الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تسريع جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة بالعالم

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تسريع جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة بالعالمالدوحة – 4 – 11 (كونا) — قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إن انعقاد (مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية) في قطر “مناسبة لإحياء الأمل من خلال العمل الجماعي” داعيا إلى تسريع وتيرة جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة في العالم.جاء ذلك في كلمة ألقاها غوتيريش في انطلاق أعمال مؤتمر القمة الذي تستضيفه الدوحة بمشاركة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وعدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات.وذكر غوتيريش أن “الناس ما زالوا يعانون من الجوع والفقر والنزوح والبطالة كما أن البلدان النامية لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه” مضيفا “أننا لا نتحرك بالسرعة الكافية لتخفيف آثار التقلبات والتدمير المباشر الذي يسببه ارتفاع درجة حرارة الكوكب أما وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة فما زالت دون المستوى المنشود”.وأكد أن إعلان الدوحة السياسي هو بمنزلة “دفعة قوية للتنمية” موضحا أن في جوهره خطة من أجل الإنسان خاصة أن ترجمته إلى أرض الواقع تتطلب العمل في أربعة مجالات.وأوضح أن هذه المجالات الأربعة هي “خطة من أجل الإنسان” تهدف إلى تسريع وتيرة جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة والتركيز بدقة على إيجاد فرص العمل والتوظيف وتوفير التمويل اللازم لهذه الخطة وأخيرا أن تكون الخطة التي وضعت من أجل الإنسان وسيلة لتوحيد صفوف الناس لا للتفريق بينهم.وذكر أن المقصود ب “خطة من أجل الإنسان” أنها خطة تهدف إلى تسريع وتيرة جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة مشيرا إلى أنه “من غير المعقول” أن يكون هناك ما يقرب من 700 مليون شخص لا يزالون يعيشون في فقر مدقع.كما ذكر غوتيريش أنه “من غير المقبول” كذلك أن يعاني الملايين من الجوع كل يوم أو يموتون كل عام بسبب أمراض يمكن الوقاية منها إضافة إلى أنه ما يقرب من أربعة مليارات شخص “يعيشون دون أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية”.وأشار في هذا المجال الى أن القضاء على الفقر يتطلب استثمارات واستراتيجيات موجهة بقيادة البلدان على مستوى جميع المنظومات التي يحتاجها الناس إلى جانب وجود منظومات غذائية تكون في متناول جميع الناس وتمدهم بأغذية صحية ومستدامة وبأسعار معقولة.وأكد أهمية وجود نظم صحية متاحة للجميع يمكنها تقديم الرعاية والدواء لكل شخص بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه أو مقدار دخله علاوة على السكن الملائم والميسور التكلفة مضيفا أن نظم الطاقة النظيفة الموثوقة والمتاحة للجميع تدفع بعجلة التنمية وتوفر فرص العمل.وفيما يتعلق بالتغير المناخي شدد غوتيريش على أهمية أن تقدم الحكومات المشاركة في الاجتماع القادم للدورة ال30 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في البرازيل خططا ملموسة لخفض انبعاثاتها خلال العقد المقبل مع العمل في الوقت ذاته على تحقيق العدالة المناخية لمن هم في واجهة الأزمة رغم دورهم المحدود في نشوئها.وأضاف أنه “في البرازيل يجب أن تتفق البلدان على خريطة طريق ذات مصداقية لتعبئة 3ر1 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2035 لتمويل العمل المناخي الذي تقوم به البلدان النامية ويجب على البلدان المتقدمة أن تفي بالتزامها بمضاعفة التمويل المخصص للتكيف للوصول به إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار هذا العام”.وأكد أنه يجب على الحكومات والقطاع الخاص في كل بلد توحيد الجهود للنهوض بالعمل اللائق والأجور المعيشية ومسارات انتقال العمال من الاقتصاد غير الرسمي إلى وظائف في الاقتصادات الخضراء والرقمية واقتصادات الرعاية. كما شدد على ضرورة الاستثمار في التدريب وتطوير المهارات والتعلم طوال الحياة وعلى نحو ما دعا إليه “التعاهد الرقمي العالمي” الذي اعتمد العام الماضي موضحا أنه ينبغي أن تركز البلدان على سد الفجوة الرقمية وضمان اكتساب جميع الناس المهارات اللازمة في مجال التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.وبين غوتيريش أنه من أجل إيجاد فرص العمل والحفاظ عليها فإن على البلدان تنويع اقتصاداتها وتعزيز التجهيز والابتكار على الصعيد المحلي لإضافة القيمة وزيادة القدرة على المنافسة في التجارة العالمية.وأشار في الوقت ذاته الى أن أي جهود ترمي إلى إيجاد فرص العمل يجب أن تكفل أيضا حصول المرأة على هذه الفرص على قدم المساواة مع زيادة الدعم لاقتصادات الرعاية.وشدد كذلك على ضرورة توخي الحذر عند وضع أي خطة وأن تكون من أجل الإنسان ووسيلة لتوحيد صفوف الناس لا للتفريق بينهم حيث إن “الكثيرين ما زالوا يتركون خلف الركب بمن فيهم النساء والأقليات والمهاجرون واللاجئون وكبار السن والشعوب الأصلية والأشخاص ذوو الإعاقة والشباب”.وافتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال مؤتمر القمة الذي يقام تحت شعار (معا من أجل تنمية اجتماعية شاملة ومستدامة) في (مركز قطر الوطني للمؤتمرات) بالدوحة بهدف تجديد الالتزام الجماعي بالتنمية التي تركز على الإنسان في مواجهة التحديات العالمية المعقدة. (النهاية)س س س / م ع ع