
عواصم
في 29 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا
متنوعة تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها، وتطرقت إلى أهمية
تعزيز روابط التماسك بين دول الآسيان، والموقف العالمي والأفريقي تجاه الأوضاع في
السودان، إضافة إلى تداعيات استهداف الصحفيين في غزة.
فقد
نشرت منصة “بروجيكت سينديكت” الإعلامية مقالًا حول أهمية تعزيز رابطة
دول جنوب شرق آسيا لأواصر التماسك، بقلم الكاتب “أنور إبراهيم” وهو رئيس
الوزراء ووزير المالية في ماليزيا.
دعا
الكاتب في مقاله إلى تعزيز التماسك والوحدة بين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا
(آسيان) في مواجهة عالم متغير تطبعه التنافسات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي.
والفكرة
الرئيسة التي طرحها هي أن “مركزية الآسيان” – أي قدرتها على التحدث بصوت
واحد ومستقل – ليست مجرد طموح دبلوماسي، بل هي “ضرورة وجودية” لضمان
السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
واستفتح
الكاتب مقاله بالإشادة بإنجازات الرابطة التاريخية، التي تأسست عام 1967 على أسس
ثقافة التوافق والحوار المفتوح والتضامن، مما جعلها مرادفًا للسلام والديناميكية
في واحدة من أكثر مناطق العالم تنوعًا.
واستشهد
بحادثة حديثة، حيث نجحت وساطة الرابطة، تحت رئاسة ماليزيا وبمشاركة بناءة من قوى
عظمى، في تحقيق وقف للحرب بين كمبوديا وتايلاند، مما يؤكد القيمة الدائمة للحوار
والثقة التي يمنحها مواطنو المنطقة لهذه المنظمة.
وأوضح
الكاتب أن التحديات الحالية كبيرة، وتتمثل في تصاعد التنافس بين القوى العظمى،
والحمائية التجارية، وتآكل الثقة في التعددية.
وفي
هذا السياق، يرى أن الحفاظ على استقلالية الرابطة وقدرتها على التحدث بصوت موحد
يتطلب اليقظة والتمسك بقيم الصبر والدبلوماسية الثابتة.
وعلى
الصعيد الاقتصادي، حدد الكاتب مسارًا واضحًا للرابطة يجب أن تسلكه لتحقيق
إمكاناتها الهائلة كسوق يضم 660 مليون نسمة.
ودعا
إلى تفكيك الحواجز الجمركية وغير الجمركية لبناء أنظمة اقتصادية أقوى وأكثر
إنصافًا، والتنفيذ الفعال لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، لضمان
ازدهار مستدام، إضافة إلى تطوير الاقتصاد الرقمي من خلال إطار عمل موحد، خاصة في ظل
المنافسة على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
وشدد
على ضرورة توسيع الشراكات العالمية، مبينًا أن مبادرات مثل القمة التاريخية بين
الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين تؤكد استعداد الرابطة لبناء جسور تتجاوز
جوارها المباشر.
وحذر
الكاتب في مقاله من مخاطر التشرذم والتدابير أحادية الجانب، ودعا إلى التزام
متجدد بالانفتاح والإصلاح ونظام تجاري قائم على القواعد، منوهًا إلى ضرورة دمج
الاستدامة في الأجندة الاقتصادية للرابطة والاستثمار في الطاقة النظيفة
لضمان غدٍ عادل ومستدام.
وبيّن
أن مستقبل الرابطة يعتمد على تضامنها، ويرى أنه بالتمسك بقيمها التأسيسية مع التكيف
مع الواقع الجديد، يمكن للآسيان أن تظل منارة للسلام والازدهار وأن ترسم مستقبلها
بشجاعة وبصيرة، رافضة السلبية في مواجهة الأحداث العالمية.
وخلاصة
القول في نظر الكاتب هو أن قوة وتأثير رابطة الآسيان يكمنان في وحدتها وتماسكها،
ويعتقد أن الطريق الوحيد لنجاح المنطقة في هذا العصر المضطرب هو تعزيز التعاون
الداخلي والحفاظ على موقف محايد ومستقل وقيادة أجندة للانفتاح والتكامل الاقتصادي
والإصلاح، بدلًا من الانغماس في سياسات التشرذم والحمائية.
من
جانبها، نددت الكاتبة كينيث موكجاتلهي بالصمت الدولي والفشل الأفريقي في مواجهة
الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، والتي أودت بحياة 150 ألف شخص
وشردت 13 مليونًا.
