“دبي للثقافة”: اللغة العربية أداة للتواصل بين الشرق والغرب وإرث حضاري متجدد

دبي في 17 ديسمبر/ وام / تولي هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” عبر مشاريعها ومبادراتها اهتماماً كبيراً باللغة العربية، وهو ما ينسجم مع التزاماتها الهادفة إلى المحافظة عليها وصونها والنهوض بها، بوصفها عنصراً أساسياً في الهوية الوطنية، ويتماشى مع رؤى دولة الإمارات التي تضع اللغة العربية ضمن أولوياتها الYستراتيجية والتنموية، وتدعم جهود نشر الثقافة وتعزيز مكانة “لغة الضاد” بين اللغات العالمية.

,تعد اللغة العربية وعاء الهوية وروح الثقافة وذاكرة الشعوب، وجزءاً لا يتجزأ من التاريخ الثقافي للبشرية، بفضل ما تحمله من غنى فكري ومعرفي يسهم في تطور العلوم والآداب والمعارف وإثراء المحتوى الثقافي الإنساني.

ويبرز اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف 18 ديسمبر وتحتفي به دولة الإمارات سنوياً، مكانة اللغة العربية كإرت حضاري متجدد، ودورها المحوري في مد جسور التواصل بين الثقافات في الشرق والغرب، وتعزيز التماسك المجتمعي.

وتحظى العربية باهتمام كبير في دولة الإمارات، وهو ما يتجسد في مجموعة المبادرات الوطنية والمشاريع الثقافية الهادفة إلى صون “لغة الضاد” وترسيخ حضورها في مجالات التعليم والإعلام والإبداع، حيث تواصل الدولة عبر هذا الاهتمام دعم اللغة العربية بوصفها ركيزة حضارية وثقافية في المنطقة والعالم، وقوة معرفية قادرة على المساهمة في صياغة هوية ثقافية معاصرة ومتجددة.

وتتجاوز اللغة العربية حدود التواصل بين أبناء الوطن العربي، لتشكل لغة عالمية مميزة، فهي لغة القرآن الكريم التي يفهمها أكثر من مليار مسلم وأداة للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، تتميز بحضورها اللافت في محافل الفكر والمعرفة، وامتلاكها تراثاً فكرياً وأدبياً واسعاً، ما يعزز تأثيرها في مسارات الثقافة والترابط والانفتاح المعرفي، فهي تعد من أغنى وأدق لغات العالم من حيث المفردات والمعاني، إذ يتجاوز القاموس العربي 12 مليون كلمة، وتتألف أبجديتها من 28 حرفاً، ما يجعلها واحدة من أكثر الأبجديات انتشاراً في العالم.

وتصنف اللغة العربية في المرتبة الرابعة بين أكثر لغات العالم انتشاراً وتداولاً بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وهي من قلائل اللغات السامية التي تمكنت من الصمود حتى اليوم، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 422 مليون شخص حول العالم يتحدثون العربية، فيما تتوقع الدراسات بأن يصل عدد الناطقين بها إلى نحو 647 مليوناً بحلول عام 2050.

وتسعى الهيئة من خلال خططها إلى تعزيز حضور “لغة الضاد” في المجالات كافة، وتأكيد مكانتها في المجتمع المحلي والعربي، وتحفيز كافة شرائح المجتمع على الابتكار وتشجيعهم على رفد اللغة بمصطلحات ومفردات جديدة.

وتبدي دبي والإمارات اهتماماً واسعاً بالعربية، وهو ما يتجلى في جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي تعد أرفع تقدير لجهود العاملين في هذا المجال من الأفراد والمؤسسات، وتأتي ضمن المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، “رعاه الله”، الهادفة إلى النهوض بالعربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة، إلى جانب تشجيع الجهود التي تسهم في تنميتها تعلماً وتعليماً وتخطيطاً وفكراً واستخداماً.

كما تسعى الجائزة إلى إبراز التجارب الناجحة وتكريمها ضمن فئات الجائزة المختلفة لتمكين المتخصصين في الشأن اللغوي من الاستفادة منها، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية المبادرات الشخصية والمؤسسية الساعية إلى تعزيز العربية.

وتشمل أهداف الجائزة أيضاً دعم الشباب وتحفيزهم على الإبداع في تطوير استخدامات العربية المتنوعة، والتوسع في تعريب الأعمال من ميادين المعرفة المختلفة للاستفادة من تجارب الثقافات العالمية.

ويحمل اليوم العالمي للغة العربية رسالة عميقة مفادها أن اللغة هي هوية وثقافة ومصدر قوة يتيح لنا الانخراط في الحوار العالمي بثقة.

وفي ظل الأرقام التي تؤكد انتشار العربية بين لغات العالم، والجهود التي تبذلها “دبي للثقافة” وجمعية حماية اللغة العربية، تتجلى صورة مجتمع يكرم لغته ويجعلها رافعة للتواصل والتقدم، حيث يصبح العمل على تعزيز حضور اللغة العربية في التعليم والإعلام والتكنولوجيا وضمان استدامتها اللغوية مسؤولية جماعية، حتى تبقى قادرة على مواجهة التحولات، وحاضرة في أجيال المستقبل.