الجزائر في 28 أكتوبر /العُمانية/ يتناول الباحث
خالد مصطفاوي، في كتابه “نصوص فلسفية ميسرة: من التحليل إلى
الإنشاء” الصادر عن صوت الكتب للنشر والتوزيع بالجزائر عام 2025، مجموعة من
النصوص المختارة بعناية، والتي تطرح قضايا فلسفية تغطّي المحاور الكبرى كالقيم،
والابستمولوجيا.
ويعد هذا العمل، بحسب المؤلف، خلاصة تجربة ارتأى ترتيبها وتدوينها في
كتاب من أجل مشاركتها إدراكـًا لحجم الصعوبات والمعاناة التي تعترض المشتغلين بحقل
تدريس الفلسفة، في أحيان كثيرة، عند العمل على النصوص الفلسفية.
ويؤكد المؤلف في تقديم هذا الكتاب، بالقول
“النصُّ الفلسفيُّ هو مناسبة لخوض حوار حقيقي مع الكاتب، إنّه أجمل حوار يمكن
أن نخوضه لأنّه يُغيّرنا، ويجعلنا نغادر نقطة البداية إلى عالم فكري أرحب، نخرج من
خلاله إلى أفق جديد بأسئلة لم تكن تخطر على بالنا. تُعلّمنا تجربة الحوار مع
الكاتب ألا نتوقّف عند حدود سؤال (ماذا قال النص؟)، بل سنتعلم معًا كيف نسأله، وكيف
تقول ما تقول؟ ولماذا تقوله؟ وماذا يعني لي أنا هذا القول بالذات؟، وبهذا سنتحوّل
من قارئ سلبي إلى شريك في إنتاج المعنى، ومن متلق للأفكار إلى فاعل ومنتج لها،
وبهذا المعنى تكون محاورة النصوص الفلسفية هي الوسيط الذي يُحوّل الفلسفة من مادة
إلى ممارسة.
ويُشير المؤلف إلى أنّ الأصل
في هذه المعاناة، التي عادة ما تنتهي إلى “مسخ” النصّ، هو القراءة
التعسفية، والتي تحول دون بلوغ الفهم الحقيقي، الذي يعد حجر الزاوية التي تقام عليها
كل العمليات المتعلقة بالنص؛ من التحليل، إلى الإنشاء والتركيب، وهي محطة في غاية
الأهمية وعادة لا تعطى الاهتمام الذي يليق بها، فيتمّ الاكتفاء بحدود القراءة
الانطباعية العابرة التي تُسقط على النص، دون القدرة على النفاذ إلى طبقات النص.
ويرى المؤلّف أنّ الفهم الحقيقي هو أن يبلغ القارئ ما يريده الكاتب، بالطريقة
التي يريد من خلالها إقناعه عبر
اللُّغة كوسيط بين الكاتب والمتلقي، وبلوغ ذلك يقتضي مساءلة النصّ عبر أسئلة
مفتاحية تشكل المنهجية العامّـة للقراءة.
وعبر فصول هذا الكتاب، يمكن ملاحظة ملازمة الأسئلة لكلّ نصّ؛ هذه
الملازمة ستُكوّن لدى المتعلّم بنية ذهنية – بفعل تكرارها حين اشتغاله على النصوص –
تُكسبه بالتدريج تقنية مساءلة النص.
/العُمانية/ شيخة الشحية