رئيس وزراء ماليزيا يدعو لتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق القرن الآسيوي

رئيس وزراء ماليزيا يدعو لتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق القرن الآسيويكوالالمبور – 27 – 8 (كونا) — أكد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم اليوم الأربعاء أن القرن الآسيوي – مصطلح يشير إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية – لن يتحقق إلا عبر تماسك دول المنطقة وتنسيق سياساتها في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.وقال إبراهيم في كلمته خلال المائدة المستديرة حول التعاون الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ التي نظمها منتدى (بواو آسيا) في كوالالمبور إن “ديناميكية آسيا واضحة لكن التشظي الإقليمي حقيقي بسبب المنافسات غير المحسومة وخطر الاستقطاب”.وأضاف أن تحقيق “الاعتماد المتبادل السيادي” يتطلب تعزيز التكامل الإقليمي وإبقاء مركزية (آسيان) ممارسة فعلية لا مجرد شعار مشددا على أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تمثل نموذجا عمليا للحوار الإقليمي المتوازن.وأوضح أن الرابطة أنهت هذا العام مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين (آسيان) والصين بنسختها الثالثة والتي ستعرض على القادة في أكتوبر المقبل وتشمل الاقتصاد الرقمي والنمو الأخضر وسلاسل التوريد والمعايير التقنية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشيرا إلى أنها تعكس حقائق عصر جديد يتحدد فيه الازدهار عبر تدفقات البيانات والمنصات الرقمية والتحولات المستدامة في الطاقة.ولفت إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (آرسي إي بي) ما تزال أكبر منطقة تجارة حرة في العالم إذ تغطي 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مؤكدا أن ماليزيا بصفتها رئيسة (آسيان) ستستضيف قمة مخصصة لها في أكتوبر لإجراء مراجعة وتسريع التنفيذ وإظهار قدرة آسيا على قيادة الانفتاح التجاري.وأضاف أن مبادئ السيادة والكرامة والتضامن التي أطلقها قادة آسيا وإفريقيا في مؤتمر (باندونغ) عام 1955 ما تزال ضرورية اليوم لمواجهة الحروب التجارية والاضطرابات التكنولوجية مشددا على أن الاعتماد المتبادل السيادي يعني بناء الشراكات على أساس الاختيار والمرونة والاحترام المتبادل لا على ارتباطات تفرض من الخارج.وحذر أنور من عسكرة “الاعتماد المتبادل” عبر استخدام الطاقة والشحن وسلاسل توريد أشباه الموصلات وأنظمة الدفع كأدوات ضغط مؤكدا أن هذه الممارسات خلقت حالة من عدم اليقين الشامل وإحساسا بالهشاشة داعيا إلى إعادة تشكيل العولمة بحيث تضمن رسوخ الدول الصغيرة على أقدامها حتى في ظل انفتاحها على العالم.من جانبه شدد رئيس مجلس معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا البروفيسور محمد فايز في كلمته على أن ازدهار آسيا والمحيط الهادئ مرهون بالانفتاح والتكامل والمرونة محذرا من أن الحمائية والعزلة تهددان مكانة المنطقة.من جهتها أكدت المدير في معهد الديمقراطية والشؤون الاقتصادية الدكتورة ريبيكا فاطمة في كلمتها أن دول آسيا قادرة على تعزيز مصالحها الاقتصادية وتقوية مرونتها عبر استثمار موارد (آسيان) ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أيبك) مشددة على أهمية تقوية الطبقة الوسطى لتحقيق نمو مستدام.وشكلت المائدة المستديرة حول التعاون الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ التي نظمها منتدى (بواو آسيا) بالتعاون مع معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بماليزيا منصة حوارية جمعت قادة سياسيين وخبراء وأكاديميين لمناقشة قضايا الأمن والتجارة والتكامل الإقليمي تحت عنوان نحو عصر جديد من الاعتماد المتبادل السيادي. (النهاية)ع ا ب / ش م ع