تجمع “العلماء المسلمين” إحتفل بالذكرى ال42 لتأسيسه و”يوم المستضعفين” ورحيل الشيخ أحمد الزين وكلمات أكدت مشروع الوحدة ومفهوم المقاومة ونبذ الفتن

وطنية – أقام تجمع "العلماء المسلمين"، لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس التجمع والخامس عشر من شهر شعبان "يوم المستضعفين" والذكرى السنوية الثانية لارتحال رئيس مجلس الأمناء في التجمع القاضي الشيخ أحمد الزين، احتفالاً حضره عدد من العلماء والنواب والشخصيات السياسية والاجتماعية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
 تكلم في الاحتفال رئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينة، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود. وفي نهاية الحفل تم تكريم السيد عيسى الطبطبائي ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد 
الله بدروعٍ عربون تقدير ووفاء لجهودهما المبذولة في رفع شأن وحدة الأمة الإسلامية. 

حنينة 
وقال رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ غازي حنينة: "هكذا، فإننا في تجمع العلماء المسلمين عشنا نتحمل ونتصدى ونواجه ونحمل كل هم تعيشه الأمة الإسلامية وبالتحديد في القضية الفلسطينيةالتي نعتز ونفتخر أننا من رواد حملة مشعلها مع المقاومة الإسلامية في لبنان ومع المقاومة على أرض فلسطين وهنالك في غزة وفي مواجهة الإرهاب التكفيري الذي اندثر وانهزم وانكسر على أرض بلاد الشام وفي العراق، ولذلك نحن اليوم في هذه المناسبة الكريمة التي نشعر بكثير من العز والفخر أننا في تجمع العلماء المسلمين ما زلنا الرقم الصعب في عنوان الوحدة الإسلامية، كل مشروع قام ويمكن أن يقوم ليناوئ تجمع العلماء المسلمين لن يكون مصيره إلا الهزيمة والخسران، أما تجمع العلماء المسلمين فلأن همه وحدة الأمة وجمع الصف وتجاوز الخلافات الفقهية والفرعية في مفهومنا الإسلامي العقيدي، ولذلك فإن تجمع العلماء المسلمين ليس تجمعا مذهبيا ولا تجمعا طائفيا ولا تجمعا حزبيا، إنما تجمع العلماء المسلمين لا يصدر أوامر تنظيمية لأعضائه ولا المنضوين تحت لوائه، وإنما يحمل مفاهيم الوحدة، ويبث أفكار الوحدة ومشروع الوحدة ومفهوم المقاومة، ومفهوم العمل المقاوم من كل طوائف المجتمع العربي والإسلامي على اختلاف مذاهبهم وحتى على اختلاف طوائفهم". 
 
قاسم
وجاء في كلمة الشيخ نعيم قاسم:" تجمع العلماء المسلمين ترجم الوحدة العملية المجبولة بالتضحية في قضايا لبنان وقضايا المسلمين المركزية ليكون نموذجا ورمزا لالتقاء المسلمين على قاعدة "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" وبالفعل رأينا أن هذا النموذج ومن النماذج النادرة في عالمنا المعاصر ويصلح لأن يكون مؤشرا ومساعدا ومربيا ومدربا على أن نكون جميعا سنة وشيعة في مركب واحد ورؤية واحدة وهدف واحد، هو نصرة الإسلام والمسلمين والمستضعفين على طريق الحق لإقامة شرع الله تعالى في العدل وتحرير الأرض وتربية الإنسان على الصلاح". 
 
أضاف :"العنوان الأول الوحدة الإسلامية ومواجهة الفتنة، أن يجتمع علماء السنة والشيعة بشكل يومي وأسبوعي ودوري وأن يشاركوا في التظاهرات والقضايا المشتركة، وأن يتصدوا لكل أشكال الفتنة على امتداد هذه العقود، فهذا أمر مهم جدا وأصبحنا في لبنان إذا تحدثنا عن تجمع العلماء المسلمين مباشرة، يتطرق إلى الأذهان أننا نتحدث عن الوحدة الإسلامية، لعلنا نسمع الكثيرين ممن يقولون لكننا لا نرى الكثيرين ممن يعملون، أما التجمع فهو رمز حقيقي للوحدة الإسلامية ومواجهة الفتنة، نحن نحتاج إلى مواجهتها دائما لأنها تطل برأسها بين الحين والآخر. 
 
