الرياض 04 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 26 أكتوبر 2025 م واس
احتفت دارة الملك عبدالعزيز بصدور العدد الثاني من السنة الحادية والخمسين من مجلتها الفصلية المحكمة “الدارة”، التي تُعد من أقدم الدوريات العلمية في المملكة والعالم العربي، ومن أبرز المنابر البحثية المتخصصة في نشر الدراسات التاريخية واللغوية، والتراثية والإنسانية، وفق أعلى معايير التحكيم الأكاديمي.
ويأتي هذا الإصدار استمرارًا لرسالة المجلة في توثيق التاريخ الوطني والعربي والإسلامي، وإثراء المعرفة الإنسانية من خلال بحوث أصيلة تجمع بين الأصالة العلمية والمنهجية الحديثة في البحث والتحليل.
وتضمّن العدد أربعة بحوث علمية محكّمة تناولت موضوعات متنوعة في التاريخ والأدب واللغة والتراث، عكست تنوع الاهتمامات البحثية واتساع الأفق العلمي للمجلة منذ تأسيسها عام 1395هـ/1975م.
وتناول البحث الأول، بعنوان “عَلاّمة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر وعنايته بالرحلات الحجازية المغربية” للدكتور محمد أحمد شابو، جهود الشيخ الجاسر في تتبع نصوص الرحلات المغربية إلى الحجاز ودراسة مخطوطاتها وتحليلها، مبرزًا دوره في توثيق المواقع الجغرافية الحجازية اعتمادًا على تلك النصوص كمصادر موثوقة.
أما البحث الثاني، بعنوان “الأوضاع العلمية والدينية في الحرمين الشريفين من خلال رحلتي أبي سالم العياشي وأوليا چلبي” الدكتور محمد حلمي عبدالوهاب، فقد قدّم دراسة مقارنة للمشهد الثقافي والعلمي والديني في الحجاز خلال القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، مستعرضًا أوجه الاتفاق والاختلاف بين الرحلتين في وصف الحياة العلمية والدينية في تلك الفترة.
كما تناول البحث الثالث “الحجاج اللغوي في الخطبة السياسية: دراسة تطبيقية في نماذج من الخطب الملكية السعودية” للدكتور عبدالله بن سعد الحقباني، نظرية الحجاج اللغوي في الخطاب السياسي، محللًا الخطب الملكية السعودية بوصفها نموذجًا للخطاب المتسق لغويًا وحجاجيًا، بما يعكس قوة التأثير والإقناع في الخطاب الرسمي، في حين جاء البحث الرابع بعنوان “علماء العرب الأوائل وقراءة النقوش والخطوط القديمة” للدكتور أحمد الصغير محمد أمين، متناولًا دور العلماء العرب في دراسة النقوش القديمة وتحليلها بوصفها مصادر أساسية لفهم التاريخ والحضارة، ومؤكدًا عمق إسهام العرب في حفظ التراث الإنساني، وفك رموز الكتابات القديمة.
ويمثل هذا العدد امتدادًا لمسيرة مجلة “الدارة” التي تجاوزت نصف قرن من العطاء العلمي، مواصلة رسالتها في دعم البحث التاريخي والجغرافي واللغوي والأدبي والاجتماعي، وتشجيع الباحثين السعوديين والعرب على نشر أبحاثهم الأصيلة، بما يعزز مكانة دارة الملك عبدالعزيز كمرجع علمي وثقافي رائد يسهم في صون الذاكرة الوطنية، وتوثيق التراث العربي والإسلامي، ضمن رؤية علمية متكاملة تعكس دورها الريادي في خدمة التاريخ والإنسانية.
// انتهى //
15:20 ت مـ
0102