
عمَّان، في
14 يوليو/ العُمانية/ يعتمد مؤلفو كتاب “الأصل والأثل والتوحيد” على
البحوث الأثرية (الأركيولوجية) واللُّغوية في رصد المشهد الحضاري بالمشرق الأدنى
القديم.
ويضم
الكتاب خمسة فصول؛ أربعة منها للدكتور عامر ضفار؛ والخامس يتكوَّن من مبحثين،
أحدهما من تأليف الدكتورة لبنى ناصر الدين، والآخر من تأليف أحمد أوغلو.
ويركز
الكتاب على مركز الوجود البشري، أو “الحضارة الأم”، مشيرًا إلى أول دولة
مدينة نشأت في التاريخ، ومؤصِّلًا لتاريخ اللغات السامية وأيّها كانت الأسبق، كما
يتوالى البحث خلال فصوله عن نقاط التلاقي بين اللهجات السامية، والفقه المقارن بين
اللغة العربية واللغات الهندو-أوروبية بفروعها، سواء الإنجليزية والفرنسية
واللاتينية، أو التركية والفارسية والكردية.
ووفقًا
للدكتور عامر ضفار، استند الكتاب إلى المصادر التي اعتمدت على علم الآثار واللغة
والبحوث المحكّمة، واتخذ المنهج الوصفي النظري التحليلي للمصادر والنصوص، بالإضافة
إلى المنهج المقارن التاريخي واللغوي والتلاقي اللّغوي من أجل الإجابة على الأسئلة
المطروحة داخل المتن.
ويرى ضفار
وفقًا لعدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن “العمران” جاء من المشرق، ثم
انتشر في ربوع العالم، وهذا ما دعاه للتركيز على حضارة ولغة “المشرق”،
الذي يشمل مصر والعراق والشام بشكل جوهري، مع عرض بعض الحضارات القديمة المعاصرة
لتلك الحضارات.
ويحاول
الكتاب الإجابة على التساؤل القديم المتجدد: أين نشأت أقدم حضارة على وجه الأرض
التي نعيش عليها؟، ويستعرض المؤلفون افتراضات من مصادر متنوِّعة حول كون جميع
اللغات الإنسانية تعود في أصلها إلى لغة جزيرة العرب الأولى، كما يتتبعون أصل
الكتابة، لمعرفة ما هي أقدم كتابة في العالم وأين؟ هل هي الكتابة المصرية أم
السومرية؟ وهل الأقدم الأبجدية الأوغاريتية أم الكنعانية أم اليونانية؟
ويركز ضفار
على “الديانة الأولى” في منطقة الشرق القديم، ليخلُص إلى أن ديانة
التوحيد “قديمة قِدَمَ الإنسان في كل الحضارات القديمة، سواء استطعنا
الاستدلال على ذلك، أم توصَّلنا إليه بشواهد العلم والعقل والمنطق”، والشاهد
على ذلك “أن جميع الحضارات القديمة قد عرفت التوحيد وتركت آثارًا تدلُّ عليه،
وأن الديانة الأولى للحضارات القديمة في المنطقة هي التوحيد، وليس صحيحًا ما يُشاع
غير ذلك”.
وتناقش
الدكتورة لبنى ناصر في بحثها الفقه اللغوي المقارن بين اللغة العربية الفصحى
واللغات الهندو-أوروبية الغربية وخاصة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتقول في
ذلك: “ظهر الاهتمام بالعلاقة بين اللغات السامية عمومًا، والعربية خصوصًا،
واللغات الهندية الأوروبية في وقتٍ مبكّرٍ من تاريخ الدراسات اللغوية المقارنة،
حينما اتجهت المدرسة التاريخية في القرن التاسع عشر إلى تحليل اللغات على أسسٍ صوتية
وصرفية بهدف إثبات القرابة اللغوية، وقد تميّزت تلك المرحلة بجهودٍ سعت للمقارنة
بين اللغات الجرمانية والرومانسية من جهة، واللغات السامية من جهةٍ أخرى، دون
الوصول إلى نتائج حاسمة”.
أما بحث
أحمد أوغلو، فيأتي بعنوان “في الفقه اللغوي المقارن بين اللغة العربية الفصحى
واللغات الشرقية (الكردية والتركية والفارسية)”، ويبدؤه الباحث قائلًا:
“إنّ ما يُطلق عليه اليوم (اللغة) هو (اللسان)، وما يُطلق عليه اليوم
(اللهجة) هو (اللغة). أما المحكيات ضمن كل لغة فهي ما يلهج به أهل تلك البقعة، فهي
اللّهجات”.
ويقارن
أوغلو بين تلك اللغات ويستشهد بأمثلة تطبيقية منها، ويوضِّح أن اهتمامه في هذا
الموضوع جاء بهدف “مقارنة اللّغة العربية الفصحى مع ثلاث لغات تنتمي إلى
عائلتين مختلفتين، وكلتاهما تختلف عن العائلة التي تنتمي إليها العربية”.
/العُمانية/
النشرة الثقافية/ شيخة الشحية