
الشارقة في 20 أكتوبر/ وام/ وقّعت وزارة الثقافة واتحاد الإمارات للرياضات البحرية، اتفاقية تعاون شاملة، تهدف إلى صون التراث البحري وتعزيز استدامته عالميًا، من خلال مشاريع بحثية وثقافية وبرامج تدريبية مشتركة، وبما يتكامل مع جهود الدولة في حماية التراث الثقافي غير المادي، ويرسخ مكانتها منارة للثقافة والتراث الإنساني.
جرى توقيع الاتفاقية بالتزامن مع فعاليات مهرجان صير بو نعيرالتي انطلقت يوم 16 أكتوبر الجاري وسباق الشواحيف التراثية بجولته الثالثة الذي أقيم يومي السبت والأحد الماضيين ويُعد أحد أبرز الأحداث البحرية للاحتفاء بالموروث الإماراتي الأصيل واستقطاب اهتمام الجمهور والمهتمين بالتراث والرياضات التقليدية.
شهد حفل التوقيع، معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، والشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية، رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات للرياضات البحرية إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والخبراء في مجالات الثقافة والتراث والرياضات البحرية.
تهدف الاتفاقية إلى تطوير برامج إستراتيجية تشمل التوثيق الرقمي للرياضات البحرية التراثية، وإطلاق مبادرات تعليمية وتوعوية للأجيال الناشئة، وتنظيم مهرجان دولي للرياضات البحرية التراثية يبرز الدور التاريخي للبحر في تشكيل الهوية الإماراتية، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية مع المؤسسات الثقافية والبحثية والرياضية، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومراكز التراث البحري في آسيا وأوروبا.
وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، إن التراث البحري يمثل أحد أعمدة الهوية الوطنية للإمارات، ويعد جزءًا أصيلًا من ذاكرتنا الجماعية، ومن خلال هذه الاتفاقية، نسعى إلى تحويل هذا الموروث إلى جسر للحوار الثقافي العالمي، يربط بين الشعوب عبر قيم الشجاعة، والتعاون، والانتماء التي حملها الأجداد في علاقتهم بالبحر.
وأكد سعي وزارة الثقافة إلى إبرام شراكات محلية وعالمية تعزز استدامة التراث الإنساني المشترك، وتفتح آفاقًا جديدة للبحوث والتعليم والابتكار الثقافي، بما ينسجم مع رؤية الدولة في بناء اقتصاد ثقافي مستدام.
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان،أن الاتفاقية تشكل نموذجًا متقدمًا للتعاون بين القطاعات الثقافية والرياضية، وتفتح المجال أمام الرياضات البحرية التراثية لتكون سفيرًا لقيم الإمارات في الساحة العالمية.
وأضاف أن توقيع الاتفاقية في قلب مهرجان صير بو نعير وسباق الشواحيف التراثية يرمز إلى تلاحم الماضي مع الحاضر، ويجسد روح الأصالة الإماراتية التي نفاخر بها العالم.
تمثل هذه الاتفاقية امتدادًا لجهود دولة الإمارات في تكريس موقعها دولة رائدة في حماية التراث الإنساني المشترك، والحفاظ عليه بوصفه أحد أعمدة الهوية الوطنية، ومظهراً دالاً على عمق الحضارة والثقافة الإماراتية.