جدة 02 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 23 نوفمبر 2025 م واس
استعرض فريق “جايكو العُلا” جاهزيته للموسم الدولي المقبل، وذلك خلال لقاءٍ صحفي خاص مع وكالة الأنباء السعودية، بمشاركة عدد من الإداريين والمدربين واللاعبين، الذين أكدوا أن الشراكة التي تجمع الفريق بمحافظة العُلا أصبحت عنصرًا محوريًا في تعزيز حضور المملكة على مضامير الدراجات العالمية.
وأشاروا إلى استفادة الفريق من المعسكر التدريبي الذي أقيم في العُلا خلال الفترة الماضية، وما وفرته المحافظة من بيئة رياضية متكاملة، ومسارات تدريبية نوعية وسط طبيعتها المتنوعة، وبنية تحتية متقدمة تدعم جاهزية الفريق الفنية والبدنية، إلى جانب البرامج المجتمعية واللقاءات التفاعلية التي جمعت الفريق بأبناء وبنات العُلا ضمن فعاليات “يوم المجتمع” والمعسكرات المفتوحة التي تعكس اهتمام العُلا بتطوير قاعدة محلية لرياضة الدراجات.
وفي موضعٍ تتقاطع فيه الجغرافيا بالتاريخ، ارتسمت العُلا بوصفها نموذجًا تنمويًا حديثًا يجمع بين الحفاظ على التراث، وتطوير القطاع السياحي، وتعزيز الاستثمار الرياضي، في إطار رؤية وطنية إستراتيجية تستند إلى أصالة المكان وتنوع مقوماته، وتعمل على بناء وجهات عالمية قادرة على المنافسة وجذب الفعاليات الدولية الكبرى.
ومن هذا الحضور الدولي، برز اسم “جايكو العُلا”، ضمن شبكة UCI WorldTour، حاملًا هوية المملكة إلى أهم السباقات العالمية، ليُجسّد تقاطع الهوية السعودية مع الطموح الرياضي الممتد عبر حدود القارات، ولا ينفصل هذا الحضور الرياضي عن التحوّل الشامل الذي شهدته العُلا خلال الأعوام الماضية، إذ أصبحت المحافظة نموذجًا لمشروع دولة متكامل يشمل بنية تحتية بمعايير عالمية، وفعاليات ثقافية ورياضية نوعية، وبرامج مجتمعية تدعم مشاركة أبناء وبنات المنطقة في صناعة مستقبل العُلا، وتجسّد ذلك عمليًا في الشراكة التي وضعت اسم العُلا على قمصان أحد أبرز فرق العالم، في خطوة تعكس قدرة المملكة على صناعة حضور رياضي عالمي.
وشارك في اللقاء الإداري باول سانتين، والمدير الرياضي ماركو بينوتي، ونجم الفريق مايكل ماثيوس، وقائدة فريق السيدات آنا تريفسي، حيث استعرضوا جاهزية الفريق قبل المشاركة في طواف فرنسا بعد نتائجه المتميزة في طواف إيطاليا، مؤكدين أن حمل اسم العُلا على المضامير العالمية يتجاوز مفهوم الشراكة التجارية ليصبح جزءًا من الهوية التي يحملها الفريق عبر التضاريس القاسية والمسارات الجبلية.
وأوضح باول سانتين أن التجربة الثانية للفريق في العُلا كانت مميزة، مشيرًا إلى أن تحسّن الرحلات اللوجستية يمكن أن يعزز التجربة التدريبية مستقبلًا، ومستشهدًا بتجربة أحد الرياضيين من جنوب أفريقيا الذي فاز في سباق Masters بعد مشاركته في معسكر سابق في العُلا.
من جانبه عدَّ ماركو بينوتي، العُلا وجهة نموذجية للمعسكرات الشتوية بفضل طقسها المعتدل وطبيعتها المتنوعة، مشيرًا إلى إمكانية تطوير برامج خاصة بالهواة، وخصوصًا النساء، إلى جانب استعدادات الفريق للموسم الجديد، بما في ذلك جولة العُلا ومشاركات 2026 في تور دو فرانس وجيرو دي إيطاليا والكلاسيكيات.
بدوره أبان مايكل ماثيوس، أنه التقط عشرات الصور لطبيعة العلا الساحرة، مشيدًا بجودة الطرق وأمانها، وملاءمتها للتدرّب على التضاريس المتدرجة، فيما أكدت آنا تريفسي تزايد اهتمام النساء في العُلا برياضة الدراجات، مقترحة تنظيم برامج تدريبية مشتركة مع مدربين أوروبيين لتعزيز مهارات اللاعبات السعوديات.
وأجمع المشاركون على أن التشكيلة الحالية للفريق تُعد من أقوى تشكيلاته، وأن الدعم الذي يتلقاه من العُلا كان عنصرًا مهمًا في تعزيز استعداداته.
وشهدت العُلا تنظيم فعاليتين بارزتين للفريق أواخر أكتوبر، الأولى “Team Jayco AlUla Camp” التي استهدفت راكبي الدراجات الشغوفين، وقدّم خلالها الفريق برامج تدريبية مكثفة، فيما شهدت الفعالية الثانية “Community Day” مشاركة (25) راكبًا سعوديًا من مختلف المستويات، بينهم أعضاء نادي العُلا، ضمن جولة امتدت نحو 50 كيلومترًا، أظهرت تفاعلًا كبيرًا بين المجتمع والفريق، وأسهمت في تعزيز قاعدة رياضة الدراجات في المحافظة.
ومع توسّع حضور المملكة في الدوائر العالمية لرياضة الدراجات، تعمل الجهات المحلية على بناء شراكات تقنية وفنية مع كيانات دولية، بهدف تطوير الأداء المحلي وتعزيز حضور المملكة في هذه الرياضة.
ويؤكد فريق “جايكو العُلا” أن المشاركة في سباقات عالمية مثل طواف فرنسا وجيرو دي إيطاليا لا تعبّر فقط عن نتائج ومراكز، بل عن منظومة متكاملة تشمل التغذية، والنوم، والمهام اللوجستية، والخطط التكتيكية التي تصنع الفارق في البطولات الكبرى.
ويُعد دخول الفريق إلى مضمار طواف فرنسا فصلًا جديدًا في مسيرة المملكة نحو ترسيخ حضورها الرياضي العالمي، في حين تواصل العُلا تقديم نفسها اليوم كصوتٍ بارز في السباقات الدولية، تحمل اسم المملكة إلى الجمهور العالمي، وتُجسّد قصة التغيير السعودية التي تُروى أيضًا عبر خطى الدراجين على طرقها الساحرة.
// انتهى //
16:32 ت مـ
0131