
الكويت (عاصمة للثقافة العربية 2025).. إرث حضاري عريق ومكانة تاريخية يثريان المشهد العالميالكويت — ويعكس المهرجان اهتمام الكويت بالحفاظ على التراث الوطني ومواكبة التحديات الثقافية المستقبلية ببصماته الرامية إلى تعزيز الحركة الثقافية في البلاد والمنطقة منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 1994 ليصبح المهرجان الثقافي السنوي الأهم في البلاد.وتؤمن الكويت بضرورة تعزيز العمل الشبابي الخليجي والعربي الثقافي المشترك بمختلف مجالاته وإبراز قصص النجاح الملهمة التي تخدم الشباب العربي في الحقول الثقافية والفنية والأدبية فيما تعمل على تكثيف الأسابيع الثقافية لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة بهدف توطيد العلاقات الثقافية مع الشركاء الدوليين وإبراز البعد الثقافي الإعلامي للدولة.كما تحرص البلاد على دعم الثقافة والعلوم والمعرفة في مختلف الفعاليات العربية والدولية وتوسيع آفاق التعاون بين المثقفين علاوة على مشاركتها الفاعلة في معارض الكتب التي يحتضنها عدد من الدول بإصدارات مختلفة ومتنوعة تتناول الجانب الثقافي للكويت وإرثها الحضاري وفنونها الشعبية.ولم تأل الكويت جهدا في تقديم الدعم للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) التي تأسست عام 1970 حيث تعد شريكا فاعلا في دعم العديد من برامج المنظمة على مدى 50 عاما علاوة على دفع خططها الرامية إلى تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية في الوطن العربي.وفي وقت مبكر أدركت الكويت أهمية الحفاظ على التراث الشعبي بوصفه أحد خصوصيات الثقافة المحلية وتجلياتها الثقافية والإبداعية لتصبح أول دولة عربية تنشئ مركزا رسميا لرعاية التراث الشعبي عام 1956.وتعنى الكويت بالعمل على نقل التراث الثقافي غير المادي من خلال برامج التعليم التي تساهم في تقوية وتعزيز الصناعات الإبداعية حيث انضمت قبل عشر سنوات إلى الاتفاقية الدولية للتراث غير المادي التابعة لمنظمة الـ(يونسكو).ونجحت الجهود الوطنية خلال عام 2022 في تحقيق إنجاز عالمي تمثل في إدارج منظمة الـ(يونسكو) ملف (أفضل ممارسات الصون) الذي تقدمت به دولة الكويت ممثلة في جمعية (السدو) على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية ليصبح أول ملف عربي في هذا المجال.كما انضمت البلاد إلى لجنة ذاكرة العالم الإقليمية لدول الخليج خلال العام 2012 ضمن جهود ترسيخ التراث الثقافي الوثائقي حيث شاركت في العديد من أنشطة بناء القدرات والمؤتمرات التي ساهمت في بناء فريق وطني لرسم خرائط للتراث الثقافي تدرج ضمن السجل الدولي لذاكرة العالم.وتمتلك الكويت مجموعات كبيرة من التراث السمعي البصري التي تشكل أهمية كبيرة في المنطقة وتدون لحظات مهمة في التاريخ علاوة على أنها تحكي ذكريات الوطن والشعب فيما يؤدي أكثر من 2000 من جامعي التراث الخاص في الكويت دورا حيويا في ضمان الحفاظ على التراث الوثائقي وتوثيق ديناميكيات المجتمع ورقمنة المقتنيات التراثية.وتعمل وزارة الإعلام الكويتية من خلال استراتيجيتها للأعوام (2021 – 2026) على نشر القيم الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية ضمن منهجيتها لخلق إعلام مستدام ورائد في صناعة المحتوى الهادف.وتهدف استراتيجية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (2023 – 2028) إلى تعميق شأن الثقافة والآداب في البلاد اتساقا مع رؤية (كويت جديدة 2035) وركائزها الأساسية وصولا إلى تحسين المؤشرات الوطنية والدولية وتأكيد مكانة الدولة على خارطة الثقافة.