أبوظبي في 24 نوفمبر / وام / اختتم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة أمس، مشاركته السادسة في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية في إيطاليا بعرض “على نارٍهادئة”.
وقد استقبل المعرض الذي أشرفت عليه عزه أبوعلم المهندسة المعمارية الإماراتية، المؤسس المشارك لاستوديو “هولسوم” والأستاذ المساعد في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد تحت شعار “ذكي. طبيعي. اصطناعي. جماعي.”، 74 ألف زائر في الجناح منذ افتتاحه في 8 مايو 2025.
وسلط المعرض الضوء على دور العمارة كوسيط تقني واجتماعي على مدى سبعة أشهر في البندقية،حيث لاحظ الفريق كيف يؤثر المناخ الداخلي للبيوت المحمية بشكل مباشر على نمو الغذاء والرعاية اللازمة لاستدامته، وذلك داخل الهياكل الزراعية في أرسينالي البندقية، وأثبتت الأنظمة مرونتها من حيث آليات وتقنيات البناء، مما يُثبت متانتها وقدرتها على التكيف.
كما أظهر المعرض أن التجميع يعمل بطريقة تفاعلية بدلاً من كونه شكلاً ثابتًا، حيث يتكيف مع الظروف المادية والاجتماعية والبيئية، وعزز التصميم المفتوح للهيكل التعاون بين الزوار والباحثين، بينما أصبحت طاولة التجمع المركزية موقعًا نشطًا لتبادل الأفكار، مما يُظهر كيف يمكن للتفاعل البشري وإنتاج الغذاء أن يتداخلا في الفضاء المعماري.
وقالت عزه أبوعلم، القيّمة الفنية: “عبر فعاليات المعرض، لم نرَ هذه التجميعات كهياكل جامدة، بل كأنظمة حية فاعلة، تتيح لنا التفاعل مع محيطها ومع الناس المتفاعلين معها. ستُرشدنا الدروس المستفادة من البندقية، بدءًا من مرونة المواد ووصولًا إلى دورة نمو المحاصيل، في كيفية تكيفنا مع هذه النماذج الأولية وإعادة تطبيقها في سياقاتنا المناخية في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وقالت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة: “أثار معرض “على نارٍهادئة” حوارًا هادفًا حول كيفية استجابة العمارة لإحدى أكثر قضايا عصرنا إلحاحًا وهي الأمن الغذائي. إذ حفز بحث عزه أبوعلم ومعرضها الزوار لرؤية العمارة تتجاوز مجرد توفير هيكل زراعي، بل كمشاركة فاعلة في صياغة مستقبل مستدام. نفخر بمشاركة هذا المشروع التجريبي مع جمهور عالمي، ونتطلع إلى متابعة تطور أفكاره وأبحاثه خارج البندقية”.
ويواصل الجناح الوطني تعزيز الحوار والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا من خلال برنامج التدريب الداخلي في البندقية هذا العام، وشارك المتدربون في ورش عمل عملية بالشراكة مع “ذا تايدال غاردن”، وهي منصة بحثية مقرها البندقية، تستكشف كيفية تكيف النظم الغذائية مع التغير البيئي. وأقيمت ورش العمل في جزيرة سانت إيراسمو، وجمعت بين الاستكشاف الميداني لزراعة النباتات الملحية، وتناول وجبات طعام مشتركة، وجلسات تأمل، وبحثت في حلول للتحديات المترابطة، مثل الجفاف في دولة الإمارات العربية المتحدة وملوحة التربة في البندقية.
ومنذ انطلاقه، استقبل البرنامج أكثر من 300 مشارك، مقدمًا لهم تجربة عامرة في إدارة المعارض والتبادل الثقافي، ويرافق المعرض كتاب يحمل عنوان ” كل ما لذ وطاب: وصفات معمارية على نار هادئة ” من تحرير عزه أبوعلم، وينشر عبر دار كاف، ويجمع بين الأبحاث والمقالات والمساهمات الإبداعية، ويتناول التداخل بين العمارة وإنتاج الغذاء على مر الزمن، مستلهم من كتب الطبخ ومقسم إلى خمسة فصول رئيسية، تُسلط النصوص والرسوم التوضيحية الضوء على الممارسات الزراعية في المناخات القاحلة وغيرها، مقدمةً وجهات نظر جديدة حول علاقتنا بإنتاج الغذاء، والتصميم المتكيف مع المناخ، والبنى التحتية الحضرية.
ستبقى الجولة الافتراضية لمعرض “على نارٍهادئة” متاحة على الموقع الإلكتروني للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتم إنشاء الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان وبدعم من وزارة الثقافة، وله جناح دائم في بينالي البندقية.