
أبوظبي في 13 أكتوبر/ وام/ أكدت ندوة “واحات العين / نموذج الاستدامة الشاملة”، التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية، أهمية مواصلة البحث العلمي المتخصص في مجالات التراث البيئي والاستدامة، وتعزيز حضور واحات العين كنموذج وطني رائد في السياحة البيئية والتعليمية والبحثية، وأيقونة حضارية تربط بين ماضي دولة الإمارات المجيد ومستقبلها الواعد.
واستعرض المشاركون في الندوة، التي جاءت ضمن الموسم الثقافي 2025 للأرشيف والمكتبة الوطنية، وبالتزامن مع “عام المجتمع”، الخصائص الفريدة لواحات العين بوصفها نموذجا إماراتيا ملهما في تحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة، وتجسيدا عمليا لقيم الاستدامة.
وأكد المتحدثون أن واحات العين كانت وما زالت بيئة اجتماعية واقتصادية مزدهرة تحمل ملامح الهوية الإماراتية الأصيلة، وكنزاً طبيعيا وإنسانيا تتناغم فيه عناصر الطبيعة مع عبق التراث، لتشكل لوحة بديعة تجمع بين خضرة النخيل ومياه الأفلاج الجارية، في مشهد حضاري استحق أن يُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
شارك في الندوة، الأستاذ الدكتور يحيى أحمد من جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة أسماء المعمري من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والأستاذة مريم الجنيبي من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وأدار الحوار الأستاذ الباحث محمد إسماعيل عبد الله من الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتحدث الدكتور يحيى أحمد، عن واحات العين السبع والتي تمثل نموذجا فريدا للاستدامة نُسجت تفاصيله من عراقة الإنسان الإماراتي وحكمته في التعامل مع البيئة.
وتم استعراض نظام الأفلاج الذي يرتبط بتسعة أفلاج رئيسية، موضحاً دوره في تحقيق الأمن المائي والزراعي في الماضي، مشيراً إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، بالحفاظ على هذه المنظومة المتكاملة وتنميتها.
من جهتها تناولت الدكتورة أسماء المعمري في ورقتها الفكر المستنير للشيخ زايد في مدينة العين، وجهوده الرائدة في مواجهة تحديات المياه والزراعة والحياة الاجتماعية والاقتصادية، لافتة إلى رؤيته الثاقبة في إدارة الأفلاج بعدالة، وتحقيق الاستدامة من خلال إشراك أفراد المجتمع في صون الموارد الطبيعية، لتصبح العين نموذجاً في الإدارة البيئية الواعية والتنمية المستدامة.
من جانبها، أبرزت مريم الجنيبي الدور الثقافي والبيئي لواحات العين بوصفها مساحة نابضة بالحياة تجمع بين التاريخ والمعرفة والابتكار، مؤكدة أنها ليست مجرد فضاء زراعي، بل ذاكرة وطنية متجددة توثق علاقة الإنسان بالمكان، وتقدم للعالم رسالة إماراتية ملهمة في تحقيق تنمية مستدامة تحترم التراث وتستفيد من معطيات العلم الحديث.