
سكاكا 24 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 16 أكتوبر 2025 م واس
يمتاز خشب أشجار الزيتون بصلابته وملمسه الناعم وعروقه الطبيعية الفريدة، علاوة على قيمته التاريخية، الأمر الذي جعل النحاتين يستخدمونه في صناعة السُّبَح والمنحوتات الزخرفية، لإضافة قيمة طبيعية لأعمالهم، ولذلك أقام بيت الثقافة بسكاكا أمس ورشة عمل بعنوان “صناعة السُّبَح من خشب الزيتون”، قدّمها النحات راشد الراشد، بمشاركة عدد من المهتمين بالحرف اليدوية والفنون التقليدية.
وتضمنت الورشة التعريف بالمواد المستخدمة في صناعة السُّبَح، وأسماء أجزائها، وأنواع قصّات الخرز، إلى جانب تطبيق عملي لخطوات التصنيع التي تبدأ باختيار الخشب المناسب، ثم قَصّه حسب السماكة المطلوبة، وتشكيل الخرز وفق التصميم، وصنفرته حتى يصل إلى درجة النعومة المطلوبة، وتغطيته بالزيت وتلميعه بالقطن، مرورًا بعملية “الظَّمّ” لربط الخرز، وانتهاءً بتركيب الشاهد أو “المئذنة”، مع التمليكة أو الشرابة أو الكركوشة بحسب الشكل المرغوب.
واستعرض الراشد أنواع المسابح المتداولة في الأسواق، والفروق بين اليدوية والصناعية، مبينًا أن دقة التنفيذ وجودة الخامة تمنح كل قطعة طابعها الخاص، مشيرًا إلى خصائص خشب الزيتون الذي تشتهر به منطقة الجوف، إلى جانب تنوع الأشجار التي تُزرع في أراضيها، موضحًا أن خشب الزيتون يتميز بعروقه الدقيقة وتفاصيله الطبيعية وتدرجات ألوانه الدافئة التي تضفي عليه طابعًا جماليًا فريدًا، يجعل كل سُبحة قطعة فنية تحمل بصمة الخشب ذاته.
وفي الختام دعا الراشد الشباب والمهتمين إلى الحفاظ على هذه الحرفة الأصيلة وتطويرها، لما تمثله من قيمة تراثية تعكس هوية منطقة الجوف وتبرز تميزها في الحرف التقليدية.
// انتهى //
03:12 ت مـ
0016