الأمم المتحدة: الدعم الإنساني مقطوع عن الفاشر منذ 500 يومواشنطن – 29 – 10 (كونا) — أعلنت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون في حوار مع موقع الأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن الدعم الإنساني مقطوع عن مدينة الفاشر الواقعة في غرب السودان منذ أكثر من 500 يوم وذلك بعد أيام على إعلان قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف ب(حميدتي) السيطرة عليها.وأوضحت براون أن “الفاشر هي إحدى بؤر الصراع والعنف، ولدينا فريق إنساني كبير، يضم شركاء محليين ووطنيين ودوليين، في منطقة طويلة، التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن المدنية. قضيت هناك ما يقارب الأسبوع في أكتوبر”.وأبرزت أن “قوات الدعم السريع احتجزت المدنيين في مكان لا يستطيعون فيه الوصول إلى الغذاء، وهو ما يعادل استخدام التجويع كسلاح حرب” مما يزيد من أهمية توثيق الانتهاكات لتحقيق العدالة والمساءلة في المستقبل.وأعربت المسؤولة الأممية عن قلقها مما اعتبرته “نمطا يتشكل من خلال السيطرة على المدن كحصن محصن حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منه، بما في ذلك المساعدات الإغاثية”، وجددت دعوة الأمم المتحدة لتأمين وصول العاملين الإنسانيين الذين ليست لديهم أي أجندة سياسية.وأكدت أنه “عندما اشتد القتال يوم الأحد بدأنا نتلقى تقارير موثوقة عن إعدامات بإجراءات موجزة لمدنيين غير مسلحين وخاصة من الرجال يلقون على الأرض وتطلق عليهم النار. تلقينا أيضا تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية لمدنيين أثناء محاولتهم الفرار من القتال في الفاشر. كما تلقينا تقارير لم نتمكن من تأكيدها بعد عن عمليات قتل جماعي. نعمل على التأكد من هذه التقارير، لكن الاتصالات مقطوعة، لذا فالأمر بالغ الصعوبة”.وأبرزت أنه “ليس بإمكان الفارين ركوب حافلات أو سيارات للوصول إلى طويلة، وقد سار الكثيرون منهم، حيث وصل المئات يومي الأحد والاثنين. إلا أن عدد الوافدين انخفض الآن بشدة، مما يعني في اعتقادنا أن قوات الدعم السريع قد شددت الخناق على المدينة، ومنعت الناس فعليا من المغادرة. لقد دعا الأمين العام (للأمم المتحدة) مرارا وتكرارا إلى إتاحة الوصول لقوافلنا الإنسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين الفارين. لذا، فإن الوضع سيء للغاية”. وأبدت خشيتها من “أن يكون وضع الأشخاص الذين يعانون من الجوع والحرمان من المساعدة الطبية أسوأ حالا بمجرد أن نتمكن من الوصول إليهم”.وأكدت أن “الأمم المتحدة مسؤولة عن التواصل الدائم مع جميع الأطراف الفاعلة. هذه هي الطريقة الوحيدة لإيجاد الحلول. لذا، فإن الأمم المتحدة منخرطة بشكل كامل في حوار مع قوات الدعم السريع للوصول إلى مناطق مثل الفاشر وكذلك كادوقلي في كردفان. هذا جزء أساسي من مسؤوليتنا، ولكن من المؤسف أن دعواتنا – دعوة الأمين العام – لتوفير ممر آمن للعاملين في المجال الإنساني لم تلق آذانا صاغية. إن العاملين الإنسانيين يساعدون الآخرين وليست لديهم أجندة سياسية. نحن نقوم بعملنا، ولكن يجب أن يقابل ذلك بأفعال وردود أفعال من الأطراف الفاعلة الأخرى”.واعتبرت أن قوات الدعم السريع “لم تتصرف وفقا للقانون الدولي الإنساني. لقد حاصرت المساعدات الإنسانية. لقد حبست المدنيين في مكان لا يستطيعون فيه الوصول إلى الغذاء وهو ما يرقى إلى استخدام التجويع كسلاح حرب. لم ينصتوا، بل انتهكوا القانون الدولي. ومجددا التحقيقات والعدالة أمران أساسيان للغاية”.وقالت إن “توفير الحماية وضمان حصول الناس على هذا الدعم عند تعرضهم للصدمات والاختباء والفرار من العنف أمر بالغ الأهمية، لذا يقوم مجتمع الإغاثة بما يفعله دائما، وهو الوقوف في أصعب الأماكن لبذل قصارى جهده لدعم الأفراد الذين يعانون من عواقب الحرب”.وأعربت عن قلقها “بشأن سكان كردفان، وخاصة كادوقلي، وقد وقعت هجمات مسيرة حول الأبيض في الأيام الأخيرة. لدينا وجود كبير للأمم المتحدة، وزملاؤنا من المنظمات غير الحكومية موجودون هناك أيضا. آمل أن أصل إلى هناك خلال الأسابيع القليلة المقبلة لفهم الوضع بشكل أفضل”.وأكدت أن “من المهم جدا إدراك أن الفاشر مأساة وأننا بحاجة إلى وقف عمليات القتل، إلا أننا قلقون أيضا بشأن أجزاء أخرى من البلاد، وعلى السودانيين الذين يعيشون فيها”.وأفادت بأن الوضع في الفاشر يعكس وجود “تجاهل تام لحماية المدنيين و لقرار مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين في الفاشر. أشعر بمسؤولية جسيمة وأشعر بمأساة جسيمة، وبأنه يجب علينا، وخاصة منظومة الأمم المتحدة مواصلة توثيق ما يحدث هناك حتى يتسنى إجراء تحقيقات كاملة وتحقيق العدالة. لا أحد يستحق هذا وشعب السودان لا يستحقه. لا أحد يستحقه”.واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، بسبب خلافات بين الطرفين حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش. (النهاية)ع س ج / ه س ص