روائيون: السرد الحديث يعيد تخيّل الذات والعالم

الشارقة في 11 نوفمبر/ وام/ أكد روائيون وأدباء أن الرواية المعاصرة أصبحت مساحة لتجلّي الذات وإعادة تشكيلها وأن الكاتب مهما ابتعد عن سيرته الذاتية يظل يترك أثره في العمل الأدبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

واعتبروا أن السرد الحديث بات عملية واعية لإعادة تخيّل الذات والعالم وأن الكتابة سواء للكبار أو للأطفال تحمل مستويات مختلفة من المكاشفة والبوح ومساءلة المفاهيم الراسخة حول الهوية والطفولة والخوف والمنفى.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “تجلّيات الذات والسرد في الرواية المعاصرة” استضافت كلاً من الروائيين أحمد عبداللطيف من مصر وميس خالد العثمان من الكويت وهيا صالح من الأردن وريما بالي من سوريا وبرهان سوتميز من تركيا ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 .

وأوضح الروائي أحمد عبداللطيف أن الذات التي تظهر داخل العمل الأدبي هي عبارة عن طبقات مركّبة من أفكار الكاتب وأحلامه ومخاوفه وهواجسه تجاه العالم والكاتب داخل نصه ليس الشخصية المركزية بل واحد من بين شخصيات أخرى وأنه مهما حاول إخفاء هويته ستتسرّب بعض ملامحها لكن ليس ككتلة واحدة واضحة يمكن الحديث عنها.

من جهتها تحدثت الروائية ميس العثمان عن تجربتها في كتاباتها، مشيرة الى أن اللغة الصحفية تميل إلى المباشرة والوضوح بينما تحمل الكتابة الإبداعية طبقات من التجريب والتلوين مؤكدة أن المجالين يسيران بشكل متوازٍ ولا يلتقيان.

بدورها أوضحت الروائية هيا الصالح أن تعدد أنواع كتابتها بين النقد والرواية للكبار وأدب الطفل يجعلها تواجه تحديات متباينة فالكتابة للأطفال واليافعين تتطلب تمثّل مخاوف الطفل وصوته ووعيه، مؤكدة أن انعكاس الذات في أدب الطفل أكثر خصوصية من ظهوره في أدب الكبار وأن تجربتها كشفت لها الفرق العميق بين النوعين.

وأشارت الروائية ريما بالي إلى أن الكتابة تبقى هي الكتابة سواء كانت قريبة من الجذور أو بعيدة عنها والابتعاد الجغرافي يمنح أحياناً رؤية أوضح وأعمق للمفاهيم التي تشكّل المادة الروائية.

واعتبر الروائي برهان سوتميز أن الأدب الخيالي مساحة تسمح بإعادة تركيب النفس المنقسمة لأن النص يخلق واقعاً جديداً يسمح للكاتب بفهم ذاته بشكل أفضل، موضحا أن الحياة دقيقة إلى حدّ يجعل الأدب يقدّم مرايا متعددة تساعد على إدراك طبقات مخفية من الذات.