المستشار الألماني: تركيا عنصر مهم في جميع القضايا التي تشغلناأنقرة – 30 – 10 (كونا) — قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الخميس إن تركيا عنصر مهم للغاية في جميع قضايا السياسة الخارجية والأمن التي تشغل ألمانيا معربا عن رغبة بلاده في رؤية تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمجمع الرئاسي في أنقرة.وأشار ميرتس إلى أنه أبلغ الرئيس أردوغان برغبته في إقامة حوار استراتيجي على المستوى الأوروبي بهذا الشأن مبينا أن بلاده ستعمل على تعزيز التعاون مع تركيا في مجال السياسات الأمنية.وذكر ميرتس أنه أراد من خلال زيارته الأولى إلى أنقرة توجيه رسالة مفادها “دعونا نستفيد بشكل أفضل من الإمكانات الاستثنائية التي توفرها علاقاتنا في السنوات المقبلة فهذا أمر ضروري”.وأضاف “بصفتنا ألمانا وأوروبيين يجب أن نعمل على تطوير شراكاتنا الاستراتيجية ولا يمكن ولا ينبغي أن تستبعد تركيا من ذلك”.وأشار إلى أن تركيا وألمانيا ترتبطان بعلاقات وثيقة على المستويين الشعبي والاقتصادي وهما أيضا حليفان وثيقان جدا داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).وتابع “سنبدأ من جديد حوارا استراتيجيا وسنكون في تعاون أوثق في مجال السياسات الأمنية ومن ذلك على سبيل المثال صفقة شراء (تركيا) طائرات (يوروفايتر) وأود التأكيد على أن هذه الشراكة تتيح العديد من الفرص لا سيما في مجالات النقل والسكك الحديدية”.وشدد ميرتس على أن التعاون الوثيق في ظل الظروف الجيوسياسية الجديدة “يمثل تصرفا عقلانيا” مؤكدا أن “الشراكة الناضجة بين تركيا وألمانيا تتطلب تناول القضايا الحساسة بصراحة وعلى أساس من الثقة”.وأفاد بأن هذا ما تم خلال اجتماعات الوفود واللقاء الثنائي مع الرئيس أردوغان.وفيما يتعلق بآفاق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قال ميرتس “كحكومة اتحادية نريد أن نرى تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي ونعتبرها إلى جانبنا ونتمنى أن تواصل السير في هذا الطريق”.وأشار ميرتس إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد لجذور عميقة منذ اتفاقية استقدام العمالة التركية إلى ألمانيا قبل نحو 60 عاما وبين أن نحو 80 ألف رجل أعمال من أصول تركية في ألمانيا يوفرون وظائف لحوالي 400 ألف شخص فيما توفر 500 شركة ألمانية في تركيا فرص عمل لنحو 200 ألف شخص مؤكدا أن هذه الأرقام تعكس قوة الروابط الاقتصادية بين البلدين.وأشار إلى أن ألمانيا وتركيا بصفتهما عضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تتشاركان المصالح نفسها.وأعرب ميرتس عن سعادته بقرار تركيا شراء 20 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون من بريطانيا قائلا “نحن متفقون على أن هذه الطائرات ستخدم أمننا المشترك”.وأضاف أن ملف الهجرة كان أيضا محورا مهما في المباحثات مشيرا إلى أن التعاون في إعادة المهاجرين غير النظاميين “غاية في الأهمية”.وفيما يخص الوضع في الشرق الأوسط قال ميرتس إن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع في غزة مضيفا أن “الإفراج عن الرهائن وتقدم مفاوضات وقف إطلاق النار تطورات إيجابية ولأول مرة هناك أمل في سلام دائم”.وشكر ميرتس الرئيس أردوغان على دور تركيا في تحقيق هذا التقدم قائلا “من دون تركيا وقطر ومصر والولايات المتحدة ما كان لهذا المسار أن يتحقق أشكركم لأنكم جعلتم ذلك ممكنا” مؤكدا أن ألمانيا ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على السلام في غزة وشدد على ضرورة تحسين الوضع الإنساني في غزة بسرعة.وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية أكد ميرتس أن الجانبين يتفقان على ضرورة إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن لافتا إلى أنه أطلع الرئيس أردوغان على مداولات الاتحاد الأوروبي بشأن مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بوقف إطلاق النار والمفاوضات استنادا إلى خطوط التماس الحالية.وأضاف أن هناك تقدما في مسألة استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل تسليح أوكرانيا مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يناقشان فرض عقوبات متزامنة وأن الأمم المتحدة ينبغي أن تتولى تنفيذها.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ترأسا الاجتماع الموسع بين وفدي البلدين في العاصمة التركية أنقرة وذلك بعد عقد لقاء ثنائي في المجمع الرئاسي.ووصل ميرتس الى تركيا أمس الأربعاء تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس أردوغان في زيارة تستغرق يومين. (النهاية)ا ع س / م م ج