
الرئيس التركي يدعو إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي بدفع تعويضات لإعادة إعمار غزةكوالالمبور – 10 – 2 (كونا) — دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي “بتحمل مسؤولية الخراب” في غزة ودفع تعويضات مالية لإعادة إعمار القطاع.جاء ذلك في محاضرة ألقاها الرئيس أردوغان في مركز (بوتراجايا) الدولي للمؤتمرات في إطار زيارة رسمية له إلى ماليزيا تستغرق يومين قال فيها إن “التكلفة المالية للدمار في غزة بلغت حوالي 100 مليار دولار وحكومة الاحتلال مسؤولة عن هذه الكارثة”.وأضاف أردوغان أنه “يجب على حكومة الاحتلال البحث عن مصادر لتغطية تكاليف الأضرار التي تسببت بها في قطاع غزة والبدء بإعادة إعماره بدلا من البحث عن مكان لترحيل الفلسطينيين الذين فشل الاحتلال في اقتلاعهم من أرضهم على مدار 15 شهرا من المجازر”.وأكد أن تركيا قادرة على المساعدة في إعادة إعمار غزة بسرعة “في حال تم جمع الأموال من الاحتلال الإسرائيلي” مشيرا إلى تجربة بلاده في إعادة إعمار المناطق المنكوبة بعد زلزال 2023.وشدد الرئيس التركي على أن إعادة الإعمار يجب أن تترافق مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة جغرافية متصلة وعاصمتها القدس الشرقية معتبرا أن ذلك ليس مجرد واجب أخلاقي بل هو “دين في أعناقنا تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم”.وقال إن “مجلس الأمن الدولي فشل في إيقاف المجازر في غزة التي أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال” مشددا على أن “مليوني شخص محاصرون في 360 كيلومترا مربعا وتعرضوا لأحد أكثر الإبادات الجماعية وحشية”.من جانب آخر لفت أردوغان إلى أن النظام الدولي المصمم قبل 80 عاما “لم يعد قادرا على مواكبة التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية” ويجب إصلاحه ليكون “شاملا ومتعدد الأقطاب” مضيفا أن “العديد من الأزمات العالمية سببها محاولات القوى التقليدية الحفاظ على امتيازاتها وإقصاء الدول النامية من صناعة القرار العالمي”.وشدد على أنه “لا يمكن لنظام يستثني 8ر1 مليار مسلم أن يدعي تمثيل العدالة ولا يمكن لأي منظومة دولية تستبعد ربع سكان العالم أن تحقق الاستقرار أو السلام”.وانتقد اتساع الفجوة الاقتصادية بين الشمال والجنوب مشيرا إلى حصول 55 بالمئة من سكان العالم على 1ر3 بالمئة فقط من الدخل العالمي.وبين أن تحرر الدول النامية من الهيمنة الفكرية والاقتصادية التي فرضتها القوى الكبرى هو السبيل الوحيد لإعادة تشكيل نظام دولي أكثر عدالة قائلا إن “علينا أن نؤمن بإمكانية بناء عالم مختلف يسوده السلام والثقة والاستقرار والازدهار”.وعلى صعيد العلاقات التركية – الماليزية قال أردوغان أنها تمثل “نموذجا للتعاون الاستراتيجي القائم على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة في بناء نظام عالمي جديد أكثر عدالة وإنصافا”.من جانبه أشاد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال المحاضرة بالموقف التركي “الثابت” تجاه القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.وأكد إبراهيم أن “دعم تركيا لم يقتصر على الكلمات بل كان ملموسا ودبلوماسيا وثابتا” مضيفا أنه “بينما تردد الآخرون بقي الرئيس أردوغان صامدا ومع تصاعد الاهتمام العالمي حرص على تحويل الدعم لفلسطين إلى إجراءات ملموسة”.وشدد على أن بلاده ستواصل دعم القضية الفلسطينية “دون تردد” مؤكدا أن ماليزيا وتركيا تتشاركان في مواقفهما الداعمة لفلسطين “إذ تعملان على رفع القضية في المحافل الدولية لا سيما في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي”.وترفض ماليزيا إقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي وأكدت مرارا دعمها للحقوق الفلسطينية بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما تكرر دائما إدانتها لجرائم الاحتلال في غزة داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني.يذكر أن الرئيس أردوغان يقوم بزيارة رسمية لماليزيا تستغرق يومين بدعوة من رئيس الوزراء إبراهيم ومن المتوقع أن يستعرضها خلال اجتماع ثنائي غدا الثلاثاء تقدم العلاقات بين ماليزيا وتركيا في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعت في عام 2022 خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والصناعات الحلال والتعاون في مجال الطاقة وإدارة الكوارث والصحة والعلوم والتكنولوجيا والربط اللوجستي.كما من المنتظر أن يوقع الجانبان عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وأن يتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك رئاسة ماليزيا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) واستضافة تركيا النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي هذا العام. (النهاية)ع ا ب / ف د س