليمي والعالمي.جاء ذلك خلال كلمة البديوي أمام الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا المنعقد في مدينة سوتشي الروسية برئاسة مشتركة بين وزير خارجية دولة الكويت عبدالله اليحيا رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وبمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون.وفي مستهل كلمته ندد الأمين العام بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان بالاعتداء الغاشم لقوات سلطة الاحتلال الإسرائيلية على أراضي دولة قطر ما يشكل “انتهاكا سافرا لسيادتها وسلامة أراضيها ويخالف المبادئ والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.وشدد على أن دول مجلس التعاون “تتضامن بشكل كامل مع دولة قطر وتسخر إمكانياتها كافة لمواجهة هذا الاعتداء الآثم و تطالب المجتمع الدولي بإدانته ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تقوض أمن المنطقة واستقرارها”.وأشاد في الوقت ذاته بالجهود التي بذلتها الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة في دولة قطر في التعامل الفوري مع الحادث واحتواء تداعياته وصون سلامة المواطنين والمقيمين.وقال “إن هذا الاعتداء يقوض الجهود والمساعي الحميدة التي تقوم بها دولة قطر في إطار وساطتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ويشكل عقبة خطيرة أمام الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط”.ونوه في هذا السياق بالجهود العديدة التي بذلتها ولا تزال تبذلها دولة قطر تجاه إيقاف إطلاق النار في غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.ولفت البديوي إلى أن هذا الاجتماع يأتي في ظل ظروف يشوبها العديد من الأزمات التي تواجهها المنطقة والعالم بما فيها التحديات السياسية والأمنية التي تؤثر على الأمن والاستقرار.وأكد أن دول مجلس التعاون تؤمن بأن السبيل الأمثل لحل كافة النزاعات والخلافات هو من خلال المفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية وتغليب لغة الحوار واحترام سيادة القانون بما ينسجم مع التشريعات الدولية التي تكفل المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق المزيد من الرخاء والازدهار.ودان استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد سكان قطاع غزة وسياسة الحصار المتعمدة التي أدت إلى إحداث المجاعة في القطاع واستمرارها في تدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والتي تهدف إلى تهجير سكان القطاع واستيطانه.كما دان استمرار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المنظمات الإنسانية والأممية العاملة في قطاع غزة وإعاقة وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية مشددا على أن دول مجلس التعاون تطالب “المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لرفع معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع وتمكين المنظمات الإنسانية والأممية من أداء مهامها الانسانية”.كما شدد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2730 بشأن حماية العاملين في المجال الإنساني وضمان وصول المساعدات دون عوائق مؤكدا مواقف مجلس التعاون الثابتة بشأن مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.وفي الشأن الخليجي جدد البديوي موقف مجلس التعاون الثابت بشأن استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التابعة للإمارات مؤكدا موقف المجلس بشأن دعم حق السيادة للإمارات على جزرها الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.وقال إن دول المجلس تؤكد على “اعتبار أن أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث” داعيا إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.وفي سياق متصل أكد البديوي موقف مجلس التعاون بشأن أهمية تنظيم الملاحة في (خور عبدالله) واحترام العراق لسيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها والالتزام بجميع الاتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 833 واستكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة (162) وفقا للقانون الدولي والالتزام بالاتفاقيات الثنائية الموقعة ومنها اتفاقية الملاحة لعام 2012 والخطة المشتركة لعام 2014.وشدد على على موقف المجلس في دعم قرار مجلس الأمن 2732 (2024) بشأن ملفات الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية بما فيها الأرشيف الوطني وذلك انطلاقا من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لا سيما القرارات 686 (1991) و687 (1991) و1284 (1999).وقال إن المجلس يؤكد على ضرورة الاستمرار تحت مظلة مجلس الأمن وذلك على النحو الوارد في القرار 2107 (2013) والذي حدد إطار رفع التقارير ذات الصلة بملفات دولة الكويت إلى مجلس الأمن دون غيره من أجهزة الأمم المتحدة والتأكيد على أن البديل العادل والأنسب بعد إنهاء أعمال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).وجدد البديوي دعوة المجلس لحكومة العراق للتعاون لإحراز تقدم في هذا الشأن وإلى بذل أقصى الجهود للوصول إلى حل نهائي لهذه الملفات.وفي الشأن السوري جدد الأمين العام رفض مجلس التعاون للهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية والتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية ويؤكد دعمه لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها باعتبار أمنها واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز أمن المنطقة وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف وكافة أعمال العنف التي تستهدف زعزعة استقرار سوريا مهما كانت دوافعها ومبرراتها.وحول الأزمة الروسية – الأوكرانية قال “إنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا تبنى مجلس التعاون موقفا مستندا إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على النظام الدولي القائم على منهج احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها”.وأكد موقف المجلس إزاء أن التسوية السلمية من خلال الحوار والمفاوضات وعدم التصعيد العسكري “هما السبيل الأوحد لحل الأزمة”.ولفت إلى أن دول المجلس دأبت على دعم الجهود الدبلوماسية والمبادرات الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وذلك في إطار اهتمامها البالغ بأن يفضي ذلك إلى حل سياسي للأزمة إلى جانب ما تحقق من نجاح لجهود الوساطة من قبل دول المجلس فيما يتعلق بتبادل الأسرى وإطلاق سراح المحتجزين ولم شمل العائلات من الجانبين والمساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها إضافة إلى دعمها الجهود المبذولة لتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية والإنسانية حفاظا على منظومة الأمن الغذائي العالمي.وأعرب عن تطلعاته بأن تسهم المحادثات عالية المستوى التي عقدت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب المحادثات الروسية – الأمريكية التي سبقتها في مدينة الرياض في تحقيق حل سياسي سلمي شامل ومستدام بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار.وفي ختام كلمته أعرب عن الأمل إلى مواصلة تعزيز التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في المجالات السياسية والتجارية والثقافية والتعليمية والزراعية والصحية ومجالات الطاقة في إطار خطة العمل المشترك بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية (2023-2028).وأكد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون على أتم الإستعداد للتباحث مع الجانب الروسي حول كافة أوجه التعاون الممكنة لا سيما وأن الأمانة العامة لمجلس التعاون ستقوم بتقديم مقترحات التعاون في مجال السياحة ومجال الأمن السيبراني خلال الفترة المقبلة. (النهاية)خ ن ش / م ج ب