
أمين (الوطني للثقافة): العلاقات التاريخية مع الهند نموذج للتآخي والتبادل الثقافي المتينالكويت – 19 – 5 (كونا) -— قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار اليوم الاثنين ان العلاقات ما بين دولة الكويت والهند “لم تكن يوما مجرد تبادل مصالح بل كانت ومازالت نموذجا فريدا للتآخي والتفاهم والتبادل الثقافي المتين”.جاء ذلك في كلمة للدكتور الجسار في افتتاح معرض وفعاليات (رحلة دوستي.. 250 عاما من العلاقات بين الهند والكويت) الذي تنظمه سفارة الهند لدى الكويت وبالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث وتحتضنه مكتبة الكويت الوطنية حتى نهاية الأسبوع محتويا معرضا للصور والوثائق النادرة اضافة إلى ندوات حول التأثير والتبادل الثقافي والحضاري بين البلدين الصديقين.واضاف الدكتور الجسار ان الكويت والهند نسجتا عبر قرنين ونصف خيوطا من التعارف والتقارب “امتدت من اعماق البحار حيث كانت السفن تبادل السلع والأفكار إلى اعماق القلوب حيث التقدير والاحترام المتبادل” مؤكدا دور الثقافة والفنون والأدب في تعزيز هذا الرابط مشكلة جسورا صلبة تربط بين الشعبين الصديقين.واكد ان الثقافة تظل حجر الزاوية في ترسيخ العلاقات بين الشعوب والحضارات مبينا ان “ما يجمعنا من ارث مشترك وتاريخ عريق سيظل نبراسا نهتدي به نحو مستقبلا اكثر اشراقا وتعاونا”.وافاد ان ملامح هذه العلاقة التاريخية بدأت عام 1775 تقريبا حين حطت سفن الكويت في موانئ الهند لأول مرة اغتناما للفرص الاقتصادية مشيرا الى ان الكويتيين اسسوا بعدها شبكة نقل تجاري واسعة ربطت ما بين الشرق والغرب لتتحول الكويت إلى مركز تجاري حيوي في المنطقة بفضل هذه العلاقة الاقتصادية المتنامية.ولفت الى عدم اقتصار هذه العلاقة على التبادل التجاري فحسب حيث استقر العديد من الأسر الكويتية قرب الموانىء الهندية وعملوا في تصدير العديد من السلع الحيوية إلى موانئ الخليج العربي مثل المواد الغذائية والأخشاب واستيراد التمور والخيول العربية مما ساهم بازدهار الحركة التجارية في الخليج العربي وحضور الكويت على الخارطة التجارية الاقليمية.ومن جانبه اكد سفير الهند الدكتور أدارش سويكا في كلمة مماثلة متانة العلاقة التي تعود لما قبل تأسيس الدولتين كدول حديثة منوها بالعلاقات التجارية التي بدأت أواخر القرن الثامن عشر حين رست السفن الكويتية محملة بالتمور والخيول واللؤلؤ إلى الموانئ الهندية لتعود محملة بالأرز والتوابل والأخشاب والمنسوجات ليس فقط للاستخدام في الكويت بل في المنطقة بأسرها.وقال ان هذه الفعالية تأتي للاحتفاء بهذه العلاقات الوطيدة وتعزيز الوعي بين شباب البلدين بالتاريخ الغني الذي يجمعهما مشيرا إلى استقبال المعرض خلال الأيام القادمة مجموعة من طلاب المدارس والجامعات من ارجاء الكويت في سبيل ذلك.وذكر ان المعرض يحتوي على وثائق تتعلق بالتجارة في الموانئ الهندية وكتبا كويتية عن اللؤلؤ طبعت في الهند باللغة العربية أو لغات محلية هندية إضافة إلى أوراق وعملات نقدية كانت تستخدم في الكويت لأكثر من قرن حتى عام 1961 وطوابع بريدية طبعت في الهند وغيرها.واشاد بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب على تفاعله الإيجابي في نقل الثقافة والمعرفة وتوطيد العلاقات الثقافية مع الهند ودول العالم بشكل عام والى الجمعية الكويتية للتراث ورئيسها فهد عبدالجليل “الذي كان الركيزة الاساسية والداعم الأكبر لهذه الفعالية”.يذكر ان معرض (رحلة دوستي.. 250 عاما من العلاقات بين الهند والكويت) يقام بالتعاون بين سفارة الهند المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية التراث الكويتي والأرشيف الوطني الهندي ووزارة الاعلام والبث الهندية بالإضافة إلى وزارة الشؤون الخارجية الهندية.(النهاية)ي ت / ط أ ب