
الجزائر
في 22 سبتمبر /العُمانية/ يعود المسرحي والسيناريست الجزائري، رضوان علوي، إلى
القارئ بإصدار جديد حمل عنوان “لن أذهب إلى كانوسا” الصادر عن دار
هيبورجيوس للنشر والتوزيع، وهو يشتمل على 5 نصوص مونودرامية مستلهمة من حكاية
“كانوسا”، وهي قلعة بإيطاليا توجد بها كنيسة كان يلجأ إليها القادة في
الحكم الكنسي لطلب الغفران من البابا.
ويؤكد
رضوان علوي، لوكالة الأنباء العُمانية، على أن ما يكتبه ينتمي للمسرح الذهني، وهو
في هذا الشأن متأثر بالكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم (1898/1987). والمسرح
الذهني، كما هو معروف، مسرح الغرض منه أن يكون مسرحًا مقروءًا، وليس قابلاً للأداء
على خشبة المسرح، وهو ما يسهل أن تصوّره وتأمُّله لكن يصعب أداؤه، وقد ارتبط هذا
النوع الفكري من التخيُّل الروائيّ بالكاتب توفيق الحكيم في الأدب العربي، إذ من
السّهل تخيُّل معظم مسرحياته لكن من الصّعب أداؤها.
ويُعلّق
على هذا النوع من المسرح بالقول “ليس شرطًا أن تجسّد المسرحية فوق الخشبة،
يكفي فقط أن تجعل من أفكارك ممثلين، ومن عقل القارئ خشبة مسرح وتلعب بأفكارك في
دماغه. الكتابة بالنسبة لي، كشكل عام، هي تحرر من الألم، أمّا الكتابة
المونودرامية فهي قول مالا يستطيع أحد أن يقوله في الواقع”.
ويرى
هذا المسرحي أنّ المسرح العربي أصبح تجاريًّا، إذ يقول: “واقع المسرح حاليًّا
أصبح مسرحًا تجاريًّا، ولم يعد هناك عمق، ولا قضية. أمّا في الجزائر، ومنذ رحيل
عمالقة المسرح أمثال عزالدين مجوبي (1945/1995)، وعبد القادر علولة (1939/1994)،
وصونيا ميكيو (1953/2018) فلم يعد هناك مسرح، وكنّا يومها نشاهد المسرحية،
ونحفظها، حيث كان المسرح قضية، أمّا اليوم فأنت تنسى العرض مباشرة بعد خروجك من
المسرح بسبب عدم وجود العمق في الطرح والمعالجة الدراميّة”.
وتعود
أهم أسباب هذه السّطحية التي يعاني منها المسرح العربي، بحسب رضوان علوي، إلى عدم
وجود كتّاب متخصّصين في الكتابة للمسرح، وقلة الاقتباس من الأعمال الروائيّة
العالمية، إذ يقول معلّقا: “لكي يكون لديك مسرح جيد يجب أن يكون هناك أولاً
نص جيّد. ثم لم يعد هناك جمهور مسرحي في ظلّ التطور التكنولوجي الذي حوّل الناس
إلى مجرّد كائنات إلكترونية، وأصبح بعض الكتّاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في
التعبير عن عواطفهم”.
ويرى أن
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي أمر مطلوب في جوانب تقنيّة مثل الديكور، والموسيقى،
والاكسسوار، والحركة لأنّه قد يغني المشتغلين بالفنّ الرابع عن عدّة تكاليف، أمّا
الكتابة المسرحيّة، فيجب أن تكون ذاتية نابعة من واقع الكاتب.
ويعبّر
عن استغرابه لتعامل الأجيال اليوم مع الذكاء الاصطناعي في التعبير عن عواطفهم
ومواقفهم، حتى أنّ الكثير من الشباب المبدع قتلوا بداخلهم الموهبة حسب وصفه،
موجهًا تساؤلات حول ماذا لو توقف الإنترنت؟، مشيرًا إلى أن المسرح عبارة عن همّ
تحمله، وقضية تدافع عنها، وموقف تتّخذه، باعتبار أنه لا يمكن لبرنامج إلكتروني أن
يعوض كل هذا.
ويعتقد
رضوان علوي بأنّ التكوين في المسرح بات ضروريًّا، خاصّة في كتابة النصوص المسرحية،
والأداء، والاقتباس من النصوص العالمية، فضلاً عن تمكين المسرحيين الشباب من
الاحتكاك بأصحاب الخبرة من رجالات المسرح من خلال المهرجانات المسرحية، والورشات،
وتحرير القطاع المسرحي، وإشراك أصحاب المال، وتشجيعهم على الاستثمار في مجال
المسرح.
/العُمانية/
النشرة الثقافية/شيخة
الشحية