
الأمين العام للأمم المتحدة: الشرق الأوسط يمر بمرحلة تحول عميقة تتطلب ضمان السلام والعدالة لشعوب المنطقةواشنطن – 20 – 1 (كونا) — اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم الاثنين ان الشرق الأوسط يمر بمرحلة “تحول عميقة” مشددا على ان المجتمع الدولي يجب ألا يدخر أي جهد للمساعدة في صياغتها بمزيد من العدالة والكرامة وحقوق الإنسان والسلام لجميع شعوب المنطقة.وقال غوتيريش في كلمته أمام اجتماع موسع بمجلس الأمن الدولي برئاسة وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف ان “المنطقة يعاد تشكيلها ومن غير الواضح ما الذي سينجم عن ذلك” مضيفا “لدينا مسؤولية للمساعدة في التأكد من خروج شعوب الشرق الأوسط من هذه الفترة المضطربة بالسلام والكرامة وأفق أمل قائم على العمل”.وأكد أن “فجرا جديدا يشرق في لبنان” معربا عن امله في ان يتم تشكيل حكومة قريبا يشعر جميع اللبنانيين بالتمثيل فيها ودولة قادرة على ضمان الأمن لجميع مواطنيها.وأضاف ان وقف الأعمال العدائية في البلاد “هش لكنه لا يزال صامدا” مشددا على ضرورة إنهاء الوجود الإسرائيلي في الجنوب كما هو محدد في الاتفاق “وأن تكون القوات المسلحة اللبنانية موجودة في كل أنحاء لبنان”.كما شدد على أن قوات حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) “تحتاج إلى تعزيز قدراتها بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة إلى جانب تكييف سلوك العمليات ضمن ولايتها”.ورأى أن القرار رقم 1701 واضح في أن المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يجب أن تكون خالية من جميع الأفراد المسلحين والأصول العسكرية والأسلحة باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان و(يونيفيل) داعيا الأطراف إلى تنفيذ القرار بالكامل.وحول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة اعتبر غوتيريش انه “شعاع أمل” على الرغم من التحديات العديدة.وأوضح ان الأمم المتحدة تقوم بدورها لضمان التوسع السريع في العمليات الإنسانية مشيرا إلى أن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة أمس بما في ذلك ما لا يقل عن 300 منها توجهت إلى الشمال.وحث غوتيريش الأطراف على ضمان أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف إطلاق النار الدائم في غزة مضيفا أنه يجب أن يترجم على الأرض إلى أربعة إجراءات متزامنة تشمل ان تكون كيانات الأمم المتحدة بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قادرة على أداء وظائفها دون عوائق.وأضاف ان الاجراء الثاني يتعلق بتوسيع نطاق تقديم المساعدات والخدمات الأساسية والذي يتطلب ظروفا آمنة وبيئة عمل مؤاتية بما في ذلك السماح بمعدات الحماية والاتصالات واستعادة النظام العام.وأوضح ان الاجراء الثالث معني بضرورة ان يتمكن الناس من الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة والسماح للامدادات التجارية الكافية بالدخول إلى غزة فيما يركز الاجراء الرابع على حماية المدنيين وتأمين عودتهم الى مجتمعاتهم بصورة آمنة.كما تطرق الأمين العام إلى قضية أعمال الحكم والأمن في القطاع مؤكدا أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتولي دورها ومسؤولياتها في غزة وحث على تقديم “الدعم الجماعي” لإنشاء ترتيبات تمكن من إعادة توحيد غزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا مع الضفة الغربية.وحول الأوضاع في سوريا قال غوتيريش ان “سوريا تقف الآن عند مفترق طرق” بعد سقوط النظام السابق “الوحشي” داعيا الى تجنيب سوريا “جحيم الفوضى”.ورحب الأمين العام في هذا الصدد بالخطوات التي اتخذتها الدول لإظهار التضامن مع الشعب السوري داعيا الى المزيد من العمل لرفع العقوبات عن سوريا في ضوء الاحتياجات الاقتصادية العاجلة للبلاد.وأضاف أن تعزيز الانتقال السياسي الشامل هو الوسيلة الأكثر فاعلية لضمان حصول سوريا على مزيد من الدعم.من جهته قال وزير الخارجية الجزائري الذي ترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الجاري ان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طال انتظاره مشيرا الى ان مجلس الأمن عجز سابقا عن إنصاف الشعب الفلسطيني وإحقاق حقوقه وعليه اليوم ألا يفوت هذه اللحظة التاريخية الفارقة لتحمل كل مسؤوليته التي حمله إياها ميثاق المنظمة الدولية.وقال ان هذه المسؤولية لا تقتصر على معالجة تداعيات “العدوان الذي كابدته غزة” بل تتعدى ذلك لتشمل التكفل بجوهر الصراع المتمثل في تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني. (النهاية)أ م م / ر س