اقتصادي / القمة العالمية للصناعة تؤكد تمكين المرأة وتعزيز دورها الريادي في التنمية الصناعية عالميًا

الرياض05 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 26 نوفمبر 2025 م واس
اختتمت الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “UNIDO” في الرياض، اليوم الثالث من أعمالها بالتركيز على تمكين المرأة، وأهمية دورها في التحول الصناعي العالمي، ومعالجة التحديات التي تحد من توسّع مشاركتها في مختلف القطاعات الصناعية.
وفي كلمة رئيسة شارك بها معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله علي الأحمري، في جلسة حوارية بعنوان: “تمكين المرأة وتحويل الصناعة: قيادة من أجل مستقبل مستدام”، أكّد بها سعي المملكة لتوسيع حضور المرأة في مختلف القطاعات الصناعية، وتعزيز أدوارها القيادية في دفع الابتكار وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة.
وأوضح الأحمري، أن المملكة تعمل على بناء بيئة صناعية أكثر شمولًا واستجابة لمتطلبات المستقبل، تمكّن المرأة وتعزز مشاركتها، ولدينا اليوم أكثر من (100) ألف امرأة يعملن في القطاع الصناعي السعودي ضمن أكثر من (12) ألف مصنع مرخّص، وترتكز جهودنا في المرحلة الحالية على إعادة تأهيل وتوسعة قدرات المصانع، وتطوير البنية التحتية الصناعية لتستوعب طاقات نسائية إضافية، والبدء في التنسيق مع الشركاء في القطاعين العام والخاص لإعادة تأهيل هذه المنشآت وتطويرها، إلى جانب التعاون مع شركاء محليين ودوليين ملتزمين بدعم تمكين المرأة وتطوير مهاراتها.
وانطلقت أعمال اليوم الثالث من القمة العالمية للصناعة، بجلسة حملت عنوان “مقدمة في تمكين المرأة”، ووضعت إطارًا عامًا لدور السياسات الصناعية الشاملة في خلق بيئات عمل أكثر إنصافًا للنساء، خاصة في القطاعات التقنية والصناعية الثقيلة، ثم تلتها جلسة “الطموح والأثر: نساء يصنعن مستقبل الصناعة”، والتي استعرضت إستراتيجيات عملية لزيادة مشاركة المرأة على امتداد سلاسل القيمة الصناعية، بالتوازي مع نقاشات ركزت على تعزيز التنمية الصناعية القادرة على الصمود في الدول النامية.
وشهدت أعمال المؤتمر أيضًا، ثلاث جلسات متزامنة شكّلت محور النقاش حول تمكين المرأة على المستويين الوطني والعالمي، إذ تناولت جلسة “ردم الفجوة: التحديات العالمية والحلول من أجل النساء في الصناعة” سبل معالجة المعوّقات التي تواجه مشاركة المرأة في الصناعة، فيما استعرضت جلسة “تعزيز دور المرأة في الصناعة: رؤى إقليمية بأثر عالمي – تجربة السعودية ودول مجلس التعاون” التجربة الخليجية كنموذج يمكن البناء عليه في توسيع حضور المرأة في سلاسل القيمة الصناعية، بينما تطرقت جلسة “من القطن إلى الأزياء: تعزيز المساواة عالميًا عبر سلاسل القيمة”، إلى دور الصناعات الإبداعية وسلاسل التوريد في ترسيخ مساواة أكثر عدالة عبر الاقتصاد العالمي.
وأبرزت هذه النقاشات، أهمية إصلاح السياسات الصناعية، وبناء مسارات قيادية شاملة، والاستثمار في المهارات العلمية والتقنية، وتصميم سياسات صناعية تراعي احتياجات التنوع الاجتماعي، كما جرى تسليط الضوء على التجربة السعودية كنموذج قابل للتكرار في المنطقة، من خلال استعراض برامج وطنية توسع حضور المرأة في قطاعات التصنيع والتعدين والخدمات اللوجستية، والتقنيات المتقدمة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وشهد اليوم الثالث للقمة العالمية للصناعة كذلك، جلسة “الإرشاد المهني وشبكات التواصل ومستقبل القيادة النسائية في الصناعة”، والتي ركزت على الإرشاد كونه أداة لتسريع تقدم النساء في المسارات المهنية الصناعية، وعلى بناء شبكات تواصل عابرة للحدود تعزز مشاركة المرأة في قطاعات النمو المرتفع، وتوصّل المشاركون إلى إستراتيجيات عملية تدعو إلى توسيع برامج الإرشاد المنظمة، وبناء أطر للسياسات الصناعية تراعي احتياجات النساء، وتعزز المسارات القيادية لهن، وضمان تمثيلهن في منظومات صنع القرار الصناعي على المستويين الوطني والدولي، بما يحول التزامات المساواة بين الجنسين إلى برامج قابلة للقياس والتطبيق.
وفي الجلسة الختامية التي شكلت إحدى المحطات الأبرز في اليوم الثالث، ناقش كبار المسؤولين سبل “تعبئة الاعتراف بدور النساء في الصناعة” والانتقال من مستوى التعهدات الخطابية إلى آليات عمل عملية، بما في ذلك تطوير مؤشرات الأداء، وتوثيق قصص نجاح قابلة للتكرار في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
واختُتم اليوم الثالث بفعالية “الساعة البرتقالية” التي قادها معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير، بالتزامن مع يوم تمكين المرأة في مؤتمر اليونيدو، واليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث جدد ممثلو أكثر من (170) دولة التزامهم بتعزيز سلامة المرأة، وضمان مساواتها، وتوسيع مساحات تمكينها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
وأظهرت مخرجات اليوم الثالث في القمة العالمية للصناع بالرياض، تزايد القناعة بأن مستقبل النمو الصناعي المستدام لن يكون ممكنًا دون إدماج حقيقي للمرأة في القيادة والإنتاج والابتكار، وأن الشراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص قادرة على تحويل شعار “المرأة في صلب التحول الصناعي العالمي” إلى واقع ملموس في المصانع، ومراكز البحث، وسلاسل القيمة الصناعية عبر العالم.
// انتهى //
02:15 ت مـ
0007