
تبوك 20 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 12 أكتوبر 2025 م واس
تواصل الفرق البحثية والتطبيقية في المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة (استدامة) تنفيذ أنشطة الموسم الثاني لمشروع توطين زراعة الزعفران في المملكة، وذلك في إطار منهجية علمية متكاملة تهدف إلى تطوير نماذج إنتاجية مستدامة تدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال الأمن الغذائي، وتنويع القاعدة الاقتصادية الزراعية.
وأكد المدير العام للمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة الدكتور خالد الرحيلي، أن مشروع توطين زراعة الزعفران يمثل نموذجًا متقدمًا لمنهجية المركز في تطوير الحلول الزراعية المبتكرة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن إستراتيجية شاملة لتعزيز قدرات القطاع الزراعي الوطني وتحقيق التحول النوعي نحو الزراعة المستدامة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل الزراعي تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
من جهته أوضح رئيس الفريق البحثي لمشروع الزعفران بمركز استدامة الدكتور سليمان الفيفي، أن المركز يتبنى نهجًا تكامليًا في نقل التقنيات الزراعية المتقدمة من خلال شراكات علمية مع خبراء دوليين، مؤكدًا أن الهدف الإستراتيجي يتمثل في إعداد كوادر فنية متخصصة في كل منطقة من مناطق المملكة قادرة على إنتاج الزعفران وفق المعايير العالمية، وضمان استدامة نقل المعرفة التقنية.
وفي إطار الدعم التقني المباشر للمزارعين، نفذ المركز برنامجًا توزيعيًا شمل أكثر من 500 ألف كورمة (بصيلة زعفران) على المزارعين في المناطق ذات الملاءمة المناخية، حيث تصدرت منطقة تبوك القائمة نظرًا لخصائصها المناخية المتميزة وطبيعة تربتها التي تتوافق مع المتطلبات البيئية لإنتاج الزعفران عالي الجودة.
وأشار الدكتور الفيفي، إلى أن النتائج التحليلية للعينات المنتجة أظهرت مطابقة تامة للمواصفة القياسية الدولية (ISO 3632) من حيث مؤشرات الجودة الأساسية شاملة اللون والرائحة ومحتوى الكروسين، مما يؤكد الجدوى التقنية للمشروع وقدرته على إنتاج زعفران سعودي منافس عالميًا.
وفي سياق تطوير القدرات الوطنية، نفذ المركز حزمة متكاملة من البرامج التدريبية والورش التخصصية والأيام الحقلية، إلى جانب برامج الإشراف المباشر على مراحل الإنتاج والمعالجة، وذلك ضمن إستراتيجية شاملة لتمكين المزارعين من تبني التقنيات الحديثة وتحسين كفاءة الأداء الإنتاجي، حيث لفت الفيفي إلى أن نطاق المشروع يغطي سلسلة القيمة الكاملة للزعفران من الإنتاج حتى التسويق، من خلال تطوير أدوات القياس والتحليل المتخصصة، وإعداد الأدلة الإرشادية للممارسات المثلى في التجفيف والتخزين والتعبئة والتسويق وفق المعايير الدولية، بما يضمن تعظيم العائد الاقتصادي وضمان جودة المنتج النهائي.
ويأتي هذا المشروع متسقًا مع التوجهات الإستراتيجية لوزارة البيئة والمياه والزراعة نحو تعزيز الاستثمار في المحاصيل ذات العائد الاقتصادي المرتفع والكفاءة المائية العالية، بما يحقق التوازن المطلوب بين الجدوى الاقتصادية والاستدامة البيئية.
ويمثل مشروع توطين زراعة الزعفران نموذجًا تطبيقيًا لمنهجية المركز في تطوير الحلول الزراعية المبتكرة، حيث يستهدف تحقيق الاكتفاء المحلي من هذا المحصول الذي يتميز بقيمته الاقتصادية العالية وخصائصه الطبية والغذائية المتنوعة، فضلًا عن فتح آفاق جديدة أمام المزارعين لتنويع أنشطتهم وتعظيم مصادر دخلهم.
ويجسد هذا المشروع التزام مركز “استدامة” بقيادة التحول النوعي في القطاع الزراعي السعودي، وتعزيز التنافسية الوطنية، وتطوير منظومة متكاملة للبحث والتطوير الزراعي، بما يسهم في بناء اقتصاد زراعي مستدام وقطاع حديث قائم على الابتكار والتقنيات الذكية.
// انتهى //
12:37 ت مـ
0060