ثقافي / ملتقى الشارقة للراوي يختتم برنامجه العلمي بجلسات مثرية

الشارقة 04 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 26 سبتمبر 2025 م واس
أكد الباحثون والأدباء المشاركون في البرنامج العلمي لملتقى الشارقة الدول للراوي، أن الرحلات والتجارب الشخصية لا تقتصر على التنقل بين الأماكن، بل تلعب دورًا محوريًا في إثراء المعارف والعلوم وفهم التاريخ والثقافة الإنسانية، وقالوا: “إن أدب الرحلة يعد جسرًا للتواصل بين الشعوب”.
وخلال جلسة بعنوان “تجارب رائدة في عوالم الرحلة” التي أدارها الباحث العبدان، قدم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى الدكتور عبدالعزيز المسلم ورقة بعنوان «من مدائن الريح إلى مدونة مسافر»، استعرض فيها رحلاته المتعددة التي وثقها في مقالاته وكتاباته، بدءًا من مقارناته بين المدن مثل صور في عمان, وصور في لبنان، وصولًا إلى رحلته في مدينة حيدر أباد بالهند، حيث عايش تجربة البحث عن الكتب النادرة في أسواقها القديمة ودون مشاهداته عن قلعة جول كوندا العريقة.
كما تحدث دكتور المسلم عن بداياته في الكتابة عبر مقالاتٍ صحفيةٍ، قبل أن تتطور لتصبح مؤلفات توثق أسفاره حول العالم، موضحًا أن رحلاته ارتبطت أيضًا بأسابيع الشارقة الثقافية التي جابت العديد من العواصم والمدن العالمية، مؤكدًا أن ما يمنح أدب الرحلة قيمته الحقيقية هو قدرة الكاتب على التقاط تفاصيل الحياة اليومية وربطها بالتاريخ والمعرفة، بعيدًا عن الطابع الاستهلاكي السائد في بعض أدبيات السفر المعاصرة التي تقتصر على وصف المطاعم والفنادق.
فيما قدم الكاتب طلال سالم ورقة حول كتابه «إماراتي في نيجيريا»، مسلطًا الضوء على تجربةٍ خاضها في غرب أفريقيا، موضحًا أنه وجد في نيجيريا وجهة غير مألوفة.
أما الباحث والأديب الدكتور خالد البدور فقد عرض رحلته إلى مالابار من خلال كتابه «مالابار.. سواحل السحر والبهار»، متناولًا تجربته في ولاية كيرلا بجنوب الهند، موضحًا أن علاقته بالهند منذ الطفولة، وأن زيارة مالابار أعادت إليه ذكريات دبي القديمة.
وواصل الملتقى فعاليات برنامجه العلمي عبر جلسات حوارية تناولت الأولى السرد الرحلي والتوثيق، فيما ركزت الثانية على مشاهدات الرحالة وانطباعاتهم عن البلدان التي زاروها، الأمر الذي أسهم في إثراء الفهم الثقافي والحضاري للحضور.
فيما جاءت الجلسة الثالثة بعنوان “رحلات قديمة وأخرى حديثة”، وجلسة رابعة بعنوان “تمثلات الأنا والآخر في أدب الرحالة”.
واختتم الملتقى جلساته العلمية بجلسة بعنوان “تجليات الرحلات وآفاقها” شارك فيها من الباحثات كل من أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتورة حياة مناور الرشيدي من المملكة العربية السعودية بورقة بعنوان “حكاية جيرالد ديغور ووصف رحلته إلى الرياض وكتابة رحلة إلى الجزيرة العربية 1353هـ / 1935م”، والباحثة ناتاشا معنا من إيطاليا بورقة بعنوان “نهر الفولجا شاهد على رحلات العصور الوسطى”، والباحثة إيزابيل فيليندا من المانيا بورقة بعنوان “الرحلات والاستعمار والتراث الثقافي غير المادي.. المجموعات العربية في أرشيف برلين للفونوغراف”، والباحثة شيخة المطيري من الإمارات العربية المتحدة بورقة بعنوان “رحلة الكتب من خلال كتاب رسائل الرعيل الأول لعبدالله الطابور”، حيث أدار الحوار الإعلامي سلطان الحمادي، وأثرت أوراق العمل ملتقى الشارقة للراوي بأفكار وطروحات ذات بعد أدبي وإنساني.
وشهدت جلسات الملتقى توقيع مجموعة من الكتب في أدب الرحلات، إذ وقّع فهد المعمري كتابه «تلخيص في أدب الرحلات»، فيما وقّع شعيب حليفي كتابه «رحلة في الأدب العربي»، كما وقعت مديرة الإعلام بمعهد الشارقة للتراث الكاتبة نورة الخيال، كتابها: Maldivia Island of Light، الذي يتناول رحلة الرحالة العربي أبو البركات يوسف البربري.
// انتهى //
01:19 ت مـ
0011