“الشارقة السينمائي الدولي 12” يفتح آفاق الإبداع أمام صُناع الأفلام الشباب

الشارقة في 12 أكتوبر/ وام/ واصل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي تنظمه مؤسسة فن ، فعاليات نسخته الـ 12، وتضمنت تقديم مجموعة واسعة من العروض والأفلام والنقاشات .

واستضافت “السجادة الخضراء” عرض الفيلم السعودي “هجير” للمخرجة سارة طلب.

وشهد المهرجان عقد أولى جلسات “عرض المشاريع السينمائية” بهدف فتح آفاق التعاون وربط أصحاب المواهب الواعدة بالمنتجين وجهات التمويل، وقدم خلالها أربعةُ صُنّاع أفلامٍ مشاريعهم أمام مجموعةٍ من المهنيين في قطاع السينما، وشملت القائمة مشروع فيلم “أم زنبور” للمخرج السعودي مجتبى الحجي الذي حظيت أفلامه القصيرة بإشادةٍ دولية وشاركت في أكثر من 30 مهرجاناً حول العالم إلى جانب مشروع فيلم “بيت القرم” للمخرج الإماراتي خالد المحمود الذي اختارته مجلة “سكرين إنترناشونال” ضمن أفضل عشرة مخرجين عربٍ يستحقون المتابعة، كما تضمنت مشروع “تحت العباية” للمخرج السعودي أحمد الناصر الحاصل على عدة جوائز من بينها جائزة أفضل فيلم كوميدي في مهرجان FIT السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مشروع فيلم “زهرة والغول” للمخرج الفلسطيني سهيل دحدل رئيس قسم الإعلام في الجامعة الأمريكية في الشارقة والمؤسس والمدير الإبداعي لشركة 5th Wall.

ونظم المهرجان في صالات فوكس سينما بسيتي سنتر الزاهية، مجموعة جلسات نقاشية من بينها “أساطير معاصرة: إعادة تصوّر الفلكلور والتاريخ العربي من خلال السينما” وشهدت تفاعلاً لافتاً من صُنّاع الأفلام الإماراتيين.

و أشارت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم خلال الجلسة إلى أن العديد من صُنّاع الأفلام يميلون إلى تناول القصص التاريخية في أعمالهم السينمائية لأنها غالباً ما تكون أكثر أماناً من الناحية التعبيرية إلى جانب ما تحمله من عمقٍ ثقافيٍّ وإحساسٍ بالهوية، مشيرة إلى مرحلةٍ تمتلك فيها السينما العربية القدرة على التطور لتقدم القصص التاريخية بأسلوبٍ معاصرٍ وجذابٍ بصرياً.

ولفت الفنان الإماراتي أحمد الجسمي إلى أن المقارنةَ مع الإنتاجاتِ العالميةِ الضخمة تُعدّ من أبرز التحديات التي تواجه صناعةَ الفيلمِ التاريخيّ الموجَّه للجمهور الشابّ اليوم، ولديه إمكانية الوصول إلى أفضل محتوى في العالم ويتوقع من السينما العربية أن تقدم المستوى ذاته من الجودة والسرد والإنتاج، وهناك رغبة متزايدة لدى الشباب الإماراتي في مشاهدة مزيدٍ من القصص المحلية على الشاشة الكبيرة ومتابعة أعمالٍ تُعبر عن هويتهم وثقافتهم وحياتهم اليومية بطريقةٍ أصيلة وقريبة منهم، مؤكدا ن مستقبل السينما العربية والإماراتية يعتمد على رُواة قصص مغامرين يجرؤون على كسر الأنماط والتجريب في الأنواع السينمائية وإعادة تخيّل الطريقة التي تُروى بها قصصنا.

و أشار الشاعر الإماراتي خالد البدور إلى أن صناعة السينما العربية لا تزال تواجه العديد من القيود الإنتاجية بدءاً من التمويل والموارد وصولًا إلى محدودية التقنيات الحديثة وشبكات التوزيع، مما يُمثّل تحديات تؤثر بطبيعة الحال في نوع القصص التي تُروى وغالباً ما يكون من الأسهل التوجه نحو السرديات التاريخية.

و استعرضت جلسة “صُنّاع أفلام شباب: قصص عن الشغف والبدايات المبكرة” تجارب عددٍ من المخرجين الشباب ومن بينهم أنجيلو فيسر، الذي قال أهم عنصرٍ في صناعة الأفلام هو القدرة على إظهار الهشاشة الإنسانية فهي ما يجعل القصة والمشاهد تنبض بالصدق، فيما أكد مجتبى الحجي أن الشغف والرغبة يمثلان أهم ما يمكن أن يتحلّى به صانع الأفلام وأنصحُ أصحابَ المواهب الجدد بأن يكونوا صادقين مع أنفسهم محافظين على الأصالة التي تمثّل منبع الإبداع والخيال الحقيقي، وقال بويا مفيد إنّ شغفه يكمن في رواية القصص التي تحمل معانيَ حقيقية، مؤكداً في الوقت نفسه أهميةَ إصغاء صانع الأفلام إلى قصص الناس والاقتراب من المجتمع فهناك يبدأ الفنّ الحقيقي.