الوكالة الذرية تخشى فقدان السيطرة على المواد النووية الإيرانية

الوكالة الذرية تخشى فقدان السيطرة على المواد النووية الإيرانيةفيينا – 12 – 11 (كونا) — حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من “مخاطر جدية” ناجمة عن فقدانها القدرة على التحقق من المخزونات النووية الإيرانية وذلك بعد الهجمات العسكرية التي استهدفت منشئات نووية في إيران بين 13 و24 يونيو 2025 من جانب الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.وأوضح المدير العام رفاييل غروسي في تقرير جديد وزع على الدول الأعضاء واطلعت وكالة كونا على نسخة منه أن “الوكالة لم تتلق من طهران حتى الآن أي تقارير أو بيانات محدثة حول المنشآت المتضررة و لم يسمح لمفتشيها بالدخول إليها منذ الهجمات باستثناء محطة بوشهر للطاقة النووية”. وأكد أن هذه التطورات أدت إلى فقدان “استمرارية المعرفة” بشأن ما يقرب من عشرة أطنان من اليورانيوم المخصب بدرجات متفاوتة منها نحو 441 كيلوغراما مخصبة بنسبة تصل إلى 60 بالمئة.وأشار التقرير إلى أن القانون الذي وقعه الرئيس الإيراني في يوليو 2025 لتعليق التعاون مع الوكالة فاقم الأزمة رغم التوصل إلى “اتفاق القاهرة” في سبتمبر بين غروسي ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي نص على خطوات عملية لاستئناف عمليات التفتيش والتحقق.لكن الوكالة أوضحت أن طهران لم تقدم بعد “التقرير الخاص” المطلوب عن المنشآت المتضررة والموادالنووية الموجودة فيها.وأضاف التقرير أن إيران لا تطبق حاليا “المدونة المعدلة 1ر3” الخاصة بتقديم المعلومات التصميميةالمبكرة للمفاعلات الجديدة وهو ما يشكل خرقا قانونيا لاتفاق الضمانات.كما لم تحرز أي تقدم بشأن القضايا العالقة المرتبطة بوجود مواد نووية غير معلنة في مواقع غير مصرح بها سابقا.وأكد غروسي أن الوضع الحالي “يقوض قدرة الوكالة على التحقق من الطابع السلمي الكامل للبرنامج النووي الإيراني” مشددا على ضرورة استئناف التعاون دون تأخير ومؤكدا استعداد الوكالة للعمل مع ايران بطريقة توازن بين احترام تشريعاتها الوطنية والامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية بموجب معاهدةحظر الانتشار النووي.وتجدر الإشارة الى ان ايران أوقفت منذ فبراير 2021 تطبيق البروتوكول الإضافي وخفضت مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.ومع تصاعد التوتر الإقليمي في منتصف 2025 تعرضت منشآت تخصيب رئيسية مثل فوردو وأصفهان وهنداب للهجوم ما أجبر الوكالة على تعليق أنشطتها وسحب مفتشيها.ورغم محاولات استئناف التعاون عبر اتفاق القاهرة في سبتمبر 2025 ما زالت الوكالة تعتبر الوضع “حرجا” نظرا لتراكم المواد النووية عالية التخصيب دون رقابة مباشرة منذ أكثر من خمسة أشهر.ومن المقرر أن يناقش مجلس المحافظين يوم الأربعاء القادم عددا من الملفات النووية الحساسة من بينها آخر تطورات الملف النووي الإيراني حيث سيبحث المجلس بشكل مستفيض تقرير المدير العام الجديد حول ايران. (النهاية)ع م ق / ه س ص