وتمت الاستراتيجية وفق منهجية تشاركية ساهم في إنتاجها 963 مشاركا بعد الاطلاع على 56 تجربة دولية ومقارنة معيارية استمرت نحو 52 أسبوع عمل وغطت أكثر من 275 وثيقة وذلك بغية ترسيخ تنمية ثقافية مستدامة وبيئة محفزة للإبداع.وترمي الاستراتيجية إلى أن يشكل المجلس نافذة الكويت على العالم وأن يتحول إلى دور الناظم والمساهم في تعزيز مكانة الخدمات والمنتجات الثقافية ويتشارك في تعظيم عوائد الاستثمار في مجالات الثقافة والفنون والآداب والآثار والمكتبات.كما تعكف الجهات المعنية في الدولة على إعداد (الاستراتيجية الوطنية للتراث) التي تهدف إلى تعزيز الحفاظ على الأصول التاريخية الثقافية وإدارتها بشكل مستدام وتعزيز مكانة الكويت الثقافية والتاريخية.وفي هذا الإطار أنهى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دراسة مقارنة للتجارب الدولية في مجال استراتيجيات التراث الشاملة وأسفرت عن اختيار نموذج المملكة المتحدة.وتقدم الدولة جوائز تشجيعية وتقديرية سنويا لتشجيع المبدعين في مجالات الثقافة بأشكالها وألوانها المختلفة فضلا عن تبني المبادرات التطوعية ذات الصلة بالطفل والناشئة لا سيما في مجالات القراءة والكتابة والمسرح علاوة على دعم المشروعات الثقافية والتنمية الإنسانية في القطاع الخاص خدمة للإبداع.وترتبط البلاد بأكثر من 84 اتفاقية تبادل ثقافي مع دول عربية وأجنبية صديقة فيما انضمت إلى اتفاقية حماية التراث المغمور بالمياه عام 2017 وانتخبت نائبا للرئيس للدورة السادسة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة الـ(يونسكو) عام 2016.ويتوزع على جميع محافظات الكويت أكثر من 17 مركزا ثقافيا من متاحف ومحترفات فنية ومبان تاريخية تشمل القصر الأحمر ومتحف شهداء القرين ومتحف الفن الحديث ومتحف الكويت الوطني والمتحف البحري ومركز بيت ديكسون الثقافي ودار الآثار الإسلامية (المستشفى الامريكاني).وتشمل تلك المراكز أيضا بيت البدر وبيت السدو والمرسم الحر ومتحف كشك الشيخ مبارك ومكتبة الكويت الوطنية ومتحف التعليم النظامي (المدرسة المباركية) وبيت الخزف الكويتي ومنظمة الآثار بجزيرة فيلكا ومتحف قصر الشيخ عبدالله السالم.كما تحوي حديقة الشهيد الممتدة على مساحة 320 ألف متر مربع في قلب مدينة الكويت منصات ثقافية فنية ورياضية توفر للزائرين فرصة المشاركة الفاعلة في صناعة الحدث الثقافي والاجتماعي عبر حزمة من الأنشطة النوعية التي تصب في صقل وتغذية فن وتاريخ وثقافة البلاد.والتزاما بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه شرعت بلدية الكويت في وضع رؤية جديدة لمشروع قرية القصر الأحمر لنقل روح أسواق المباركية إلى محافظة الجهراء.ومن المقرر أن يتضمن المشروع مكونات ثقافية تسهم في زيادة الوعي الثقافي والتاريخي للمنطقة تضم مكتبة ديوان الشعر ومسرحا خارجيا وسوقا تراثيا يحاكي التراث الكويتي حيث سيقام المشروع على أرض مساحتها 470 ألف متر مربع.وعلى مر العقود نجحت الكويت في ترسيخ مكانتها كمركز إشعاع ثقافي وحضاري عبر استثمار إرثها العريق والحفاظ على دورها كملتقى للثقافات من خلال فتح نوافذ واسعة على محيطها الإقليمي والعالمي كما لعبت دبلوماسيتها الثقافية دورا حيويا في تعزيز علاقاتها الدولية وإبراز مساهماتها في إثراء المشهد الثقافي العالمي.(النهاية)س ت ا ر / ط أ ب