عمان 27 تشرين الأول (بترا) – ليث المومني- جسّد خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الأحد، عمق العلاقة التي تربط القائد بشعبه، حين خاطب الأردنيين والأردنيات قائلاً: “يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله… ولا يهاب شيئًا وفي ظهره أردني”.
كلماتٌ حملت بين طيّاتها معاني العزيمة والطمأنينة، ورسالةً تؤكد أن الأردن، رغم تبدّل الأزمات وتنوع التحديات، يبقى قويًا شامخًا، يستمد صموده من شعبه الوفي وجيشه العربي المصطفوي، سليل الأبطال وحماة الديار.
وأكد عدد من المتقاعدين العسكريين والأكاديميين أن خطاب العرش، حمل معاني الفخر والاعتزاز برجال القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، الذين جسّدوا عبر تاريخ الدولة الأردنية قيم الوفاء والانتماء والولاء للوطن وقيادته الهاشمية.
وقالوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن خطاب العرش السامي مثّل رسالة فخر واعتزاز بجنود الوطن وحماة الديار، وجدد الثقة بدورهم الوطني والإنساني في حماية الأردن وتعزيز أمنه واستقراره، تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال اللواء المتقاعد هلال الخوالدة، إن جلالة الملك عبّر في خطابه عن إدراك عميق للدور الكبير الذي تؤديه القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في ظل ما تمر به المنطقة من تحديات وأزمات، مؤكّدًا أن إشادة جلالته برجال الجيش والأمن جاءت تأكيدًا على كفاءتهم العالية وجاهزيتهم الدائمة في حماية الوطن وصون أمنه واستقراره.
وأضاف أن جلالته أعاد التذكير بتضحيات الأجداد والآباء الذين صانوا الأرض والإنسان، مشدّدًا على أن أبناء الجيش العربي سيبقون الدرع الحصين للوطن، والحارس الأمين لأمنه وسلامته، مخلصين لرسالتهم ومتمسكين بإرثهم الوطني النبيل.
من جانبه ، قال اللواء الطبيب المتقاعد عادل الوهادنة إن حديث جلالة الملك عن القوات المسلحة لم يكن مجرّد فقرة في نصّ الخطاب، بل كان النبض الذي يمرّ بين السطور، إذ جعل جلالته الجيش رمزًا لمعنى الوطن وهويته الأصيلة.
وأضاف أن جلالته، حين وصف أبناء الجيش بأنهم «رجال مصنع الحسين»، إنما أراد بذلك أن يربط بين حاضر المؤسسة العسكرية وماضيها المجيد، الذي أرسى دعائمه المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، لتبقى القوات المسلحة عنوانًا للعزّة والكرامة والانتماء الصادق.
وأوضح الوهادنة أن هذا الوصف الملكي العميق يتجاوز المفهوم التقليدي للقوة المادية، ليجعل من الجيش حالة وعي وضمير وطني يحرس المعنى قبل الحدود، ويحفظ كرامة الدولة وثوابتها في زمن التحديات.
وشدد الوهادنة على ان جلالة الملك أعاد في خطابه تأكيد وحدة الأردنيين خلف جيشهم وأجهزتهم الأمنية، بوصفهم الامتداد الطبيعي للهوية الوطنية الأردنية، والرمز الأصدق للولاء والكرامة.
من جهته، قال اللواء المتقاعد أحمد الجبور إن حديث جلالة القائد الأعلى عن القوات المسلحة هو تجديد لتأكيد الثقة الراسخة برجال الجيش العربي، الذين نشأوا على قيم الإسلام والعروبة، مشيرًا إلى أن الجيش سيبقى على النهج ذاته الذي سار عليه الأجداد في حماية الوطن والأمة.
وأضاف أن جلالته أراد من خلال خطابه إعادة التذكير بالمكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل تضحيات الأوائل، مؤكدًا أن الأردن سيبقى ملاذًا لأحرار العرب وسندًا لهم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة.
بدوره، أشار مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، الدكتور حسن المومني، إلى أن القوات المسلحة تحتل مكانة خاصة في عقل ووجدان جلالة الملك، فهو ابن المؤسسة العسكرية ونشأ في صفوفها، الأمر الذي يجعل علاقته بها علاقة وجدانية وروحية عميقة.
وبيّن أن خطابات العرش لطالما منحت الجيش العربي مكانة بارزة، باعتباره الركيزة الأساسية في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره، وفي الوقت نفسه شريكًا فاعلًا في العملية التنموية الوطنية.
وأوضح أن القوات المسلحة الأردنية تلعب دورًا محوريًا في دعم السياسة الأردنية وتحقيق المصالح الوطنية الاستراتيجية، سواء في السياق الأمني والدفاعي أو في الجانب الإنساني والتنموي.
من جانبه، قال اللواء المتقاعد الدكتور طلال بني ملحم إن جلالة الملك شدّد في خطابه على الدور المحوري للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في حفظ الأمن والاستقرار الوطني، واصفًا إياها بالسيف الذي يدافع عن حدود الوطن والدرع الذي يصدّ الأخطار والتحديات.
وأضاف أن الجيش يستمد قوته من إرثه التاريخي الذي يجسّد روح الثورة العربية الكبرى، ويعبّر عن قيم التضحية والفداء التي رسّخها الشهداء الذين قدّموا أرواحهم في سبيل رفعة الوطن والأمة، مؤكدًا أن الجيش سيبقى مصنع الرجال الأحرار الذين يقدمون الغالي والنفيس دفاعًا عن الدين والوطن والكرامة.
— (بترا)
ل م/ا ص/ب ط
27/10/2025 09:03:35