الرئيس الأمريكي يوجه انتقادات للدول التي اعترفت بدولة فلسطين “من جانب واحد”

الرئيس الأمريكي يوجه انتقادات للدول التي اعترفت بدولة فلسطين “من جانب واحد”واشنطن – 23 – 9 (كونا) —- وجه الرئيس الامريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء انتقادات الى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين معتبرا أن أي حل للأزمة يجب ان يكون مرتبطا بإعادة الاسرى لدى حركة (حماس) الفلسطينية.جاء ذلك في كلمة القاها ترامب خلال افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة من 23 إلى 29 سبتمبر الجاري تحت عنوان “80 عاما من اجل التنمية والسلام وحقوق الانسان” برئاسة وزيرة الخارجية الالمانية السابقة انالينا بيربوك وبحضور 180 دولة عضو في المنظمة الاممية.وقال الرئيس الامريكي “لقد انخرطت بعمق في السعي إلى وقف إطلاق النار في غزة ولا بد من تحقيق ذلك ولكن للأسف رفضت حماس مرارا وتكرارا عروضا معقولة لصنع السلام”.وأضاف “وفيما يبدو كأنهم يشجعون استمرار الصراع فإن بعض أعضاء هذه الهيئة (الأمم المتحدة) يسعون إلى الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية”.واعتبر ان اعترافهم بالدولة الفلسطينية في الوقت الحالي “ستكون بمثابة مكافأة (حماس) على هذه الفظائع المروعة بما في ذلك السابع من أكتوبر حتى مع رفضهم إطلاق سراح الرهائن أو قبول وقف إطلاق النار”.ورأى أنه “كان من الممكن حل هذه المشكلة منذ زمن بعيد ولكن بدلا من الرضوخ لمطالب حماس بالفدية فإن على من يريدون السلام أن يتحدوا على رسالة واحدة أطلقوا سراح الرهائن الآن”.وتابع “بما أننا يجب أن نتكاتف فعلينا وقف الحرب في غزة فورا والتفاوض فورا على السلام واستعادة الرهائن”.وفي سياق متصل كرر الرئيس الأمريكي قوله “لقد أنهيت سبع حروب لا نهاية لها في غضون سبعة اشهر فقط وهذا يشمل كمبوديا وتايلاند وكوسوفو وصربيا والكونغو ورواندا وباكستان والهند وإسرائيل وإيران ومصر وإثيوبيا وأرمينيا وأذربيجان”.وأشار الى أن الولايات المتحدة تمكنت من انهاء النزاع بين ايران والاحتلال الإسرائيلي في يونيو الماضي من خلال عملية “مطرقة منتصف الليل” التي ضرب طياروها خلالها ثلاثة مواقع نووية إيرانية “ومع تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم توسطت على الفور لإنهاء حرب ال12 يوما كما تسمى بين إسرائيل وإيران”.ووجه ترامب انتقادات الى المنظمة الاممية معتبرا انه “من المؤسف أني اضطررت إلى القيام بهذه الأمور بدلا من أن تقوم بها الأمم المتحدة”.وقال “للأسف في جميع الحالات لم تحاول الأمم المتحدة حتى المساعدة في أي منها وأنا أنهيت سبع حروب وتعاملت مع قادة كل دولة من هذه الدول ولم أتلق حتى مكالمة هاتفية من الأمم المتحدة تعرض المساعدة في إتمام الصفقة وقد فكرت في الأمر بعد وقوعه ليس أثناء هذه المفاوضات التي لم تكن سهلة”.وأوضح أنه “في هذه الحالة ما هو هدف الأمم المتحدة؟ لدى الأمم المتحدة إمكانيات هائلة لكنها (اداءها) لا ترقى حتى إلى مستوى هذه الإمكانات في معظم الأحيان”.وأكد “أنه يبدو أن كل ما يفعلونه هو كتابة رسالة شديدة اللهجة ثم لا يتبعونها أبدا وهذه كلمات جوفاء والكلمات الفارغة لا توقف الحروب بل إن الشيء الوحيد الذي يوقف الحروب هو العمل”.وفي المقابل قال الرئيس الأمريكي “سواء كانت الأمم المتحدة قادرة على لعب دور بناء أم لا فقد جئت اليوم لأمد يد القيادة والصداقة الأمريكية لأي دولة في هذه الجمعية ترغب بالانضمام إلينا في بناء عالم أكثر أمانا وازدهارا”.وفيما يتعلق بالنزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا صرح الرئيس الأمريكي بأنه كان يعتقد ان حله سيكون “الاسهل” بين جميع النزاعات التي كانت قائمة بفضل “علاقتي الجيدة مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين” غير انه “في الحرب لا أحد يعلم ما سيحدث فهناك دائما الكثير من المفاجآت سواء كانت جيدة أو سيئة”.وأكد ان “الصين والهند هما الممولتان الرئيسيتان للحرب المستمرة من خلال استمرارهما في شراء النفط الروسي”.كما أشار الى انه “بشكل لا يغتفر حتى دول حلف شمالي الأطلسي (ناتو) لم تقاطع الكثير من الطاقة الروسية ومنتجاتها وقد اكتشفت ذلك منذ نحو أسبوعين ولم أكن سعيدا .. فكروا في الأمر إنهم يمولون الحرب ضد أنفسهم”.وكرر تهديده بأنه “في حال لم تكن روسيا مستعدة لعقد صفقة لإنهاء الحرب فإن الولايات المتحدة مستعدة تماما لفرض جولة قوية من الرسوم الجمركية”.