العنوان الثاني دعم المقاومة لتحرير الأرض من الكيان الإسرائيلي، وكذلك لتحرير الأرض من جماعة الكيان الإسرائيلي من التكفيريين الذين برزوا بطريقة أو بأخرى في منطقتنا تحت عنوان رفع راية الإسلام، وهم من أكثر المسيئين لهذه الراية لكن عندما يكون الأصيل حاضرا في المواجهة فإنه يكشف المزيف ويسقطه، وهذا ما حصل بحمد الله تعالى في الانتصارات المتتالية على الكيان الإسرائيلي، سواء من خلال مقاومة "حزب الله" ومن معه في لبنان وكذلك المقاومة الفلسطينية، قلنا مرارا وتكرارا إذا كان هناك إلتباس عند البعض في وضعية المقاومة بين المقاومة والسلاح نحن حاضرون لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية، وأعطينا نموذجا تطبيقيا في الترسيم البحري في مواجهة الكيان الإسرائيلي واستنقذنا الثروة النفطية والغازية بتكامل بين المقاومة والدولة من دون إحراج الدولة بتبعيات ما فعلته المقاومة من تهديد حقيقي كان يمكن أن يوصل إلى حرب لاستنقاذ الحقوق، فوفقنا الله تعالى بسبب هذه الإستراتيجية الدفاعية المُحكمة والراقية أن نأخذ المكاسب من دون أي قطرة دم. 
 
 ثالثا، فلسطين قضية الأمة، وهي البوصلة لتجمع العلماء المسلمين ويسجل لهم الشرف الكبير والوحيد في أنهم في 17 أيار سنة 1983 كان الصوت الوحيد الذي واجه اتفاق الذل والخيانة مع العدو الإسرائيلي في 17 أيار، وقد سقط هذا الاتفاق بفعل هذا الموقف وما تلاه، الكيان الإسرائيلي ليس عدوا للفلسطينيين فقط، الكيان الإسرائيلي عدو للبنانيين وللبنان وعدو للعرب وعدو للمسلمين وعدو للإنسانية، لأنه يبني كيانه على الجريمة والقتل والهدم وترويع الأطفال وأخذ الحقوق من الآخرين، كل الكيان الإسرائيلي قائم على الظلم وعلى الاحتلال والعدوان، كيف لا يكون عدوا للإنسانية؟ أنا أربأ بأولئك السياسيين في لبنان وفي العالم كيف لا يتكلمون ولا يعترضون وكيف لا ينتقدون الكيان الإسرائيلي؟ ومن يدعم إسرائيل من أميركا والغرب في الجرائم التي يرتكبونها دائما، مما تخافون من هؤلاء؟ هؤلاء لن يتمكنوا من الاستمرار طويلا في منطقتنا، وعلى كل حال آمنَّا ونؤمن بأن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد لتحرير فلسطين، وسيبقى هذا الخيار قائما ومستمرا إلى أن يتحقق النصر بإذن الله تعالى. 
 
رابعا، يسجل لتجمع العلماء المسلمين أنه ثابت في محور المقاومة، وأنه حدد خياره ضد جبهة الاستكبار العالمية، ضد أميركا الظالمة ومن معها من الذين يحاولون فرض شروطهم وآرائهم وفرض خصوصياتهم ومحاولة استثمار قدرات وإمكانات شعوب المنطقة.  تبقى مسألتان، الأولى الاتفاق الإيراني السعودي، نحن عبرنا عن سرورنا وسعادتنا بهذا الاتفاق، فهو بارقة أمل لتعاون دول المنطقة وأمنها وتطوير اقتصادها وتعزيز استقلالها وخياراتها الحرة، هذا الاتفاق هو ضربة قاضية لمشروع العداء لإيران الذي كان يعمل عليه الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع أمريكا، حيث أرادوا أن يجمعوا دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج لتكون إيران هي العدو بدل الكيان الإسرائيلي، الآن بهذا الاتفاق مع أنه في بداياته قضي على المسار الذي يستبدل العدو الإسرائيلي بغيره، ستبقى إسرائيل عدوة، وسنجمع العالم ضد إسرائيل، وسنقول لكل صاحب ضمير أنظر إلى هذا الكيان الخطر على الإنسانية وعلى البشرية، وهذا واحد من نتائج الاتفاق الإيراني السعودي، لعل البعض استغرب كنتم تنتقدون سابقا، ما القصة؟ كيف أقبلتم؟ نحن لم ننتقد يوما إلا بعض السلوكيات والأعمال، ولكننا ندعو دائما إلى كل اتفاق يمكن أن يجعل القوة والعزيمة والتعاون في مواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة، وليس فيما بيننا. 

الأمر الثاني، لبنان في وضع صعب وهناك منظران أو هناك منظرون كثيرون يتحدثون عن طريقة للحل، عن مخرج للأزمة الاقتصادية والاجتماعية، والأكثر هم الذين يصرخون دون أن يقدموا الحل، رأينا بأنه لا حلول في لبنان من دون انتخاب رئيس، هو البداية وهو الذي نسعى إليه، ومشكلة انتخاب الرئيس داخلية بالدرجة الأولى، لأن المجلس النيابي موزع بطريقة تجعل كل الكتل صغيرة وغير قادرة على أن تحسم وحدها من دون الاتفاق مع كتل أخرى لإنجاز استحقاق الرئاسة، ولا قدرة للخارج على الضغط لترجيح الرئيس لأنهم درسوا الواقع فوجد بعض الخارج أن جماعتهم لا يجتمعون، فكيف يمكن أن يدخل في مبادرة ثم تفشل؟ لذلك الحمد لله هم قالوا نحن لن نتدخل للعجز عن التدخل الفعلي في الداخل، إذن ما هو المطلوب؟.
 
