ثقافي / دارة الملك عبدالعزيز تدشّن “ملتقى التاريخ الشفوي” وتطلق مشروع “رجالات الملك عبدالعزيز”

الرياض 26 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 17 ديسمبر 2025 م واس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، حفل إطلاق النسخة الأولى من “ملتقى التاريخ الشفوي”، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض.
ويُعنى الملتقى بحفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق الروايات الشفوية التي أسهمت في تشكيل المجتمع السعودي ومسيرة بنائه، ضمن جهود دارة الملك عبدالعزيز في صون التراث غير المادي وتعزيز مصادر التاريخ الوطني.
وبدأ الحفل بالسلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقب ذلك عرضٌ تعريفي استعرض جهود دارة الملك عبدالعزيز في مجال التاريخ الشفوي، ومسارات العمل والمنهجيات العلمية المعتمدة في جمع الروايات الشفوية وتوثيقها.
بعد ذلك، ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي، عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، رئيس لجنة شؤون الدراسات والنشر الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمةً استعرض فيها تأسيس نشاط التاريخ الشفوي في دارة الملك عبدالعزيز منذ عام 1416هـ، وما شهده من تطورٍ منهجي أسهم في حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق الروايات الشفوية بوصفها مصدرًا أصيلًا من مصادر التاريخ ومكمّلًا للوثائق المكتوبة.
عقب ذلك، دشّن الأمير فيصل بن سلمان والأمير عبدالله بن بندر مشروع “رجالات الملك عبدالعزيز”، الذي يُنفَّذ بالتعاون بين دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الحرس الوطني، ويهدف إلى إبراز الأبعاد التاريخية المرتبطة بسيرة الملك المؤسس-رحمه الله- ورجالاته، وتوثيق أدوارهم في بناء الدولة السعودية.
ثم ألقى الرئيس التنفيذي لدارة الملك عبدالعزيز، تركي بن محمد الشويعر كلمةً أشار فيها إلى أهمية انعقاد النسخة الأولى من “ملتقى التاريخ الشفوي” بوصفه امتدادًا لجهود الدارة العلمية والمعرفية، ومظلة تجمع المختصين والمهتمين بتطوير ممارسات التاريخ الشفوي بحثيًا وتطبيقيًا، متطرقًا إلى مشروع “رجالات الملك عبدالعزيز” بوصفه أحد المشاريع الوطنية التوثيقية التي تُعنى بإبراز سير الرجال الذين أسهموا في بناء الدولة السعودية، وتوثيق أدوارهم من خلال الروايات الشفوية والمصادر التاريخية.
وأوضح الشويعر أن مركز خدمات المستفيدين في دارة الملك عبدالعزيز يتيح حتى الآن أكثر من 1800 مقابلة شفوية ضمن برنامج التاريخ الشفوي، إلى جانب أكثر من 45 مقابلة شفوية متاحة ضمن مشروع “رجالات الملك عبدالعزيز”، بما يعكس حجم الجهد التراكمي للدارة في توثيق الذاكرة الوطنية وإتاحتها للباحثين والمهتمين.
وفي ختام حفل التدشين، قدّم سموه درعًا تذكاريًّا لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، تقديرًا لجهود وزارة الحرس الوطني في توثيق الروايات المرتبطة برجالات الملك عبدالعزيز وإبراز إسهاماتهم التاريخية.
ثم انطلقت الجلسات العلمية للملتقى بمشاركة نخبة من المؤرخين والرواة والباحثين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، إذ تناولت الجلسة الأولى عرض جهود المؤسسات في خدمة التاريخ الشفوي، واستعراض التجارب المؤسسية والمبادرات المعتمدة في توثيق الرواية الشفوية، فيما ركّزت الجلسة الثانية على جهود الأفراد ومبادراتهم في جمع الروايات وحفظ الذاكرة الوطنية.
ويهدف الملتقى إلى إبراز الدور الريادي لدارة الملك عبدالعزيز في حفظ التاريخ الشفوي على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وتوسيع نطاق إتاحته للباحثين والمهتمين عبر مركز خدمات المستفيدين في الدارة، بما يسهم في تمكين الوصول إلى المصادر التاريخية الموثوقة رقميًا، وترسيخ مكانة الدارة مرجعيةً وطنيةً في التوثيق الشفوي محليًا ودوليًا.
ويُعدّ “ملتقى التاريخ الشفوي” الأول ضمن سلسلة سنوية تطلقها الدارة في إطار إستراتيجيتها لحفظ التراث غير المادي وتمكين الوصول إلى المصادر التاريخية، كما يمثل انطلاقة الحملة الإعلامية الوطنية “معًا لنروي ذاكرة الوطن”، التي تهدف إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز الشراكات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات والمؤسسات العلمية المحلية والدولية.
// انتهى //
17:36 ت مـ
0157