رفحاء 09 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 31 أكتوبر 2025 م واس
يُعد “السراج” من أبرز رموز التراث القديم وإحدى أهم أدوات الإنارة، التي شكّلت ملامح الحياة في الماضي، إذ كان الرفيق الدائم للبيوت والمجالس والأسواق قبل انتشار الكهرباء، وبفضل بساطته ووظيفته الحيوية، ظلّ السراج رمزًا للدفء والاجتماع وذكريات الليالي المضيئة بنوره الهادئ.
ويصنع السراج عادةً من النحاس أو الحديد، ويعمل بوقود سائل مثل الزيت أو الكيروسين، تُغذّيه فتيلة قطنية تمتد من خزان الوقود إلى أعلى الفوهة، فيما يحيط به زجاج شفاف يحمي اللهب من الرياح ويساعد على تثبيت الإضاءة، وبالرغم من تواضع مكوناته إلا أنه أدى دورًا كبيرًا في حياة الناس اليومية، فكان يُستخدم لإضاءة المنازل والمجالس والمساجد، ويرافق طلاب العلم في ليالي المذاكرة، وأضفى أجواءً من البهجة في الأفراح والأعراس والسمرات.
ويروي فهد الشمري -أحد كبار السن- أن السراج لم يكن مجرد أداة إنارة، بل جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، حيث كان إشعال السراج مع غروب الشمس إيذانًا ببداية جلسات السمر والحكايات، فيما يدلّ خفوته على نهاية يوم طويل وبداية السكون.
ومع تطور الحياة ودخول الكهرباء، تراجع استخدام السراج ليبقى شاهدًا على زمن جميل مضى، إلا أنه ما زال يحتفظ بمكانة خاصة في القلوب، ويُعرض اليوم في المتاحف والمهرجانات التراثية بصفته أحد رموز الماضي الأصيل، يذكّر الأجيال الجديدة بما عاشه الأجداد من بساطة ودفء وإنارة قلوب قبل إنارة البيوت.
// انتهى //
20:20 ت مـ
0107