بطولة الأندية العربية لكرة السلة/ منصة مثالية لتطوير اللعبة وصناعة الأبطال

دبي في 12 أكتوبر /وام/ تُعد بطولة الأندية العربية لكرة السلة، واحدة من أعرق وأهم البطولات الإقليمية في تاريخ اللعبة، منذ انطلاقتها عام 1978 تحت إشراف الاتحاد العربي لكرة السلة؛ إذ نجحت على مدى 37 عاماً في ترسيخ مكانتها كمنصة بارزة تجمع نخبة الأندية العربية، وتعكس التنافسية العالية التي تتميز بها كرة السلة في المنطقة.
ومنذ نسختها الأولى، كانت البطولة محطة رئيسية لتطور كرة السلة العربية؛ إذ أسهمت في رفع مستوى الفرق، وإكساب اللاعبين خبرات واسعة عبر الاحتكاك المباشر، كما فتحت المجال أمام بروز العديد من النجوم الذين أصبحوا لاحقاً من أيقونات اللعبة على المستوى العربي والقاري، وهو ما منح البطولة مكانة مرموقة ورسّخ حضورها كإحدى أبرز المنافسات الإقليمية استمرارية ونجاحاً.
ويحمل سجل الأبطال أسماء أندية عريقة طبعت تاريخ البطولة بإنجازاتها، حيث تتصدر الأندية المصرية قائمة الأكثر تتويجاً بإجمالي 11 لقباً، منها 7 ألقاب للاتحاد السكندري، و3 للجزيرة، ولقب وحيد للأهلي، فيما تحتل الأندية اللبنانية المركز الثاني بإجمالي 9 ألقاب، 5 منها لفريق الرياضي، بجانب لقبين للحكمة، ولقب لكل من الهومنتمن وبيروت.
وشهدت النسخ المتعاقبة من البطولة مشاركة لاعبين بارزين على المستوى العربي والدولي، كما لعبت دوراً محورياً في إبراز المواهب الصاعدة وتطوير كرة السلة العربية لتحتل مكانتها المستحقة على الساحة العالمية.
ويعد اللاعب المصري إسماعيل أحمد، الأكثر حصداً لألقاب البطولة العربية للأندية؛ إذ نجح في الحصول على اللقب 10 مرات مع 5 أندية عربية مختلفة هي الاتحاد السكندري، والجزيرة، المصريين، ومع الثلاثي اللبناني الرياضي، والحكمة وهومنتمن،
وكذلك الأمر بالنسبة للبناني فادي الخطيب الذي يعد علامة فارقة في تاريخ السلة اللبنانية والعربية، والذي سطع نجمه في هذه البطولة واستطاع تحقيق لقبها عدة مرات مع الحكمة والرياضي، كما قاد منتخب لبنان في بطولة كأس العالم لكرة السلة مرتين.
وتستمد البطولة قدرتها على الاستمرارية والتميز من عوامل عدة، أبرزها انتظام إقامتها بشكل سنوي، وتطور أنظمتها ولوائحها، إضافة إلى الدعم الكبير من الاتحاد العربي لكرة السلة، والاهتمام المؤسسي والإعلامي والجماهيري، فضلاً عن حرص الدول المستضيفة على تقديمها بأفضل صورة تنظيمية.
وعلى صعيد المستقبل، تتركز مقترحات التطوير في تعزيز البث الرقمي والتسويق الدولي للبطولة، وإدخال تقنيات التحكيم الحديثة، وزيادة عدد الفرق المشاركة بما يعكس النمو الكبير للعبة في العالم العربي، إلى جانب فتح المجال لمشاركة أوسع للاعبين المحترفين بما يسهم في رفع مستوى التنافس والإثارة.
وفي هذا السياق، أكد اللواء إسماعيل القرقاوي، رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة، أن بطولة الأندية العربية تُعد واجهة مشرفة للعبة على المستوى الإقليمي، ومنصة رئيسية لإبراز المواهب وتطوير أداء الأندية العربية، مشيراً إلى أنها نجحت على مدار أكثر من ثلاثة عقود في الحفاظ على مكانتها كإحدى أعرق المسابقات القارية بفضل انتظامها وحرص الدول المستضيفة على إخراجها في أفضل صورة تنظيمية، بما جعلها تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، كما أنها باتت تحتل مكانة مميزة في أجندة الاتحاد العربي، فضلا عن أنها تمثل جسراً للتواصل بين الشعوب عبر الرياضة.
وقال إن الاتحاد العربي يولي البطولة أهمية خاصة ضمن خططه الإستراتيجية، ما انعكس مؤخراً في تعديل لوائح مشاركة اللاعبين الأجانب إذ بات يسمح لكل فريق بتسجيل 3 محترفين، ما أسهم في رفع المستوى الفني وإثراء المنافسة.
من جانبه، أكد عبد الرحمن المسعد، نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة، أن البطولة تمثل إحدى الركائز الأساسية في تطوير اللعبة عربياً، مشيراً إلى أنها وفرت عبر تاريخها الطويل بيئة تنافسية مثالية أسهمت في صقل اللاعبين وإكسابهم خبرات كبيرة، مشيرا إلى أن استمرارها 37 عاماً يعكس قيمتها الفنية والتنظيمية، ودورها في صناعة النجوم وتعزيز مكانة كرة السلة العربية إقليمياً ودولياً.
وأوضح العميد عبد الله شلبي، الأمين العام للاتحاد العربي لكرة السلة، أن وصول البطولة إلى نسختها 37 يعكس مكانتها التاريخية البارزة، وقدرتها على التطور برغم التحديات، مشيراً إلى أنها نجحت في استقطاب أبرز الأندية واللاعبين، وأسهمت في تعزيز حضور كرة السلة العربية على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضاف أن استمرارية البطولة تعد دليلاً على ثقة الاتحادات والأندية بقيمتها، وحرص الاتحاد العربي على تطويرها بما يواكب الطموحات المنشودة.