الشارقة في 16 نوفمبر / وام / أكد الكاتب والمفكّر العالمي مو جودت خلال جلسة عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 أن السعادة واجب يمارسه الإنسان يومياً بالاختيار الواعي مشددًا على أن الرضا والبحث عن الحقيقة والقدرة على فهم المعلومات بعمق هي مفاتيح أساسية لتحقيق السعادة والنجاح في عصر يمتلئ بالتحديات والمعلومات المتضاربة.
ودعا الشباب إلى تطوير مهاراتهم الجوهرية والتميّز في مجالاتهم وتعزيز علاقاتهم الإنسانية باعتبارها المهارة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدلها، مؤكدا أن السعادة تبدأ بالبحث عنها بشكل واعٍ مع تعزيز القيم التي تساهم في مجتمعات أكثر وعيًا ورضا.
وفي أمسية أدبية جمعت بين أسئلة الإبداع وتجربة الكتابة ناقش شعراء ونقاد في معرض الشارقة الدولي للكتاب دور “الشهادة الإبداعية” في قراءة مسيرة الشاعر وكيف يمكن لهذا النوع من الكتابة أن يفتح نافذة على ما قبل النص وأن يكشف ملامح التكوين الشخصي والجمالي للأدباء.
شارك في الجلسة التي حملت عنوان “الشهادات الإبداعية للشعراء بين سؤال الذات والرصد النقدي” الشاعر والكاتب الإماراتي علي سيف الشعالي والناقد والأكاديمي الدكتور نزار قبيلات من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
واستعاد علي الشعالي بداياته الأولى في الشعر قبل أن تتوسع تجربته من خلال المشاركة في المسابقات الخليجية التي شكّلت مرحلة مبكرة في وعيه الإبداعي، مشيراً إلى أن دخوله عالم السرد لم يكن خروجاً من الشعر بل محاولة للتخفيف من حمله معتبراً أن لكل معنى جنسه الأدبي الذي يناسبه وأن التنقل بين الشعر والرواية والقصة ليس ترفاً بل ضرورة يفرضها الصوت الداخلي للنص.
وقدّم الدكتور نزار قبيلات قراءة نقدية في تجربة الشعالي، مشيراً إلى أن “الشهادة الإبداعية” تتيح للنقاد والقراء فهم الظروف التي يتشكل فيها النص دون أن تلغي استقلاليته الجمالية.
وفي ختام الجلسة اتفق المتحدثون على أن الشهادة الإبداعية ليست سيرة ذاتية بل محاولة لإضاءة اللحظات التي تُولد فيها الأعمال الأدبية وأنها تساعد على قراءة النصوص من زاوية أعمق تجمع بين التجربة الشخصية والرؤية الفنية وتكشف التطور الطبيعي للكاتب بين الشعر والسرد وفنون الكتابة المختلفة.
كما نظّمت مكتبات الشارقة العامة جلسة حوارية بعنوان “لغة التنين: كيف نقرأ الأدب الصيني بالعربية” قدّمتها المترجمة والكاتبة يارا المصري التي استهلّت الجلسة بالحديث عن تجربتها في ترجمة الأدب الصيني إلى العربية مستعرضةً ما يميز الأدب الصيني والتحديات التي تواجه المترجم وصولاً إلى توقيع أحدث إصداراتها وهو كتاب شعري مترجم من الصينية صدر عن دار “روايات” التابعة لمجموعة كلمات.
وأكدت أن الحديث عن أوجه التشابه والاختلاف بين الأدبين العربي والصيني موضوع واسع تناولته دراسات أكاديمية متخصصة لكنها أشارت إلى ما يميّز الأدب الصيني مما وصفته بأنه “خط خفي” يربط بين الماضي والحاضر فالصين “معاصرة جداً وحديثة جداً ولكن في الوقت نفسه مرتبطة جداً بالتاريخ والحضارة والعادات والتقاليد وبالفلسفة الخاصة بها فهناك استدعاء دائم للأساطير والرموز الصينية والفلسفة الصينية في الأعمال الأدبية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
فيما أكد عدد من المترجمين وأدباء أن جوهر الترجمة الحقيقية يكمن في نقل روح النص وأثره الشعوري لا في الالتزام الحرفي بكلماته التي قد تُفقد المعنى وتشوّه التجربة الأصلية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية شارك فيها كل من المترجمة والكاتبة العراقية هند سعيد والكاتب السعودي أشرف فقيه والمترجمة المتخصصة في أدب الطفل أمل إسماعيل وتناولوا خلالها تحديات الترجمة وأساليب التعامل مع النصوص من ثقافات مختلفة.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الترجمة بما تحمله من مسؤولية ثقافية ومعرفية تظل واحدة من أهم الجسور التي تربط الشعوب ببعضها وتفتح مسارات جديدة للتواصل الإنساني والمعرفي عبر الزمن.
وأكدت الأكاديمية والشاعرة السعودية الدكتورة هيفاء الحمدان خلال جلسة بعنوان “أنامل وورق.. حضور الحرفة اليدوية في الأدب العربي” أن العلاقة بين الحرفة اليدوية والإبداع الأدبي تتجاوز التشابه في الممارسة إلى التماثل في الجوهر إذ يشترك الحرفيّ والأديب في لحظة الوعي الجمالي والاختيار الدقيق للأدوات والمواد لبناء أثر متقن يعبّر عن رؤيتهما للعالم.
وقالت إن العمل الأدبي لا يختلف عن الحرفة اليدوية إلا في مادته فالأول يصنع بالكلمة والثاني بالخامة وكلاهما يحتاج إلى الصبر والإتقان والتخطيط المسبق ليصل إلى صورته النهائية.
وتطرّقت إلى حضور الحرفة اليدوية في المشهد النقدي السعودي، مشيرة إلى أن النقاد السعوديين استلهموا هذا الإرث اللغوي والفكري في كتاباتهم النقدية واستخدموا مفردات “الصنعة” و”الإتقان” و”المهارة” في وصف النصوص الأدبية الحديثة، مؤكدة أن استعادة مفهوم الحرفة في الأدب العربي اليوم تعني استعادة قيم الدقة والإتقان والجمال وهي القيم ذاتها التي شكّلت عبر التاريخ روح الحرفيين والمبدعين على حدّ سواء.
وأكدت كاتبات وفنانات إماراتيات أهمية ربط الجيل الجديد بتراث الأزياء الإماراتية التقليدية وتقديم هذا الإرث العريق بأساليب معاصرة تجمع بين الترفيه والمعرفة وتلائم طريقة تفكير الأطفال واليافعين وشددن على ضرورة توظيف السرد القصصي والرسومات الجاذبة واللهجات المحلية إضافة إلى إعادة تقديم ملامح الأزياء القديمة بطرق إبداعية تُبرز الهوية وتواكب تطلعات الأجيال الحالية.
جاء ذلك خلال جلسة “كشخة وتراث.. رحلة في عالم الأزياء الإماراتية التقليدية” نظّمتها “مجموعة كلمات” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 بمناسبة إصدار الكتاب الجديد “طاقة” الذي يتيح لليافعين والكبار فرصة التفاعل مع التراث والتعرّف إليه بطريقة إبداعيّة، بمشاركة كل من الكاتبة والرسامة بدور رشيدي والكاتبة في أدب الطفل نورة الخوري والفنانة والمصممة يسر العبايجي.