
هاينان- الصين في 10 أكتوبر /وام/ انطلقت اليوم أعمال الدورة الـ 11 من المؤتمر الدولي السنوي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة في مركز هاينان الدولي للمؤتمرات والمعارض في مقاطعة هاينان الصينية، والتي تستمر حتى 12 أكتوبر الجاري بمشاركة من الخبراء وصناع القرار من المناطق الحرة وقطاعات التجارة والاستثمار والقطاعات المتعددة الأطراف من مختلف أنحاء العالم.
ويقام المؤتمر الدولي السنوي للمنظمة التي تعتبر إمارة دبي مقراً لها تحت شعار “المناطق الحرة: بوابات للازدهار العالمي والتجارة والابتكار المستدام”، حيث يسلط الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام على مستوى العالم.
ويبني مؤتمر هذا العام على النجاح الذي حققته الدورة العاشرة التي أقيمت في دبي العام الماضي، حيث يركز على تعميق الحوار حول موضوعات مثل الابتكار المستدام، والتحول الرقمي، والمنظومات الاقتصادية التي تواكب متطلبات المستقبل، وإستراتيجيات التجارة التي تدعم الازدهار العالمي.
وحضر حفل الافتتاح أكثر من 1100 من قادة الأعمال العالميين والإقليميين والوزراء والخبراء وقيادات المناطق الحرة وممثلي المنظمات الدولية والمسؤولين الحكوميين، حيث ألقى معالي فُنغ فاي، أمين لجنة مقاطعة هاينان التابعة للحزب الشيوعي الصيني الكلمة الافتتاحية، مؤكدًا على الدور الإستراتيجي لهاينان في تعزيز التعاون التجاري والابتكار العالمي، تبعه كلمة سعادة الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة.
وقال سعادة الدكتور محمد الزرعوني خلال كلمته الافتتاحية، إننا نشهد اليوم انطلاق مرحلة جديدة في مسيرة المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة حول العالم، فقد تجاوزت هذه المناطق أدوارها التقليدية في تسهيل التجارة واحتضان الاستثمارات، لتصبح قوة دافعةً للابتكار والاستدامة وتحقيق التنمية الشاملة، كما تشكل المناطق الحرة ركيزة أساسية لتعزيز المرونة والتنويع الاقتصادي، في ضوء التحول الكبير الذي تشهده سلاسل التوريد العالمية والتغيرات التي تطرأ على الاقتصادات المختلفة، يضاف إلى ذلك دورها البارز في الربط بين الأفراد واستقطاب الأفكار المبتكرة والاستثمارات من مختلف الدول، مما يؤكد قدرتها على تعزيز النمو الاقتصادي الذي يعود بالنفع على الجميع.
وأشاد بالمكانة الرائدة لـ هاينان باعتبارها أكبر ميناء للتجارة الحرة في الصين، مشيراً إلى التزامها بمبادئ الابتكار المؤسسي والتحول الأخضر والتعاون العالمي.
ومن أبرز فعاليات اليوم الأول الاجتماع الوزاري، الذي جمع أكثرمن 30 وفداً وزارياً لمناقشة التعاون الاقتصادي العالمي وإستراتيجيات التجارة المستقبلية، حيث ركز على استخلاص رؤى لدمج الأدوات الرقمية الناشئة في إستراتيجيات التجارة الوطنية والإقليمية، وتقديم توصيات عملية للاستفادة من المناطق الاقتصادية الخاصة كعوامل تمكين للابتكار الرقمي في التجارة، وضمان الالتزام بتطوير أطر عمل تجارية رقمية مترابطة تعزز التعاون والثقة والازدهار المشترك.
واختُتمت الجلسة ببيان وزاري يلخص أهم الرسائل، داعياً الجهات المعنية إلى اتباع إستراتيجيات تجارية مُنسقة وشاملة ومدعومة بالتكنولوجيا لدعم اقتصاد عالمي حيوي ومترابط.
وتضمّن اليوم الأول من المؤتمر إطلاق منصة ون زون “One Zone”، وهي منظومة رقمية مصممة لخدمة أعضاء المنظمة العالمية للمناطق الحرة، البالغ عددهم 1,600 عضو في أكثر من 140 دولة، وتسهم في تسهيل التواصل وتبادل الخبرات والتعاون بين الأعضاء، من خلال أدوات متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما تقدم خرائط تفاعلية ومجموعة من مزايا الاتصال الآمن. ويتضمن المؤتمر في دورة هذا العام ست مسارات حيوية، حيث يتناول البرنامج المقرر التحديات الملحّة والفرص المتاحة في الوقت الحالي بالنسبة للمناطق الحرة والمناطق الاقتصادية المتكاملة، كما يستعرض قدرة المناطق الحرة على دعم الرخاء الاقتصادي، وتعزيز الشراكات الفاعلة، ورفد الإستراتيجيات الوطنية مثل تطوير ميناء التجارة الحرة في الصين.