بريدة 02 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 23 نوفمبر 2025 م واس
تعد حرفة السدو من أبرز الحرف اليدوية التي اشتهر بها سكان المملكة، إذ تقوم بدورٍ أساس في مساعدة أهل البادية على الاستفادة من موارد الطبيعة في شبه الجزيرة العربية، فمن حياكة النسيج المصنوع من وبر الإبل، وشعر الماعز، وصوف الأغنام تُصنع العديد من مستلزمات الحياة اليومية، مثل: بيوت الشعر، والسجاد والوسائد، والخيام، وزينة رِحال الإبل.
وفي كل خيط من السدو تختبئ حكاية تنسجها أنامل نساء البادية بإبداع ودقة؛ لتروي قصة الماضي وتراثه الذي لا يزال نابضًا بالحياة في تفاصيل الثقافة السعودية، وقد ارتبطت هذه الحرفة التقليدية بحياة البدو الرحّل في شبه الجزيرة العربية، ومع قسوة البيئة الصحراوية ومتطلباتها، برز السدو كوسيلة عملية تلبي احتياجاتهم اليومية.
وتعكس كل قطعة من السدو مهارة الحرفية وإبداعها الشخصي، إذ تضيف النساء لمساتهن الخاصة إلى كل منتج؛ مما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها، ولم تقتصر منتجات السدو على الاستخدام العملي، بل امتدت لتكون زينة وديكورًا في المجالس، بل وجزءًا من لباس القبائل مثل: البشوت، والعباءات وغيرها.
وتُعد منطقة القصيم من أبرز المناطق التي اشتهرت نساؤها بنسج وحياكة السدو منذ القدم، وتمتاز منتجاتها بجودة عالية وزخارف دقيقة مستوحاة من بيئة البادية، إذ تبدأ عملية السدو بجمع المواد الأولية الطبيعية مثل: صوف الأغنام، ووبر الإبل، وشعر الماعز، وهي الدعامة الأساسية لإنتاج السدو، ويتم جزّ الصوف وفرزه ثم تنظيفه يدويًا للتخلص من الشوائب في مرحلة تُسمّى “النفش”؛ ليُغزل بعد ذلك ويُبرم باستخدام أداة “التغزالة”، وهي عصا تقليدية يُسحب من خلالها الصوف ليصبح خيوطًا جاهزة للنسج والحياكة، ثم تأتي مرحلة الصباغة التي تضفي على السدو ألوانه الزاهية المميزة.
ويُشار إلى أنه تم تسجيل نسج وحياكة السدو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو بالتعاون مع دولة الكويت، كما جاء إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية؛ ليؤكد التزام المملكة بالحفاظ على إرثها وتطوير صناعاتها التقليدية، إذ تعمل وزارة الثقافة وهيئة التراث على تنظيم ورش العمل والمعارض التي تضمن استمرارية هذا الفن وتعزز مكانته.
// انتهى //
13:28 ت مـ
0074