وتابع قاسم :" المطلوب أن نعمل من أجل أن نجد الحل، أما أولئك الذين يقومون بدور تعطيلي وهو منسجم مع العاجزين عن الإتيان برئيس ويرون التعطيل والفراغ بديلا فهم يسيئون إلى موقع الرئاسة ولا يقدمون حلا، سواء أكان هؤلاء المعطلون من الداخل أو من الخارج، نحن وافقنا على دعم المرشح الوزير سليمان فرنجية على مرحلتين، المرحلة الأولى من دون أن نعلن، والسبب في ذلك أن نترك الفرصة للتفاهم مع القوى المختلفة علنَّا نعلن معا كي لا يقال بأننا أعلنا قبلهم، وأننا وافقنا قبلهم وأنهم لحقوا بنا، لكن وصلنا إلى طريق مسدود، ولم يعد هذا الأمر غير المعلن نافع لتحقيق تقدم في الحوار مع الكتل المختلفة، فانتقلنا إلى المرحلة الثانية نحن كحزب الله والرئيس بري لإعلان الموافقة والدعم لترشيح الرئيس سليمان فرنجية، وإذ بنا نرى أن بعض الذين كانوا ينادوننا بضرورة تحديد المرشح قد أصيبوا بصدمة قاتلة، لماذا؟ أنتم تستفزوننا بطرح الرئيس وبطرح المرشح، قولوا لنا ماذا تريدون؟ تريدون مرشحا أو لا تريدون؟ نحن طرحنا من نؤمن أنه صالحا للقيادة، تفضلوا أنتم واطرحوا ما لديكم، ثم بعد ذلك إن أردتم أن نناقش معا في أسماء المرشحين علنَّا نقرب وجهات النظر فنحن حاضرون، وإن لم تقبلوا ذلك فيكون الأوان قد آن لجلسة مجلس نيابي، وأن يختار المجلس النيابي من يريد، أما هذه النقاشات التي يتكلم بها البعض أنه طرحوا سليمان فرنجية من أجل أن يحرقوه، لا ليس صحيحا، نحن لسنا من الجماعة الذين يلعبون على العواطف والمشاعر، أو يستغلون بعض الأشخاص من أجل أن يكونوا معبرا لأشخاص آخرين، كلمتنا كلمة، وموقفنا موقف، وتأييدها للوزير فرنجية لأنه جدير بالرئاسة ونقطة على السطر". 
 
حمود
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود: "ذكريات تجعلنا نتساءل هل نجحنا أم فشلنا؟ وإذا نجحنا فلماذا؟ وإذا فشلنا فلماذا؟ برأيي وباختصار النوايا التي انطلقنا من خلالها في تأسيس التجمع وانطلاقته وجهوده من خلال الأزمات القاسية، وطبعا الاجتياح على رأسها، وحرب المخيمات، والفتنة المذهبية، وتلك الظروف المعقدة مختصرا إن كان هنالك من فشل فليس للتجمع أو لهذه الثلة التي أخلصت والله أعلم النية وعزمت على أن تحدث فرقا في هذه الأمة، نحمل إذا جاز التعبير طبعا الأمة هذا الفشل، هذه الأمة التي ننظر إليها خلال أربعة عشر عاما، فنجد انتصارات وفتوحات ورسوخا وانتشارا وعلوما راسخة، حفظ للقرآن الكريم وبلاد شاسعة انضمت وتضم إلى الإسلام آخر الشيء غامبيا البلد الصغير الذي أعلن أنه انتمي إلى الإسلام ، كما نرى في نفس الوقت أن الأمة لم تحتمل مثلاً صرخة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المسالمة التي حملها الإمام الحسين عليه السلام، ولم تحتمل بقاء الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أكثر من سنتين ونصف، وهي النقطة المضيئة تقريبا الوحيدة في الحكم الإسلامي، ولم تحتمل في آخر هذه الأمة المحاولات اليائسة التي قام بها عبد الحميد الثاني لإعادة السلطنة العثمانية إلى الإسلام، فانتصرت عليه الماسونية وروح التغرب والاحتلال الإنجليزي، إذا فنرى نجاحات ونرى إخفاقات طبعا هذا بأقل ما يمكن من الاختصار، تجمع العلماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة نقطة في بحر لجي وكبير يعج بهذه العداوة وبالأباطيل والأكاذيب والدجل، هل سيأتي يوم الحق ويوم الصدق؟ سيأتي بإذن الله تعالى يقينا، ولكن اسمحوا لي أن أحمل قناعة شخصية لا أُلزم بها أحدا ولا أدخل من خلالها في نقاش علمي مع أحد، الإمام المهدي وفق روايات السنة أو الشيعة لن يكون أو لن يأتي قبل زوال إسرائيل، لماذا؟ لأن أمر بني إسرائيل عند الله تعالى أقل بكثير من أن يبعث رجل بهذا الحجم من أجل إزالة هذا الكيان. هذا الكيان سيزول على يد داوود عليه السلام داوود يعني الشخص الواحد". 
 
                                ============