وأضاف “لكي تكون هذه الرسوم فعالة يجب على الدول الأوروبية مجتمعة الانضمام إلينا في تبني الإجراءات نفسها تماما فأنتم أقرب بكثير إلى هذا وعلى أوروبا أن تكثف جهودها فلا يمكنها الاستمرار في فعل ما تفعله”.وأعاد التأكيد بأنهم “يشترون النفط والغاز من روسيا بينما يقاتلونها وهذا أمر محرج لهم وأستطيع أن أؤكد لكم ذلك لذا عليهم أن يوقفوا فورا جميع مشتريات الطاقة من روسيا وإلا فسنضيع جميعا الكثير من الوقت”.وعبر عن استعداده “لمناقشة هذا الأمر وسنناقشه اليوم مع الدول الأوروبية وأنا متأكد أنهم متحمسون لسماعي أتحدث عن ذلك إذ أحب أن أعبر عن رأيي بصراحة”.وتطرق ترامب كذلك الى موضوع آخر قائلا إنه في اطار سعي ادارته “للحد من خطر الأسلحة الخطيرة” فإنه يدعو “جميع الدول للانضمام إلينا في القضاء نهائيا على تطوير الأسلحة البيولوجية”.واعتبر “أن الأسلحة البيولوجية مريعة والأسلحة النووية أخطر من ذلك بكثير. ونحن ندرج الأسلحة النووية ضمن ذلك إذ نريد وقف تطويرها” محذرا من انه اذا تم استخدام الأسلحة النووية المتطورة “فقد ينتهي العالم حرفيا ولن يكون هناك أمم متحدة نتحدث عنها ولن يكون هناك أي شيء”.وعبر عن اعتقاده بأنه “قبل بضع سنوات فقط تسببت التجارب المتهورة في الخارج بجائحة عالمية مدمرة” بالإشارة الى جائحة (كورونا) “ومع ذلك ورغم تلك الكارثة العالمية تواصل العديد من الدول أبحاثا بالغة الخطورة في مجال الأسلحة البيولوجية ومسببات الأمراض من صنع الإنسان وهذا أمر بالغ الخطورة”.وأعلن انه “لمنع الكوارث المحتملة ستقود إدارتي جهدا دوليا لتطبيق اتفاقية الأسلحة البيولوجية والذي سيشمل لقاء مع كبار قادة العالم من خلال إطلاق نظام تحقق قائم على الذكاء الاصطناعي يمكن للجميع الوثوق به”.وعبر عن امله بأن “تلعب الأمم المتحدة دورا بناء وأن يكون هذا النظام أيضا أحد المشاريع المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي”.وعاود انتقاده للأمم المتحدة معربا عن اعتقاده بأن “الامر لا يقتصر على أن الأمم المتحدة لا تحل المشكلات التي ينبغي لها حلها بل إنها في كثير من الأحيان تخلق مشكلات جديدة علينا حلها وأفضل مثال على ذلك هو القضية السياسية الأهم في عصرنا أزمة الهجرة غير المنضبطة” معتبرا ان المنظمة الأممية “تمول هجوما على الدول الغربية وحدودها”.ومن الناحية البيئية كرر ترامب الاعراب عن اعتقاده بأن مواضيع التغير المناخي وانبعاثات الكربون “اكبر عملية احتيال في العالم”.وفي السياق هاجم ترامب المنظمة الأممية مجددا معتبرا ان “كل هذه التوقعات التي أطلقتها الأمم المتحدة وغيرها لأسباب واهية في كثير من الأحيان كانت خاطئة فقد أطلقها أناس أغبياء كلفوا بلدانهم ثروات ولم يمنحوا تلك البلدان نفسها أي فرصة للنجاح”.وأشار الى ان بريطانيا ينبغي لها إعادة النظر في “إغلاق البحر الشمالي” الذي حرمها من موارد نفطية كبيرة وأخرى غير مكتشفة بعد مؤكدا أنه “إذا لم تتخلصوا من هذه الخدعة البيئية فإن بلدانكم ستفشل وأقول لكم إن لم تتخلصوا من خدعة الطاقة الخضراء فإن بلدانكم ستفشل”.وأضاف “اني قلق على أوروبا التي أحبها وأحب شعوبها وأكره أن أراها تدمر بفعل الطاقة والهجرة فهذا الوحش ذو الذيل المزدوج يدمر كل شيء في أعقابه ولا يمكنهم السماح بحدوث ذلك بعد الآن أنتم تفعلون ذلك لأنكم تريدون أن تكونوا على صواب سياسي بينما أنتم تدمرون إرثكم”.وشدد على ان الأوروبيين “يجب أن يسيطروا بقوة وفورا على كارثة الهجرة غير المخففة وكارثة الطاقة الزائفة قبل فوات الأوان”.وتابع “هذه ليست أوروبا التي أحبها وأعرفها وكل ذلك باسم التظاهر بوقف خدعة الاحتباس الحراري إذ يجب رفض المفهوم العالمي برمته المتمثل في مطالبة الدول الصناعية الناجحة بإلحاق الأذى بنفسها وتعطيل مجتمعاتها جذريا رفضا تاما وشاملا كما يجب أن يكون ذلك فورا” مشيرا الى انه “لهذا السبب انسحبت في أمريكا من اتفاقية باريس للمناخ الزائفة”.وكرر تأكيده ان “الهجرة والتكلفة الباهظة لما يسمى بالطاقة المتجددة الخضراء تدمر جزءا كبيرا من العالم الحر وجزءا كبيرا من كوكبنا فالدول التي تقدر الحرية تتلاشى بسرعة بسبب سياساتها في هذين الموضوعين وأنتم بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا أردتم استعادة عظمتكم”.ووفقا لشبكة (سي ان ان) الإخبارية فقد التقى الرئيس الأمريكي نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش أعمال الجمعية العامة وناقش معه سبل انهاء النزاع القائم مع روسيا. (النهاية)ر س ر / ر ج