جدة 27 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 18 نوفمبر 2025 م واس
خصّص اليوم العالمي للفن الإسلامي الذي يحتفي به العالم في 18 نوفمبر من كل عام؛ لإبراز القيمة الفنية والجمالية للحضارة الإسلامية، وتعزيز الوعي العالمي بإسهامات الفن الإسلامي في تراث الإنسانية، ودوره في ترسيخ قيم الجمال والتنوع الثقافي، إذ يُعدّ فرصة للتعريف بمختلف مدارس الفن الإسلامي، بما في ذلك العمارة، والزخرفة، والخط العربي، والمنمنمات، وصناعة الخزف، والمشغولات المعدنية، والمنسوجات التقليدية، التي تميّزت جميعها بالابتكار والاتقان والقدرة على التعبير عن روح الحضارة الإسلامية عبر العصور.
ويأتي اليوم العالمي للفن الإسلامي، إثر قرار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في 2019، وتوصية مجلسها التنفيذي بإقرار الاقتراح الذي تقدمت به البحرين؛ ممثلة في هيئة البحرين للثقافة والآثار، بتخصيص يوم للفن الإسلامي؛ من خلال أمسية نظمتها الهيئة في مقر اليونسكو في باريس، وقامت الهيئة خلال الفعالية بتوزيع كتاب “الإسلام والفنون الجميلة” للكاتب محمد عبدالعزيز مرزوق، بعد إعادة تصميم الكتاب ونشره مترجمًا إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، متضمنًا شرحًا مفصلًا عن كيفية تعاطي الإسلام مع الفنون بأشكالها المختلفة، مبينًا التأثير الإيجابي على تطورها وازدهارها.
ويُعدّ الفن الإسلامي واحدًا من أكثر الفنون تأثيرًا في العالم، وقد امتد تأثيره ليشمل قارات متعددة ترك فيها بصماته على التصميم المعماري والهندسي، والفنون الزخرفية، والكتابة العربية، والفنون التطبيقية، والذي تبرز قيّمه الجمالية في التوازن الهندسي، ودقة التفاصيل، والتنوع اللوني، والقدرة على الدمج بين الوظيفة والجمال في آن واحد، فيما تشمل فعاليات هذا الاحتفاء العالمي إقامة معارض للفنون الإسلامية، وورش عمل للخط العربي والزخرفة، ومحاضرات علمية عن تطور الفن الإسلامي، وجولات في المتاحف والمراكز الثقافية، وعروض ضوئية على المباني التاريخية.
ويكسب الفن الإسلامي مكانته الخاصة في المملكة؛ لما تزخر به من معالم تراثية، ومتاحف، ومبادرات وطنية، تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والتعريف بتاريخ الفنون الإسلامية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم الثقافة والفنون بصفته أحد محركات التنمية، مجدّدة مع اليوم العالمي للفن الإسلامي التقدير لهذا الإرث الإنساني العظيم، والتأكيد على دوره في تعزيز الحوار بين الثقافات، وإبراز القيم الحضارية التي ميّزت الفنون الإسلامية عبر قرون طويلة، ولا تزال تُلّهم الفنانين حول العالم حتى اليوم.
كما حققت المملكة ريادتها في الحفاظ على الفن الإسلامي؛ بإقامة المعارض الدولية التي تحتفي بأشكال الفنون المعاصرة، ورعاية المواقع التراثية العريقة، لإبراز أهمية الفن الإسلامي التي ترجع إلى الرمزية المتسم بها، كونه تأثر بأنواع من فنون حضارات سابقة وأثّر على فنون لاحقة، إضافة إلى سعي الجهات المعنية بالحفاظ على الفن الإسلامي؛ بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”؛ لنشر هذه الثقافة وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية الإسلامية من خلال إبراز الهوية الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة الأصيلة.
// انتهى //
15:25 ت مـ
0159