النمسا تحيي ذكرى عيدها الوطني السبعينفيينا – 26 – 10 – (كونا) احتفلت النمسا اليوم الأحد بعيدها الوطني السبعين الذي يرمز إلى خروج القوات الأجنبية من أراضيها عام 1955 في أعقاب الحرب العالمية الثانية وإعلان حيادها الدائم وسط مشاركة واسعة من المواطنين في فعاليات رسمية وشعبية غصت بها ساحة الأبطال في العاصمة فيينا.وشهدت الاحتفالات استعراضا عسكريا كبيرا قدمه الجيش النمساوي شاركت فيه دبابات ومروحيات وطائرات مقاتلة من طراز (يوروفايتر) إلى جانب عروض موسيقية عسكرية في حين فتحت المؤسسات الرسمية وبينها القصر الرئاسي والمستشارية والبرلمان أبوابها أمام المواطنين ضمن فعالية (يوم الباب المفتوح).وفي مستهل المراسم وضع الرئيس الاتحادي ألكسندر فان دير بيلين والمستشار كريستيان شتوكر أكاليل الزهور على نصب الجندي المجهول تخليدا لذكرى من سقطوا دفاعا عن الوطن.وقال فان دير بيلين في كلمة خلال الاحتفال إن أوروبا ومن ضمنها النمسا “تواجه اليوم تهديدات متزايدة عسكريا وثقافيا واقتصاديا وتكنولوجيا” مشددا على ضرورة تعزيز حماية البلاد وقيمها الديمقراطية. وأضاف أن الدفاع عن القيم الوطنية “مسؤولية مشتركة تبدأ من كل فرد في عمله ومدرسته وبيته وحتى في شبكات التواصل الاجتماعي” مؤكدا أن “الحرية والسلام والحياد ليست شعارات بل التزام مستمر من أجل الأجيال القادمة”.من جانبه دعا المستشار شتوكر المواطنين إلى “التماسك المجتمعي في مواجهة الأزمات الجيوسياسية الراهنة” مشيرا إلى أن الدفاع عن الديمقراطية والحياد الدائم وسيادة القانون وحرية الرأي “هو واجب وطني لا يقل أهمية عن الدفاع العسكري”. وقال إن الحكومة “تستثمر في تعزيز أمن البلاد سواء من خلال تطوير قدرات الجيش أو عبر الحماية من الكوارث والهجمات السيبرانية ومكافحة التضليل الإعلامي” مؤكدا أن الأمن “لا يقتصر على السلاح بل يشمل حماية أسلوب الحياة النمساوي وقيم التعايش والحرية”.وبدورها أكدت وزيرة الدفاع كلوديا تانر أن هدف وزارتها هو “بناء أقوى وأفضل جيش في تاريخ الجمهورية الثانية” محذرة من الأصوات التي “تحاول الموازنة بين الأمن والشؤون الاجتماعية وكأنهما نقيضان”. وقالت إن تحديث الجيش وتجهيزه “ليس غاية في ذاته بل من أجل ضمان حماية البلاد ومواطنيها في وجه التحديات الجديدة”.وشهدت المراسم أداء أكثر من ألف مجند ومجندة اليمين الدستورية أمام الرئيس الاتحادي ووزيرة الدفاع في مشهد رمزي يجسد ارتباط الجيش بالمجتمع وقيم الدولة. كما تخللت اليوم فعاليات ثقافية وفنية مفتوحة للجمهور ودخول مجاني إلى المتاحف الوطنية.وجاءت احتفالات هذا العام في ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية ودخولها عامها الرابع والتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط ما أضفى على الخطابات الرسمية نبرة تدعو إلى السلام والوحدة والاستقرار في أوروبا والعالم.ويصادف يوم 26 أكتوبر من كل عام العيد الوطني للنمسا وهو اليوم الذي انسحب فيه آخر جندي من قوات الحلفاء الأربعة (الولايات المتحدة – الاتحاد السوفييتي -فرنسا – بريطانيا) من أراضيها عام 1955 ليكرس البرلمان النمساوي هذا التاريخ رمزا لاستقلال البلاد وحيادها الدائم الذي يعد إحدى أهم ركائز الهوية الوطنية النمساوية. (النهاية)ع م ق / ط م ا