
أمين عام (التعاون): الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي الـ29 يؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبينالكويت – 6 – 10 (كونا) -— أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الاثنين أن الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي يجسد متانة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين منذ توقيع اتفاقية التعاون عام 1988.وقال البديوي في كلمة ألقاها بانطلاق الاجتماع الذي تستضيفه الكويت بمشاركة وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الجانبين إن القمة الخليجية الأوروبية الأولى التي انعقدت أواخر العام الماضي أرست خارطة طريق واضحة للتعاون المثمر مضيفا أن الأمانة العامة تعمل مع الشركاء الأوروبيين على تنفيذ مخرجاتها بشكل عملي وملموس يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقتين.وأوضح أن تنفيذ بنود التعاون يشمل تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والتحول الأخضر وتطوير المشاورات السياسية والأمنية ومعالجة التحديات العالمية وتوطيد الروابط بين شعوب الخليج وأوروبا.وذكر أن مجلس التعاون يتطلع إلى تسهيل حركة الأفراد بين الجانبين من خلال الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمنطقة شنغن مشيرا إلى أن ذلك من شأنه دعم التبادل التجاري والثقافي والسياحي وتعزيز جسور التفاهم بين المنطقتين.ولفت إلى أن الأمانة العامة اقترحت على الجانب الأوروبي عقد المنتدى الأول للطاقة بين الجانبين وتنظيم منتدى حول الاقتصاد الرقمي والتجارة الرقمية بالتنسيق مع دولة الرئاسة الأوروبية القادمة قبرص ومنظمة التعاون الرقمي.وشدد البديوي على أهمية مضاعفة الجهود الدولية لإنهاء الصراعات المسلحة وتعزيز الحلول السياسية والدبلوماسية مؤكدا أن تحقيق التنمية والاستقرار لن يتأتى إلا بترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية.وأعرب عن إدانته الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر واصفا إياه بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي ومؤكدا تضامن دول المجلس الكامل مع قطر وأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك.كما جدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية مطالبا بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن وتبادل الأسرى وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع ومشيدا بالجهود السعودية والفرنسية لدفع المسار السياسي نحو حل الدولتين.وثمن إعلان التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية من قبل عدد من الدول الأوروبية واليابان والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة.ورحب البديوي بالخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة معربا عن دعم مجلس التعاون لجميع الجهود الدولية الرامية لإنهاء الكارثة الإنسانية هناك.وجدد إدانة المجلس ورفضه القاطع لاستمرار انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وما ترتكبه من جريمة إبادة جماعية وسياسة حصار متعمدة أدت إلى المجاعة في قطاع غزة إضافة إلى مواصلة تدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة واستهداف المنظمات الإنسانية والأممية وعرقلة وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية مؤكدا أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والإنسانية والأخلاقية لوقف معاناة الشعب الفلسطيني مؤكدا مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لمجلس التعاون وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومثمنا الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية.وفي الشأن السوري رحب البديوي بإعلان الحكومة السورية عن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد.وأكد دعم مجلس التعاون لجميع الخطوات التي تعزز أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها وإدانة الهجمات الإسرائيلية المستمرة والتدخلات الأجنبية في شؤونها.وشدد على أن مجلس التعاون يدعم جميع الإجراءات والتدابير الهادفة لمكافحة الإرهاب وأعمال العنف التي تستهدف زعزعة أمن سوريا واستقرارها مشيرا إلى أن أمنها واستقرارها يشكلان ركيزتين أساسيتين من ركائز أمن واستقرار المنطقة.وفيما يتعلق بالشأن الأوكراني أوضح أن مجلس التعاون يتمسك بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لافتا إلى اعتماد خطة للعمل المشترك بين مجلس التعاون وأوكرانيا للفترة 2025 – 2030 تشمل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والزراعية والطاقة.وأعرب البديوي عن أمله بأن تسهم الشراكة الخليجية الأوروبية في تحقيق الأهداف المرجوة منها بما يعود بالنفع على شعوب المنطقتين ويعزز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك. (النهاية)ن م ع / ع ع / خ د ع