أمين عام (التعاون): علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي تاريخية وتجسد روح الشراكة الحقيقيةالكويت – 5 – 11 (كونا) — أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الأربعاء أن العلاقات الخليجية مع الاتحاد الأوروبي علاقات تاريخية وتجسد روح الشراكة الحقيقية بين الجانبين.جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح منتدى الأعمال الأوروبي الخليجي التاسع المقام تحت شعار (معا من أجل ازدهار مشترك) برعاية وحضور سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومن المقرر أن يختتم المنتدى أعماله يوم غد الخميس.وقال البديوي إن العلاقات الخليجية – الأوروبية تم تأطيرها في اتفاقية التعاون الموقعة عام 1988 مشيرا إلى أنهت أرست إطارا متينا للحوار الاقتصادي والسياسي بين الجانبين وفتحت آفاقا واسعة للتعاون في مجالات التنميةوالتجارة والاستثمار والطاقة والبيئة والتعليم.وأوضح أنه وبهدف نقل هذه الشراكة إلى آفاق أوسع أقر المجلس الوزاري المشترك بين مجلس التعاون والاتحادالأوروبي في عام 2022 (برنامج العمل المشترك للتعاون للفترة 2022- 2027) ويشمل مجموعة واسعة من المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.وبين أنه عام 2024 عقدت القمة الخليجية الأوروبية في بروكسل والتي أكدت على الالتزام المشترك لبناء شراكةاستراتيجية في التجارة والاستثمار بين الطرفين والمضي قدما للتوصل إلى اتفاقية جماعية للتجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.وذكر أنه وبغية تنفيذ هذه المخرجات عقد الاجتماع الوزاري المشترك لمتابعة تنفيذ مخرجات القمة خلال العام الحالي والذي تم من خلاله التأكيد على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري ودعم التنمية المستدامة وحقوق الملكيةالفكرية وتحسين النفاذ للأسواق وتنويع سلاسل التوريد.وشدد على أن دول مجلس التعاون وبما تتميز به من موقع استراتيجي فريد واستقرار سياسي راسخ واقتصاد قوي ومتنام تواصل وبكل عزيمة على تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية واعدة على المستويين الإقليمي والدولي.واستعرض البديوي بعض المؤشرات الاقتصادية التي تجسد حجم التقدم والازدهار الذي حققته دول المجلس ومنها ما حققه الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية لدول المجلس والبالغ نحو 3ر2 تريليون دولار أمريكي في عام 2024 لتحتل المرتبة الـ9 عالميا من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي لافتا إلى ان دول المجلس تسهم بنحو 63 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العربي بالأسعار الجارية.وأفاد أن حجم أصول صناديق الثروة السيادية لدول المجلس تقدر بحوالي 8ر4 تريليون دولار أمريكي وتمثل أكثر من 32 في المئة من مجموع أصول أكبر 100 صندوق ثروة سيادي في العالم.وأضاف أن دول المجلس تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج النفط حيث بلغ حجم انتاج النفط الخام بدول مجلس التعاون أكثر من 16 مليون برميل يوميا كما تحتل المرتبة الأولى عالميا في حجم احتياطي النفط الخام والذي يبلغ أكثر من 510 مليار برميل.وذكر أن حجم انتاج الغاز الطبيعي المسوق بدول المجلس بلغ أكثر من 440 مليار متر مكعب لتحتل بذلك المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي فيما بلغ حجم احتياطي الغاز الطبيعي أكثر من 44 تريليون متر مكعب لتأتى في المرتبة الثانية عالميا.وبين أن العلاقات الاقتصادية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي شهدت نموا مطردا خلال السنوات الأخيرة مما يعكس الثقة المتبادلة والإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها الطرفان.وأشار في هذا الصدد إلى أن حجم التبادل التجاري السلعي بين الجانبين بلغ في عام 2024 نحو 197 مليار دولار أي نحو 12 في المئة من إجمالي حجم التبادل التجاري السلعي لمجلس التعاون والبالغ نحو 5ر1 تريليون دولار ليجعل الاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين لدول المجلس حيث تمثل واردات دول مجلس التعاون من الاتحاد الأوروبي ما يقارب 117 مليار دولار مقابل صادرات بنحو 79 مليار دولار.وقال إن دول مجلس التعاون تعد من أبرز أسواق التصدير للاتحاد الأوروبي في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والمعادن والمنتجات التقنية كما سجلت الاستثمارات الأوروبية المباشرة في دول المجلس رصيدا متناميا بلغ نحو 285 مليار دولار في عام 2023 ما يعكس عمق الترابط الاقتصادي وتنامي الثقة في بيئة الأعمال الخليجية.وأكد أن دول (التعاون) تواصل جهودها لتنويع اقتصاداتها استنادا إلى رؤاها الوطنية الطموحة قائلا “نؤمن بأن الاتحاد الأوروبي شريك رئيسي في هذه المسيرة سواء عبر نقل التقنية أو تمويل الابتكار أو تعزيز تكامل سلاسل الإمداد بين المنطقتين”.وأوضح أن مستقبل العلاقات الخليجية الأوروبية يحمل فرصا واعدة في مجالات متعددة فالتعاون في الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر يتقدم بخطوات واثقة حيث استثمرت بعض دول المجلس خلال العامين الماضيين في مشروعات الطاقة المتجددة في حين يولي الاتحاد الأوروبي اهتماما كبيرا بتأمين مصادر الطاقة المستدامة.وكشف عن أن التحول الرقمي يشكل أحد أعمدة التعاون المستقبلية بين الخليج وأوروبا فدول مجلس التعاون اليوم تحتل مراكز متقدمة عالميا في مؤشرات التحول الرقمي والاتصال وتشهد استثمارات ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والمدن الذكية.ورأى أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي فرصة لتبادل الخبرات في بناء منظومات رقمية متكاملة وتعزيز التعاون في الأمن السيبراني والحوكمة الرقمية وتمكين الشركات الناشئة من النفاذ إلى الأسواق الدولية عبر منصات رقمية موحدة.ورفع لمقام حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لاستضافة دولة الكويت هذا المنتدى ولما قدمته وتقدمه من تسهيلات ومساندة لإنجاح أعمال مجلس التعاون ولما يلقاه العمل الخليجي المشترك من دعم واهتمام من لدن سموه وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم في كافة الميادين.ومن جانبه أكد مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي ماروش شيفتشوفيتش في كلمة مماثلة إن دولة الكويت تعد مركزا اقتصاديا رئيسيا في المنطقة وشريكا تجاريا مهما للاتحاد الأوروبي لافتا إلى أن قيمة التجارةالإجمالية في السلع بينهما بلغت العام الماضي ما يقرب من 13 مليار يورو “وهو ما يجعل الاتحاد الأوروبي ثاني أكبرشريك تجاري للكويت”.وتابع شيفتشوفيتش “لقد قضيت يوما مثمرا للغاية هنا حيث تشرفت بلقاء وزراء ومسؤولين من جميع أنحاءالمنطقة”.وأشار إلى أن زيادة حالة عدم اليقين في الاقتصاد الدولي لها تأثير حقيقي على الأسواق العالمية داعيا إلى التعاون الوثيق بين الشركاء لتجاوز هذه التحديات.وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بالعمل مع مجلس التعاون الخليجي والمنطقة بأكملها لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مؤكدا ان هناك هدفا مشتركا وهو تعزيز النمو وتحقيق الازدهار.ولفت إلى وجود محادثات حاليا مع مجلس التعاون الخليجي بشأن العمل على اتفاقية تجارة حرة متبادلة بين الجانبين.(النهاية)خ م / ط أ ب