ثقافي / اليوم العالمي للترجمة: تعزيز مهنة الترجمة في مختلف دول العالم

جدة 08 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 30 سبتمبر 2025 م واس
يصادف اليوم العالمي للترجمة 30 سبتمبر من كل عام، لتعزيز مهنة الترجمة في مختلف دول العالم، الذي أطلق فكرته الاتحاد الدولي للمترجمين في 30 سبتمبر 1991، تجسيدًا للدور المحوري الذي يؤديه المترجمون لتيسير الحوار الحضاري وتبادل المعارف بين شعوب العالم، إلى جانب حماية هذا الفن الإنساني الرفيع، الذي ظل على الدوام وسيلة للتقارب بين الأمم، عبر نقل المنتج الفكري الإنساني للمبدعين في جميع المجالات من لغاتهم الأصلية إلى آفاق لغات أخرى.
وتكمن أهمية الترجمة في تقوية التواصل وفهم الحضارات، وخاصة في ظل تنظيم الملتقيات العالمية في مجال الترجمة، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي من خلال نشر الأعمال العلمية والتخصصية، وتعزيز التعاون وتنسيق الجهود مع دور النشر العالمية، بالصورة التي تضمن التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، لبناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، مما يسهم في تعزيز مهنة الترجمة وإبراز دور المترجمين في نقل العمل الأدبي والعلمي والفني، من لغة إلى لغة أخرى.
وتعد الترجمة فنًا مستقلًا، يعتمد على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافات، وتمكين البشرية من التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم البعض، حيث تؤدي اللغات دورًا حيويًا في التنمية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، إلى جانب أن التعدد يعد اللغات عاملًا أساسيًا في الاتصال المنسجم بين الشعوب، تبقى خلاله الترجمة مهنة نبيلة محورها النشاط المعرفي والفضاء الثقافي والإبداعي، في كونها تُفضي إلى تقارب الثقافات والشعوب، ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع بدلاً من حصر فائدتها في المجتمع المحلي.
ويعد اليوم العالمي للترجمة فرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يؤدون دورًا مهمًا في التقريب بين الدول والشعوب والثقافات، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة في التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين، فنقل العمل الأدبي أو العلمي، بما في ذلك الترجمة المناسبة والتفسير والمصطلحات، أمر لا غنى عنه للحفاظ على الوضوح والمناخ الإيجابي والإنتاجية في الخطاب العام الدولي والتواصل بين الأشخاص.
ويرى مختصون أن الترجمة ليست مجرد تحويل كلمات اللغة إلى لغة أخرى، ولكن بإيجاد تكافؤ للمعنى في اللغة الأخرى، وإعادة بناء الجملة أو الفقرة كاملة باستخدام كلمات مختلفة عن النص الأصلي لنقل الشحنة العاطفية وتحقيق نفس الاستجابة لدى القراء، حيث يتطلب ذلك فهمًا عميقًا ليس فقط للغة المصدر واللغة المستهدفة، وإنما كذلك للثقافات المختلفة وراء اللغات، وبرغم التطور الهائل في محركات الترجمة الآلية وبرمجياتها وتزويدها بنصوص هائلة، فإن إمكانية إدراك السياق والأفكار والثقافة لا تزال محدودة أمام الآلات.
وتعد البراعة التعبيرية للأدباء ميزة خاصة، يتمتع بها الأدباء الذين يقدرون على ابتكار استعارات جميلة لاستحضار مشاعر قوية، وكثيرًا ما تكون نتيجة عمل إبداعي شاق، فلا يمكن أن تنقل جمالية النص والروح في الأعمال الأدبية العظيمة، عبر التطور التقني والترجمة الإلكترونية، مما يؤكد أن الترجمة عمل إبداعي يتطلب وعيًا ثقافيًا وحسًا لغويًا ودراية بالمستجدات لتبقى جسرًا يربط بين الشعوب، وفهم الإنسانية.
// انتهى //
18:12 ت مـ
0180