انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للوقاية من الإشعاع

أبوظبي في 7 أكتوبر /وام/ انطلقت اليوم في أبوظبي، فعاليات المؤتمر الدولي الثامن حول نظام الوقاية من الإشعاع، والذي تنظمه الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالتعاون مع اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع، من 7 حتى 9 أكتوبر الجاري.

يجمع الحدث الذي تستضيفه الإمارات للمرة الثانية، أكثر من 500 خبير وعالم وصانع سياسات من 53 دولة، مما يجعله أحد أكبر التجمعات الدولية المخصصة للوقاية من الإشعاع، وتعكس استضافة الإمارات دورها الريادي في تعزيز السلامة النووية والوقاية من الإشعاع على الصعيد العالمي.

يتضمن المؤتمر جلساتٍ متخصصة تُغطي الآثار الصحية للإشعاع، وقياس الجرعات، وأخلاقيات الوقاية الإشعاعية، وتطبيقاتها في مجالات الطب والصناعة والبيئة، وتشمل أبرز الجلسات حلقات نقاش حول الوقاية الإشعاعية في استكشاف الفضاء، والذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي، وعلاجات باستخدام تقنيات البروتونات والأيونات الثقيلة، ومبررات استخدام الإشعاع.

وستُتيح المناقشات التي تعقد على مدار ثلاثة أيام للمشاركين رؤى مُعمّقة حول أحدث التطورات والتطبيقات العملية التي تُشكّل مستقبل الوقاية الإشعاعية في جميع أنحاء العالم.

وقال سعادة حمد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إن استضافة هذا المؤتمر الدولي في أبوظبي يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بالتعاون الدولي في تعزيز السلامة الإشعاعية، موضحا أن في ظل التطور السريع لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والعلاج بالبروتونات، وتطبيقات الفضاء، تكمن المسؤولية المشتركة في ضمان استخدامها بأمان، والتركيز الدائم على ثقة الجمهور.

وأكد في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، على هامش انطلاق المؤتمر، أن دولة الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في بناء نظام وطني متكامل للرقابة على الحماية من الإشعاع، ما يعكس سياسة الدولة الواضحة في تمكين وتنفيذ أعلى معايير الأمان والأمن النووي والإشعاعي.

وأضاف أن التقدم الرقابي المحقق يعكس النهج المستدام الذي تتبناه دولة الإمارات في إعطاء قطاع الحماية من الإشعاع أولوية قصوى، انطلاقاً من حرصها على حماية الإنسان والبيئة، مشيراً إلى أن الدولة تنتهج منذ سنوات طويلة سياسة التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات العالمية واللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع، للاستفادة من الخبرات الدولية وتبني أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

وأشار إلى أن هذا التعاون لا يقتصر على تبادل الخبرات والتقييم المستمر، بل يشمل أيضاً الاستفادة من الفرص العلمية والتكنولوجية في القطاعات الطبية والصناعية وغيرها داخل الدولة، بما يسهم في تطوير القدرات الوطنية وتعزيز التميز في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وأوضح أن التشغيل التجاري الكامل لمحطات براكة للطاقة النووية السلمية يعكس نجاح الدولة في إدارة وتشغيل هذه المحطات وفق أعلى معايير السلامة والأمن النووي وحظر الانتشار، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تركز على ضمان التطوير المستمر للبنية التشغيلية وتعزيز كفاءة الأداء من خلال الرقابة الفاعلة للهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وأكد أن دولة الإمارات باتت تمتلك خبرات متقدمة في بناء وتنفيذ برامج شاملة للطاقة النووية، ما جعل تجربتها محل اهتمام دولي، إذ تشارك الدولة اليوم خبراتها مع الدول المهتمة بهذا القطاع من خلال شراكات علمية وتجارية وبحثية تسهم في تعزيز التعاون الدولي في مجالات الطاقة النووية السلمية.

وأشاد فيرنر روم، رئيس اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع، على استضافة هذا الحدث العالمي في أبوظبي بالشراكة مع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، مشيرا إلى أن المؤتمر ومن خلال جلساته الـ 28 سيلعب هذا العام دورًا محوريًا في تعزيز الحوار العالمي لدعم مراجعة وتنقيح نظام الحماية من الإشعاع.

ويشمل المؤتمر جائزة دولية للعلماء والمهنيين الشباب، التي تُسلِّط الضوء على الجيل القادم من رواد الوقاية من الإشعاع، وتتضمن جلساتٍ مُخصَّصةً لتعزيز أطر الوقاية الإشعاعية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وستُعزِّز مساهماتُ منظماتٍ دوليةٍ رئيسيةٍ، ​​مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري، ومنظمة الصحة العالمية، أهمية التعاون العالمي في تعزيز السلامة الإشعاعية.