
عمّان في 15 سبتمبر/العُمانية/ تُعد
مغارة برقش من أبرز المعالم الجيولوجية الطبيعية في الأردن، والكهف الطبيعي
الجيولوجي الوحيد المكتشف في المنطقة، والتي يقدّر الباحثون عمرها زهاء أربعة
ملايين سنة، إذ تشكلت في العصر الكريتاسي الأعلى، وتكونت من المستحثات وآلاف
الصواعد والهوابط والأعمدة الكلسية الفريدة من نوعها، والتي تتماوج ما بين القرمزي
والأحمر والذهبي والعنبر والوردي والنحاسي.
ويعكس كل لون نوع المعدن الموجود في
المياه (كالحديد والمنغنيز)، أما السطوح فبعضها ناعم لماع كالرخام، وبعضها خشن
محبّب كالقشرة المرجانية، مما يوجِد تباينًا بصريًّا ثريًّا، كما تحتوي المغارة
على ممرات ضيقة ومتداخلة مع بعضها، وجميعها تشتمل على تشكيلات صخرية نادرة.
وتحيط بالمغارة التي تمتد على مساحة 2000
متر مربع من الأرض العديد من أشجار البلوط والسنديان والصنوبر، وتعيش حولها أنواع
من الحيوانات النادرة والطيور متنوعة الأشكال؛ ما يمنح الزائر تجربة ثرية يتماس
فيها مع الطبيعة بكل مكوناتها.
كما تنمو الصواعد في المغارة من الأرضية
صعودًا للأعلى، وهي تشبه أعمدة رخاميّة سميكة أو شمعات ضخمة مجمّدة، وقد تكونت من
ترسيب المعادن الذائبة في المياه التي تسقط من السقف، قطرة تلو أخرى على مدى آلاف
السنين، وبعضها يرتفع لأمتار عديدة، حتى يلتقي بالهوابط فيتّحدان ويشكّلان أعمدة
كاملة، والبعض الآخر يأخذ أشكالًا غريبة تشبه حيوانات أسطورية أو قباب قلاع صغيرة.
أما الهوابط فتتدلّى من سقف الكهف
نزولًا، كأنها ستائر بلّورية من الصخر، ومعظمها رقيقة في البداية، ثم يزداد سمكها
تدريجيًّا مع تراكم الكالسيوم، وتتلألأ تحت الإضاءة لتظهر كأنها سيوف من الزجاج أو
قطرات كبيرة متحجرة، وفي عدد من التشكيلات تظهر الهوابط كما لو أنها عناقيد عنب
متجمدة أو أنابيب دقيقة كالخيوط.
كما تحتوي هذه المغارة المدهشة على سواتر
حجرية هي عبارة عن صفائح رقيقة من الحجر الكلسي تلتفّ وتتدلّى من السقف، وتشبه
ستائر الحرير أو أجنحة الطيور المحلّقة، وإذا ما سُلِّطت عليها الإضاءة تُظهر
تموجات شفافة بألوان الورد والنحاس.
وتكونت التشكيلات الصخرية في المغارة وفق
معادلة كيميائية معقّدة، ووفقًا للباحثين، يحتاج تكون السنتمتر الواحد من هذه
الأعمدة إلى ما يقارب الأربعين عامًا.
وجاءت الأعمدة على ارتفاعات مختلفة،
ويرجَّح أن تزداد مع مرور الوقت بسبب الأمطار الحمضية والحركات التكتونية في
المنطقة.
ويمكن للزائر مشاهدة العديد من المنحوتات
الطبيعية والنتوءات الغرائبية والكوّات التي تتخلل جسد الصخر في المغارة، وفي إحدى
الزوايا يوجد نبع ماء نقي.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/شيخة
الشحية