استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة… الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٦
مجلس وزراء الإعلام العرب يختتم أعمال دورته الـ 55 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة
مندوبا عن الملك والملكةالامير طلال يكرم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان
الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
الباحة 08 رجب 1446 هـ الموافق 08 يناير 2025 م واس
تكتنز منطقة الباجة تراثًا غنيًا من الصناعات والحرف اليدوية، تروى حكاية كفاح وبقاء وقوة وفن إنسان الباحة، وتُعد جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للمنطقة، حيث تزخر الأسواق والفعاليات بعدد من الحرف اليدوية التي تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، ويعمدون إلى تطويرها وتحديثها بما يواكب التحديات القائمة اليوم، لتربط الحاضر بماضيه.
وتنتشر في منطقة الباحة العديد من الصناعات مثل صناعة الفضيات والخناجر والسيوف والفخار والخشب والخوص والدباغة ، إضافة إلى أستخراج القطران وتصميم القلائد والمشغولات الفضية وغيرها من الصناعات الأخرى ، حيث يعمل أكثر من 200 حرفي من أبناء المنطقة في مجال الحرف اليدوية التي تمثل 20 نوعًا على العناية بها والحفاظ عليها وتوارثها للأجيال ، بما يضفي جمالًا للحرف اليدوية بالمنطقة العريقة والأصيلة.
وأولى سمو أمير منطقة الباحة اهتمامًا كبيرًا بتراث المنطقة ومن ضمنها الحرف اليدوية، حيث وجه بإعادة إحياء بعض المهرجانات القديمة التراثية التي كانت تشهدها المنطقة في الماضي، وعمل دراسة وإنشاء كرسي بحثي يهتم بمبادرات ودور الباحثين عن تراث المنطقة ، كما بارك سموه إنشاء جمعية ديار التي تهتم بالتراث ودورها المهم في الحفاظ على تاريخ وتراث وإرث الباحة ، من خلال إعادة تأهيله في ظل ما تحويه المنطقة من تراث وتاريخ عريق.
وفي خطوة ومبادرة نوعية تسابق جمعية حفظ التراث والعناية بالموروث بمنطقة الباحة ” ديار ” التي تعنُى بحفظ تراث المنطقة ودشنها سمو أمير الباحة مؤخرًا ، الزمن لتمكين أكثر من 200 حرفي من أبناء المنطقة اقتصاديًا وثقافيًا، وحماية أكثر من 20 نوعًا فرعيًا من الحرف اليدوية من الاندثار.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية “ديار” الدكتور يحيى بن مرضي الزهراني لـ”وكالة الأنباء السعودية”، أن للجمعية دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الثقافية ودعم الحرف اليدوية بمنطقة الباحة، مستلهمةً ذلك من توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي هذا القطاع اهتمامًا بالغًا ، مشيرًا إلى أنه من منطلق رسالتها السامية في المحافظة على الموروث الوطني وتمكين الحرفيين، أطلقت الجمعية العديد من المبادرات الطموحة، كان أبرزها حصر ما يزيد عن 200 حرفي من أبناء المنطقة وإعداد قوائم متكاملة بأسمائهم وتخصصاتهم، مما يمهد لتمكينهم اقتصاديًا وثقافيًا.
وأشار إلى أن الجمعية نفذت عددًا من المبادرات، منها ملتقى “صُنع في الباحة” وكان اللبنة الأولى في مسيرة الجمعية نحو النهوض بالحرف والصناعات التقليدية، حيث تم استقطاب عدد كبير من الحرفيين وعرض إبداعاتهم ضمن منصة داعمة لتمكينهم وترويج منتجاتهم، مما يعزز الاستدامة الاقتصادية ويعيد إحياء الحرف التراثية المتوارثة عبر الأجيال ، مفيدًا بأنه تماشيًا مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف، فأن الجمعية تعتزم تنظيم الملتقى الأول للحرفيين بمنطقة الباحة تحت شعار “ما يبني في الديرة إلا حصاها” وهو شعار يعكس عمق الارتباط بين الحرفة والبيئة المحلية، ويؤكد استثمار موارد المنطقة في دعم الحرفيين وتمكينهم.