وقارنت
الكاتبة، في مقالها الذي نشرته صحيفة “ميل آند جارديان” الجنوب أفريقية،
هذا التجاهل بـ “الإبادة الجماعية في رواندا 1994″، حيث انشغل العالم بأحداث
أخرى بينما قتل مئات الآلاف.
واتهم
المقال الاتحاد الأفريقي بعدم الحسم وغياب الإرادة السياسية، مما جعله عاجزًا عن
تحقيق هدفه “إسكات البنادق بحلول 2030”.
وترى
الكاتبة أن عدم نجاح التدخلات الأفريقية (مثل جهود جنوب أفريقيا في الكونغو) يظهر
اعتماد القارة على دول أجنبية لفرض السلام، وهو أمر يعد جرس إنذار للقادة
الأفارقة، مؤكدةً على أن دخول الحرب عامها الثالث هو دليل على فشل دبلوماسية
الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
وشددت
في مقالها على ضرورة إصلاح آليات الاتحاد الأفريقي لتعزيز قدرته على حل النزاعات،
وتحمل القادة الأفارقة المسؤولية بدلًا من الوقوف كمتفرجين، إضافة إلى أهمية تضامن
العالم من حكومات وإعلام ونشطاء وأكاديميين لدعم الشعب السوداني ومنع استمرار
المأساة.
كما نشرت الصحيفة ذاتها مقالًا
بعنوان “استهداف الصحفيين في غزة: هجوم مُمنهج على الحقيقة لإسكات الرواية”
بقلم الكاتبة “مارلان بادياشي”.
وترى
الكاتبة في مقالها أن الصحفيين في قطاع غزة يتعرضون لاستهداف متعمد ومنهجي من قبل
القوات الإسرائيلية، كجزء من استراتيجية أوسع للسيطرة على الرواية وإخفاء الحجم
الكامل للدمار والخسائر البشرية التي تتكشف في الحرب.
وأشارت
في مقالها إلى استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة في عام 2022، الذي مثل نقطة تحول
ونموذجًا للإفلات من العقاب.
وأكدت
على أن ما كان حادثة مفجعة أصبح “أمرًا روتينيًّا”، حيث تشير إحصاءات
الأمم المتحدة إلى استهداف أكثر من 242 صحفيًّا فلسطينيًّا منذ أكتوبر 2023.
واستدلت
الكاتبة بتصريح منتدى المحررين الوطنيين في جنوب أفريقيا الذي يؤكد أن هذا
الاستهداف “ليس حادثًا مأساويًّا”، بل هو “اعتداء صارخ ومُدبّر على
حرية الصحافة”.
الفكرة
الرئيسة التي تدفع بها الكاتبة في مقالها هي أن هذا الاستهداف ليس عشوائيًّا، بل هو
هجوم متعمد على “عيون وآذان العالم” بهدف حرمان العالم من الشهادات
المصورة والمكتوبة التي توثق الفظائع.
وأكدت
أن القانون الدولي يصرح بوضوح أن الصحفيين في مناطق النزاع يعتبرون مدنيين، وأن
استهدافهم يعد جريمة حرب. ومع ذلك، فإن هذه القوانين تبدو “عديمة
المعنى” عندما يتمتع الجناة بحصانة مدعومة من حلفاء أقوياء.
وربطت
الكاتبة بين هذا الاستهداف والسياق الأوسع للحرب، التي تصفها العديد من منظمات
حقوق الإنسان بأنها “إبادة جماعية”.
وبينت
أن العالم قد لا يعرف الحجم الحقيقي للكارثة لولا شجاعة الصحفيين المحليين الذين
يخاطرون بحياتهم لتوثيقها، وهذا بالضبط هو السبب وراء مطاردتهم وإسكاتهم.
وأوضحت
أن معركة غزة هي أيضًا معركة على الرواية، ففي عصر الهواتف الذكية ووسائل التواصل
الاجتماعي، أصبح الصحفيون ليسوا مجرد مسجلين، بل “مكبرات صوت” تنقل
الحقيقة إلى العالم في دقائق، وأن إسكاتهم هو محاولة للسيطرة على الحقيقة.
وقدمت
الكاتبة رأيها بكل وضوح قائلة: “إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب من خلال
استهدافها المتعمد للصحفيين في غزة، بهدف إخفاء آثار حملتها العسكرية الأكثر
تدميرًا والتحكم في السردية العالمية للأحداث”.
وأدانت
الكاتبة هذا الفعل، مطالبة بمحاسبة الجناة الذين يتمتعون بإفلات من العقاب، وترى
أن توثيق الصحفيين هو خط الدفاع الأخير لحماية الحقيقة وضمير الإنسانية.
/العُمانية/
أحمد
صوبان