
أمين (ناتو) العام: مساعدة أوكرانيا على البقاء قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها “أولوية قصوى”جنيف – 12 – 6 (كونا) — أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته اليوم الخميس أن أولوية الحلف “القصوى” في المرحلة الراهنة هي مساعدة أوكرانيا على البقاء قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها مع مواصلة الجهود لتحقيق “سلام دائم”.جاء ذلك في تصريح أدلى به روته للصحفيين بمناسبة انطلاق اجتماع تحالف (فايمار بلس) رفيع المستوى الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما بمشاركة وزراء ومسؤولين كبار من ألمانيا وبولندا وأوكرانيا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة إلى جانب الأمين العام للحلف الأطلسي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس.وقال روته إن جدول أعمال الاجتماع “حافل” مشيرا إلى أن النقاشات ستتطرق أيضا إلى سبل تعزيز قدرة (ناتو) على الدفاع عن أراضيه على الأمدين القريب والبعيد عبر ضمان التمويل الكافي وتوسيع القدرات الصناعية الدفاعية.وأوضح أنه اقترح على الدول الأعضاء في (ناتو) اعتماد هدف إنفاق دفاعي جديد يبلغ 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة مقسم إلى 5ر3 في المئة للإنفاق الدفاعي المباشر و5ر1 في المئة للأمن والإنفاق الضروري مبينا أن المناقشات لا تزال جارية وأنه متفائل بشأن التوصل لاتفاق نهائي في الاجتماع المقبل في (لاهاي).وأضاف أن إيطاليا “حليف مهم” للحلف حيث “تقود القوات البرية الأجنبية في بلغاريا وتشارك بفعالية في العديد من المهام الأخرى” مشيدا بدورها الصناعي الدفاعي المتميز عبر شركات كبرى مثل (ليوناردو).وشدد على أهمية كسر الجمود في المسار التفاوضي حول أوكرانيا معتبرا أن المحادثات المباشرة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين تمثل “خطوة مهمة”.بدوره شدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في تصريح صحفي على أهمية تعزيز ركيزة أوروبية قوية داخل الحلف إلى جانب الشراكة مع الولايات المتحدة.وقال تاياني إن إيطاليا تدعم زيادة الإنفاق الدفاعي لكنها ترى ضرورة اعتماد نهج “مرن وتدريجي” يمتد على أمد عشر سنوات لتحقيق الأهداف المشتركة موضحا أن الوصول إلى اتفاق بشأن توقيت التنفيذ ومضمونه سيكون أساسيا قبل قمة (لاهاي) المقبلة.وأوضح أن الهدف ليس “عسكرة أوروبا بل المساهمة في بناء السلام” لا سيما في المناطق القريبة مثل إفريقيا ومنطقة البحر المتوسط.وأكد التزام بلاده بدورها في الحلف لا سيما من خلال مشاركة القوات الإيطالية في المهام المنتشرة بشرق أوروبا قائلا إن “تقوية (ناتو) تعني تقوية السلام ونحن نؤمن أن التوازن بين القوى يسهل بناء السلام في أوروبا ومحيطها الجنوبي”.وتعتبر (فايمار بلس) مبادرة دبلوماسية وجيوسياسية أطلقتها دول أوروبية في فبراير الماضي امتدادا لتحالف (مثلث فايمار) التقليدي الذي يضم فرنسا وألمانيا وبولندا لتشمل قوى أوروبية كبرى أخرى.وجاء تأسيس هذا التحالف استجابة مباشرة للتغيرات في السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية – الأوكرانية والهندسة الأمنية عبر الأطلسي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.ويهدف هذا التحالف إلى تعزيز السيادة الأوروبية والاستقلالية الجيوسياسية عن الولايات المتحدة خصوصا فيما يتعلق بمواصلة الدعم لأوكرانيا وزيادة الإنفاق العسكري الوطني. (النهاية)ا م خ / م ع ك