وبين أنه من خلال الملتقى سيتم العمل على توفير بيئة داعمة للحرفيين عبر ورش تدريبية متخصصة ، وتسويق المنتجات التراثية من خلال المعارض والمنصات الرقمية ، و تشجيع الأجيال الجديدة على تعلم الحرف التقليدية لضمان استمراريتها.
من جانبها نفذت هيئة التراث عددًا من الفعاليات بقرية ذي عين التراثية في محافظة المخواة ، وقصر بن رقوش التاريخي بالباحة ، اشتملت على عروضٍ للحِرف التي يتفاعل فيها الحرفي مع الجمهور، مثل المنسوجات، والخط العربي، ومقتنيات وزخارف ونمط تصميمٍ تراثيّ وغيرها من حِرف أهالي الباحة، وعدد من الورش العمل من الحرفيين في صناعة الخوص والشمع والنجارة بهدف إبراز جمال الحرف اليدوية بالمنطقة العريقة والأصيلة، مستفيدين من البيئة الطبيعية، التي تعكس مسيرة الإنسان في هويته الوطنية المميزة.
بدوره قال أحد المهتمين والعاملين في الحرف اليدوية بالمنطقة العم محمد الغامدي: “إن الباحة تشتهر بعدد من الصناعات والحرف اليدوية المتنوعة، التي يعمل بها الجنسين مثل خياطة الملابس النسائية التراثية، وصناعة الملابس التراثية، مثل “البيدي” وهو منسوج من صوف الأغنام، التطريز باستخدام سعف النخل والقماش المطرز، وصناعة القطران، والخشبيات وأدوات الزراعة وغيرها “، مفيداً بأن الحرف اليدوية تتوارث بين الأجيال بالتدريب على استخدام الأدوات التقليدية وتقنيات الصناعة اليدوية.
بدوره أكد عيضه الزهراني الذي يعمل في حرفة النقش على الخشب أنه بعد أحياء صناعة الحرف اليدوية في الباحة من خلال الدعم والتدريب وإقامة الفعاليات الخاصة بها أصبحت مصدرًا هامًا للدخل والتوظيف في المنطقة، حيث يبتاعها الزوار والسياح بوصفها هدايا تذكارية فريدة، وقطع زينة تعكس التراث العربي الأصيل.
وللمرأة بالمنطقة دورها الحيوي ومشاركتها في الحرف اليدوية والحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الشعبي من عادات وتقاليد، حيث أشارت حمدة الزهراني التي تهتم بحرفة ” صناعة السدو ” إلى أن النساء بالمنطقة قديمًا مارسن كثيرًا من الحرف اليدوية خصوصًا فيما يتعلق بخياطة الملابس والتطريز.
وقالت: “اليوم ومع التطور في مجال الحرف اليدوية الكثير قد استفاد من برامج الدعم الخاصة بالأسر المنتجة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والريادية، التي تمكن من العمل على تحويل المشغولات اليدوية إلى منتجات، ذات مردود اقتصادي”.
بدورها أبانت أميرة الغامدي إحدى الحرفيات بالباحة أن الحرف اليدوية أسهمت في تعزيز الاقتصاد المحلي عبر توفير فرص عمل الحرفيات في للمنطقة، حيث إن هناك نسبة كبيرة من اليد العاملة في هذا المجال، وأصبحت وسيلة فعالة لتمكين النساء في القرى بالمنطقة، في ظل الطلب على تلك المشغولات من داخل وخارج المنطقة “، مشيرةً إلى ان الحرفيين والحرفيات يواجهون بعض التحديات على الرغم من التقدم الملحوظ مثل التدريب والتأهيل، وقلة التسويق والترويج حيث يحتاج إلى دعم أكبر في تسويق منتجاتهم عبر المنصات الرقمية.
وتعد الحرف اليدوية في الباحة التي تتميز بالتنوع والجمال جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمنطقة، وتعكس هويتها وتعبر عن تاريخها وماضيها العريق ، كما تعتبر مصدر دخل لممارسيها من أبناء وبنات المنطقة.
// انتهى //
16:36 ت مـ
0125