
الرياض 28 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 20 سبتمبر 2025 م واس
خمسة وتسعون عامًا مضت على توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-؛ لتبقى هذه المناسبة الخالدة -اليوم الوطني السعودي- أغلى مناسبات الفخر والاعتزاز بمسيرة وطن صنع مجده، وبنى حضارته على قيم العزم والعمل.
فمنذ العام 1932م والمملكة تواصل تقدمها في مسيرة التنمية، مستندة إلى رؤية القيادة الحكيمة، من الملك المؤسس -طيب الله ثراه- إلى أبنائه الملوك -رحمهم الله- حتى وصلت اليوم إلى العهد المزدهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، حيث انطلقت مرحلة جديدة من النهضة الشاملة تحت مظلة رؤية المملكة 2030.
ومثلما قامت مسيرة الوطن المبارك على الطموح والإرادة والإنجاز، نشأت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، حيث كانت المملكة تسابق الزمن لتوظيف مواردها الطبيعية وتحويلها إلى قيمة مضافة، فجاءت فكرة إنشاء شركة وطنية للصناعات الأساسية كخطوة إستراتيجية، لتترجم رؤى الدولة في بناء صناعة وطنية متقدمة ورائدة تسهم في بناء الإنسان، وتنويع مصادر الدخل الوطني.
ومنذ انطلاقتها، رسمت “سابك” مسيرة ملهمة، بدأت بخطوات بسيطة في الجبيل وينبع، قبل أن تتحول إلى واحدة من أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، ولم يكن ذلك مجرد توسع صناعي، بل كان تعبيرًا عن طموح وطن بأكمله، أراد أن يكون لاعبًا رئيسًا في الصناعات الكيماوية العالمية، ورافدًا أساسيًا لتنمية الاقتصاد الوطني، ومصدرًا لفخر كل سعودي يرى منتجات بلاده في أكثر من (140) بلدًا حول العالم.
وقد أظهرت “سابك” قدرة استثنائية بإنجازات عديدة ومتنوعة وفي فترة زمنية قياسية، فبعد مرور (49) عامًا؛ أصبحت من أكبر الشركات العالمية القيادية في تصنيع وتسويق المواد الكيميائية والبوليمرات والمغذيات الزراعية، وتقدم منتجاتها وحلولها المبتكرة من (60) موقع تصنيع وإنتاج مركبات في (43) دولة حول العالم، ويعمل بها أكثر من (28) ألف موظف، كما تملك تصنيفًا ائتمانيًا من الأعلى في قطاع الكيماويات العالمي (A+/A1 )، وتعد علامتها التجارية الثانية ضمن أكبر العلامات التجارية الكيماوية قيمة في العالم، وقد بلغت قيمة العلامة التجارية (18,375) مليار ريال، وتجاوزت براءات الاختراع المسجلة وقيد التسجيل (11) ألف براءة اختراع.
ولم تقتصر إسهامات “سابك” على الاقتصاد والصناعة، بل تجاوزتها إلى المجتمع، حيث نفذت برامج متنوعة للمسؤولية الاجتماعية، وأسهمت في تمكين الشباب السعودي وتأهيلهم، ومن خلال شراكاتها المحلية والدولية، جسّدت الشركة نموذجًا للوطن الذي يسعى إلى صناعة المستقبل بموارده وكفاءاته.
وفي الاثني عشر شهرًا الماضية؛ واصلت “سابك” رحلة تحولها، حيث تسير مشاريع النمو الخاصة بالشركة وفقًا للجدول الزمني المحدد، بما في ذلك مجمع فوجيان للبتروكيماويات في الصين، ومصنع ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر (MTBE) في شركتها التابعة (بتروكيميا)، إضافة إلى التركيز على تحسين مجال أعمال الشركة الأساسية والاستخدام الأمثل لرأس المال بكفاءة، مع إتمام صفقات بيع (حديد) و(ألبا)، وقطاع أعمال النماذج الوظيفية المتخصصة.
وتقديرًا لجهود “سابك”، فقد اختارتها وزارة الاقتصاد والتخطيط كشركة رائدة في قيادة مجال الاستدامة في قطاع البتروكيماويات في المملكة، كما حصلت على ست (جوائز إديسون) نظير حلول مبتكرة قدمتها لتلبية متطلبات الزبائن سريعة التغير في القطاعات الصناعية المختلفة حول العالم، وحققت هذه الجوائز لخمس سنوات متتالية، وتواصل الشركة تقدمها في مجال الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري والحلول المبتكرة؛ لتعزيز حضور المملكة في الاقتصاد الأخضر العالمي، والارتقاء بتنافسيتها الدولية وجعلها شريكًا أساسيًا في تلبية احتياجات الصناعات المستقبلية.
إن قصة “سابك” ليست مجرد قصة شركة، بل هي حكاية ملهمة من ملحمة وطن آمَن برؤية قادته، واستثمر في قدرات أبنائه، فحوّل الطموح إلى واقع، وفي اليوم الوطني الخامس والتسعين، تظل “سابك” شاهدًا على ما تحقق من إنجاز، ورمزًا من رموز العزيمة الوطنية التي لا تعرف المستحيل.
// انتهى //
09:59 ت مـ
0014