
الرياض 07 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 29 سبتمبر 2025 م واس
أكد معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد بن صالح المديفر، أن قطاع التعدين في المملكة يشهد تحولًا نوعيًا غير مسبوق، وأصبح بفضل رؤية المملكة 2030 ركيزة أساسية للاقتصاد والصناعة الوطنية.
وقال معاليه، خلال مشاركته في أسبوع رواد الصناعة والتعدين الذي تنظّمه منشآت، “إن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو بناء قطاع تعدين حديث ومستدام يستهدف تعزيز مكانتها العالمية بصفتها مركزًا رائدًا للمعادن والصناعات التعدينية، مع الالتزام بتوفير بيئة استثمارية جاذبة تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي ومتطلبات الاستدامة.
وأشار إلى أن هذا التحول اعتمد على مجموعة من الإصلاحات والسياسات التنظيمية المحورية، في مقدمتها إطلاق الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية عام 2017 كونها أول إستراتيجية وطنية للقطاع، وإصدار نظام الاستثمار التعديني في 2021 الذي يُعد من أكثر الأنظمة تنافسية عالميًا بما أتاح الملكية الأجنبية الكاملة وضمان أمن الحيازة؛ كما تم تدشين قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية والبرنامج العام للمسح الجيولوجي لتوفير معلومات دقيقة وموثوقة للمستثمرين، إلى جانب تأسيس صندوق التعدين بصفته ذراعًا تمويليًا للمشاريع المستقبلية والاحتياجات التشغيلية، وإطلاق منصة تعدين الرقمية لتكون نافذة موحدة توفر بيانات شاملة عن المواقع التعدينية وتُيسر إجراءات الاستثمار.
وفي استعراضه للإنجازات، أوضح المديفر أن المملكة حققت قفزة نوعية في رخص الكشف التي ارتفعت من نحو (50) رخصة سنويًا قبل إطلاق الرؤية إلى أكثر من (400) رخصة حاليًا، بالإضافة إلى تضاعف الإنفاق على أعمال الاستكشاف ليصل خلال الفترة من 2019 إلى 2024 إلى (2.2) مليار ريال، فيما ضخ القطاع الخاص أكثر من (700) مليون ريال مقابل (180) مليون ريال من الجهات الحكومية، تأكيدًا للشراكة والتكامل في دعم القطاع، مبينًا أن عدد شركات الاستكشاف العاملة في المملكة ارتفع من 6 شركات فقط عام 2020 إلى ما يقارب (150) شركة اليوم، منها شركات دولية وتحالفات مع شركاء محليين.
ولفت الانتباه إلى أن السمعة والمكانة الدولية التي حظيت بها المملكة بعد سلسلة الإصلاحات والبرامج الطموحة، قفزت وفق تقرير معهد فريزر المستقل – أحد أبرز المراجع للمستثمرين عالميًا – إلى المرتبة (23) عالميًا في مؤشر جاذبية الاستثمار، بعد أن كانت في المركز (104) عام 2013، وهو ما يعكس الثقة المتنامية في بيئة التعدين السعودية.
وأضاف معالي المهندس خالد المديفر، أن منظومة التمكين التي أرستها رؤية 2030 تمضي بخطى عملية لبلوغ مستهدف دخول قائمة أفضل عشر دول تعدينًا، عبر مبادرات رائدة يتقدّمها “أستوديو الابتكار التعديني” و”روّاد مستقبل المعادن” تحت مظلّة مؤتمر التعدين الدولي، إلى جانب برنامج “ألف ميل” الذي ينظّمه “ندلب”، بما يوفّر بيئة جاذبة للمبتكرين ويُمكّن الكفاءات الوطنية والعالمية من تطوير حلول عملية مستدامة تعزّز تنافسية القطاع، وترفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، وتفتح آفاقًا أوسع للاستثمار والنمو وتوطين التقنية.
واختتم معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين حديثه بالتأكيد أن المستثمر هو المحرك الأساسي للدورة الاقتصادية في قطاع التعدين، وأن جميع السياسات والأنظمة صُممت بما يوازن بين العوائد الاقتصادية والمسؤوليات البيئية والمجتمعية، لضمان قطاع تعدين حديث ومستدام يعزز تنافسية المملكة ويخدم أهدافها التنموية.
من جانبه، استعرض المشرف العام على التحول الصناعي بالوزارة المهندس سلطان بن محمد المسلّم، ضمن أنشطة أسبوع رواد الصناعة والتعدين، توجهات ريادة الأعمال في القطاع الصناعي الهادفة إلى بناء منظومة ممكنة ومحفزة للوصول إلى الريادة العالمية.
وأكد المسلّم، أن هذه التوجهات ترتكز على تكامل الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الأكاديمي لتعزيز الابتكار ورفع مساهمة المنشآت الصناعية الناشئة في الاقتصاد، منوهًا باستمرار العمل على تطوير الممكنات التشريعية والتمويلية والبنى التحتية بما يدعم نمو المشاريع الريادية الصناعية بالمملكة.
يُذكر أن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، تنظّم بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، فعاليات “أسبوع روّاد الصناعة والتعدين” خلال الفترة من 28 سبتمبر إلى 2 أكتوبر المقبل، وذلك في مراكز دعم المنشآت بكل من الرياض وجدة والخبر والمدينة المنورة، وبمشاركة واسعة من أصحاب المعالي والسعادة وقادة القطاع.
// انتهى //
16:06 ت مـ
0122