جامع السليمانية.. رمز الروحانية والفن في إسطنبول

إسطنبول
في 22 سبتمبر /العُمانية/ يعد جامع السليمانية أحد أهم الأماكن التاريخية والدينية
في مدينة إسطنبول وتركيا بشكل عام، وشيّد على يدالمعماري التركي الشهير
“سنان آغا” عام 1550م، بأمر من السلطان سليمان القانوني، وهو ما يجعله
يتميز بتصميم فريد من نوعه، ويحتوي على 4 مآذن، ما يجعله لافتًا بشكل خاص لجذب
الزائرين من جميع أنحاء العالم.

ويشكّل
الجامع رمزًا للنهضة العثمانية في أوج قوتها، وصرحًا حضاريًّا يختزن بين جدرانه
روح الفن الإسلامي والهوية التركية.

ويقول
المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إنه تم بناء هذا
الجامع خلال فترة حكم السلطان العثماني سليمان القانوني ويرتبط حاليًا بتاريخ
وتراث إسطنبول، ويوفر للزائرين فرصة لمعانقة التاريخ الإسلامي القوي في هذه
المنطقة.

وأضاف:
“يتميز جامع السليمانية بتصميمه الأسطوري وما يصحبه من بنايات ذات خصوصية
فريدة من نوعها، وهي القبة الشهيرة والأوابد والأعمدة الإغريقية والديكورات الخشبية
المتفرِّدة، بالإضافة إلى مآذنه اللامعة.

وأبدع
المعماري في توزيع النوافذ الزجاجية الملونة بطريقة تسمح بمرور الضوء الطبيعي
ليملأ أرجاء المسجد، ما يخلق أجواء روحانية تبعث السكينة في نفس الزائر والمصلّي.

ويعد
الجامع تحفة معمارية، حيث يجد الزائر الجامع عند المدخل الرئيس مُحاطًا بالأروقة،
وفيه الشاذروان (مكان الوضوء)، وبعدها يأتي القسم الداخلي من المسجد الذي يضم
الجَمال الهندسيّ والزينة التي تغطي جدرانه إذ تتكامل عناصر الزخرفة الإسلامية في
محراب مسجد السليمانية بأشكالها الهندسية والنباتية ولوحاتها القرآنية، وبجواره
منبر رخامي من المرمر الأبيض، وتعكس نوافذه الزجاجية الملونة أضواء النهار
الخارجية.

وألحق بالجامع
عدد من المدارس، ومن ثم تم تأسيس مكتبة داخل الجامع خلال الفترة من 1545م – 1557م،
فأصبحت تتصف بسمعة عالمية لما تحويه من نفائس المخطوطات والكتب والوثائق، وقد زادت
أهميتها مع انتقال كثير من مكتبات إسطنبول العامة والخاصة إليها لتصبح بذلك من
أكبر المكتبات الإسلامية التي عرفها العالم، بعدد من المخطوطات التي يتجاوز عددها
الـ 70 ألف مخطوطة، مكتوبة باللغات العربية والتركية والفارسية.

ويقوم
جامع السليمانية بدور محوري في الحياة الدينية لإسطنبول لقرون متتالية، حيث كان
مقصداً للعلماء والطلاب، ومكانًا لإلقاء الدروس والخطب الدينية، كما مثّل مركزًا
ثقافيًّا يربط بين مختلف طبقات المجتمع، ولا يزال يحافظ على مكانته كأحد أهم المساجد
الجامعة في المدينة، إذ تقام فيه صلاة الجمعة والأعياد وسط حضور كبير.

/العُمانية/
النشرة الثقافية/شيخة
الشحية