“اقتصادية أبوظبي” تستعرض دور الإمارة الريادي في قيادة مستقبل التنقل الذكي

أبوظبي في 10 نوفمبر/ وام/ أكد معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، أن الإمارة رسخت مكانتها مركزاً عالمياً للتنقل الذكي، مدعومةً بنهجها الاستباقي، وسياساتها المرنة، ومنظومتها الداعمة للأعمال، ومبادراتها المبتكرة مثل مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة “SAVI”.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة حوارية عن “استشراف مستقبل التقنيات الذاتية: الاستثمار، التكامل، والابتكار ” في افتتاح الدورة الأولى من “أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة” 2025، الذي انطلق اليوم في حلبة مرسى ياس، حيث استعرض معاليه المقومات المميزة التي تتمتع بها أبوظبي، بما في ذلك البنية التحتية المتطورة، وتكامل السياسات الإستراتيجية، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، في دعم مسيرة تحول الإمارة إلى مركز رائد للتقنيات الذكية وذاتية الحركة

وأكد معاليه الدور المحوري لمجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، في تعزيز الجهود لتسهيل تأسيس الشركات الناشئة والمتخصصة في قطاع التنقل الذكي، وتبسيط وتوحيد متطلبات تنفيذ التجارب التشغيلية للأنظمة ذاتية الحركة وفقاً لأعلى معايير الأمن والسلامة.

وقال إن أبوظبي تُركز على توظيف التقنيات المتقدمة من أجل دفع التنويع الاقتصادي وتعزيز التنافسية، وخلال السنوات القليلة الماضية، أكدت الإمارة موقعها المميزة ضمن أكثر الاقتصادات تنوعاً ومرونةً في المنطقة، حيث سجلت القطاعات غير النفطية معدل نمو سنوي يتجاوز 6.6% لترفع مساهمتها إلى نحو 57% من الناتج المحلي الإجمالي.

وذكر أن “اقتصاد الصقر” يقود هذا النمو القوي والمستمر في مختلف القطاعات، مع التركيز على تعزيز التنافسية والابتكار والاستدامة، لافتا إلى أن الصناعات الذكية وذاتية القيادة تمثل محركاً مهماً لتوفير المزيد من الفرص الوظيفية والأعمال والشراكات العالمية.

وأوضح أن مجمّع الصناعات الذكية وذاتية القيادة “SAVI”، يستهدف توفير 40,000 وظيفة جديدة والمساهمة بـ44 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2045، حيث يجمع بين البحث والتطوير والاختبار والترخيص والتصنيع في منظومة متكاملة للابتكار.

وأشار إلى أن المجمع أنشأ ثلاث مناطق اختبار متخصصة تشمل منطقة الاختبار الجوي في “نبراس العين”، ومنطقة الاختبار البري في جزيرة ياس، ومنطقة الاختبار البحري في منطقة المصفح، والتي تشكل بيئة ملائمة لتطوير حلول التنقل الذكي من النماذج الأولية إلى التطبيقات العملية.

وأكد معالي الزعابي أن نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص في أبوظبي ركيزة أساسية لدعم طموحات القطاع الخاص عبر تمكينه من الاستفادة من الإمكانات التي تتيحها الإمارة، كما يسهم في إدارة المخاطر بشكل أفضل، وتسريع تحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات، وتحويل التقنيات الناشئة إلى محركات للنمو والمرونة والتنويع الاقتصادي.

وقال إن أبوظبي، التي تُصنف ضمن أبرز المدن الذكية، تواصل ترسيخ مكانتها مركزاً دولياً رائداً للصناعات والتقنيات المتقدمة، وبناء مراكز عالمية في مجالات الخدمات المالية، والتصنيع المتقدم، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة.

وأشار إلى أنه ضمن مبادرات الإمارة لتوظيف التقنيات المتقدمة من أجل تلبية المتطلبات الملحة في الاقتصاد العالمي، أطلقت مجمعّات اقتصادية متخصصة مثل مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة “SAVI” في عام 2023، ومجمّع تنمية الغذاء ووفرة المياه “AGWA” في عام 2024، ومجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة “HELM” في عام 2025.

وقال معالي الزعابي، نعمل على توظيف التقنيات المتقدمة بهدف تلبية المتطلبات الملحة في العالم، وتعزيز مكانة أبوظبي بوصفها قوة اقتصادية صاعدة ومركزاً عالمياً جاذباً للمواهب وريادة الأعمال في الصناعات المستقبلية من أجل بناء غدٍ أفضل.

وتمكنت أبوظبي من تحقيق تقدم ملحوظ في الأنظمة الذكية وذاتية الحركة مثل اختبارات الطائرات الكهربائية العمودية مع شركة “آرتشر للطيران” والرحلات التجريبية لطائرة كهربائية عمودية ذاتية القيادة لنقل الركاب مع شركة “إيهانج”، وإجراء أول رحلة تجريبية لتوصيل الطرود السريعة باستخدام طائرات “درون” في أبوظبي، بالتعاون مع شركة “لود” و “7X”، ما يمثل نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية في الإمارة.

وخلال أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة، سيقوم مكتب أبوظبي للاستثمار بتوقيع 13 اتفاقية جديدة مع شركاء عالميين لإطلاق مشاريع تجريبية في مجالات التنقل الجوي والبري والبحري.

وتتعاون شركات عالمية مثل جريدج سيرف، وريجنت، وجوبي، وآرتشر، وإيهانج مع شركاء محليين لتعزيز قدرات التصنيع وأنظمة المركبات الكهربائية والبنية التحتية لشحن الطاقة المستدامة.